ترجمة : مجدي المصري
تتوالى الوثائق التي تكشف تفاصيل حرب أكتوبر 73 التي أكدت إمكانية قيام العرب بنوع من التنسيق في شن حرب ضد العدو المشترك، كما بينت تلك الوثائق وقوف أمريكا في خندق واحد مع إسرائيل رغم صداقتها للدول العربية، وقيامها بمد جسر جوي لدعم إسرائيل بالأسلحة على مدار الساعة دون مراعاة لأي مشاعر تجاه العرب أو مصالح معهم، رغم ان الاتحاد السوفيتي لم يكن يشكل توازناً واضحاً لمعادلة الحرب.
الوثيقة الثالثة عشر
مذكرة من وليم كوانت عضو مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى سكاوكروت حول التوتر العربي- الإسرائيلي بتاريخ السادس من أكتوبر 1973. قبل أن تعلم الولايات المتحدة بأن الحرب اندلعت في الشرق الأوسط، كانت مجموعة عمل واشنطن الخاصة تعقد اجتماعا لها صبيحة السادس من أكتوبر، وذلك في غرفة الطوارئ بالبيت الأبيض وفي غياب كيسنجر، وخلال الاجتماع أكد كولبي مدير الوكالة المركزية للمخابرات الأمريكية (سي.آي.أيه) أن أيا من الطرفين لم يبدأ الحرب ولكن هذه الأعمال الحربية جاءت نتيجة لدورة من الفعل ورد الفعل المضاد. وتعكس الوثيقة عمق الشكوك التي انزلق فيها المشاركون في اجتماع مجموعة عمل واشنطن الخاصة صباح هذا اليوم الحاسم في تاريخ الأمة العربية، وفي ضوء تحذير مائير، حاول كوانت تفسير مؤشرات مختلفة على أن حربا أصبحت وشيكة: إجلاء خبراء سوفيت من مصر، وضع القوات المصرية والسورية في حالة تأهب قصوى. ورجح بأن أحد الاحتمالات وراء خروج الخبراء السوفيت من مصر هو «اكتشاف موسكو أن الحرب وشيكة»، والاحتمال الآخر هو وجود «أزمة كبرى» في العلاقات العربية- السوفيتية.
الوثيقة الرابعة عشرة
رسالة من الحكومة السوفيتية إلى نيكسون وكيسنجر بتاريخ السادس من أكتوبر 1973 الساعة الثانية وعشر دقائق عصرا بتوقيت واشنطن. تضمنت الرسالة قلق بريجينيف واللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي إزاء ما وصفه «بالحريق» في الشرق الأوسط، ورغم أنهم لم يشيروا مباشرة عن تاريخ علمهم للمرة الأولى بخطط السادات للحرب، فإن السوفيت لم يفاجأوا كثيرا بقرار مصر وسوريا لشن حرب مقارنة بالصدمة الهائلة التي نزلت على الأمريكيين. وبالنسبة لبريجينيف ورفاقه، كانت الحرب خطأ فادحا في الحسابات وخطأ سياسيا كبيرا نظرا لانهم كانوا يعتقدون أن العرب سيخسرون الحرب.
الوثيقة الخامسة عشرة
مذكرة من كوانت ودونالد ستوكيل عضو مجلس الأمن القومي إلى كيسنجر بشأن اجتماع مجموعة عمل واشنطن الخاصة بتاريخ السبت الموافق السادس من أكتوبر 1973 الساعة الثالثة عصرا بتوقيت واشنطن. بينما كان الإسرائيليون يحتفلون بيوم كيبور «عيد الغفران»، كان المصريون والسوريون يشنون هجماتهم.. بعد الساعة الثانية (بتوقيت القاهرة) من عصر السادس من أكتوبر 1973، عبر مائة ألف جندي مصري وألف دبابة إلى الضفة الشرقية لقناة السويس حيث نجحوا في حصار القوات والمواقع الإسرائيلية الحصينة، بينما كان 35 ألف جندي سوري و معهم 800 دبابة يخترقون المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان. المذكرة تزود كيسنجر ببعض الخلفيات عن اجتماع مجموعة عمل واشنطن الخاصة والذي كان قد عقد في وقت مبكر من مساء اليوم نفسه بتوقيت الولايات المتحدة في الوقت الذي رأي فيه أعضاء بمجلس الأمن القومي بأنه يتعين قيام أعضاء بارزين بالبدء في بحث عدد من القضايا مثل خطوات لتقليل أي تهديدات للمصالح الأمريكية لأدنى حد ممكن ولاسيما في حالة شروع العرب في فرض حظر على النفط.
كيسنجر يبدي انحيازه السافر الوثيقة السادسة عشرة
مذكرة إلى كيسنجر من نائبه لورانس إس، إيجلبرجر مع الساعات الأولى من بدء حرب السادس من أكتوبر 1973 جاء فيها أن الإسرائيليين لا يرغبون في تدخل مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار لان ذلك قد يمنعها من شن هجمات مضادة وتحويل المكاسب العربية الأولية إلى خسائر، وخلال اتصال هاتفي مع وزير خارجية إسرائيل أبا إيبان في حوالي الساعة التاسعة وسبع من صباح السادس من أكتوبر بتوقيت واشنطن، أكد كيسنجر بأن واشنطن لن تسمح بإحالة القضية إلى مجلس الأمن، وهو الأمر الذي أثار ارتياح إيبان نظرا لان ذلك كان معناه السماح للإسرائيليين بأن يقرروا حسب الأوضاع في جبهة القتال ما إذا كانوا يفضلون الذهاب إلى مجلس الأمن من عدمه. وبينما كيسنجر يبحث قيام الأمم المتحدة باتخاذ إجراء لوقف القتال، ظل موقف إسرائيل بشأن رفض وقف إطلاق النار يسيطر على تفكيره. وفي وقت ما من منتصف نهار أول يوم في الحرب، تحدث إيبان هاتفيا إلى إيجلبرجرمساعد كيسنجر وأعرب الوزير الإسرائيلي عن تقديره لان مستشار الأمن القومي الأمريكي (كيسنجر) سيحول دون اتخاذ الأمم المتحدة أي إجراء ربما لا يعطي إسرائيل الوقت الكافي لاسترداد مواقعها على الجبهة. بمعنى آخر، كان الإسرائيليون يعتقدون أن وقفا لاطلاق النار ضروري فقط بعد أن تنجح في تغيير الوضع القائم على الجبهة في ذلك الوقت حيث حققت القوات المصرية والسورية انتصارات مذهلة لم تكن متوقعة على الإطلاق.
الوثيقة السابعة عشرة
مذكرة عن محادثة هاتفية بين كيسنجر والسفير هوانج زهين سفير جمهورية الصين لدى الولايات المتحدة في السادس من أكتوبر 1973 بين الساعة التاسعة وعشر دقائق والتاسعة و30 دقيقة مساء بتوقيت واشنطن.
خطأ في حسابات كيسنجر
وبحلول مساء السادس من أكتوبر بتوقيت واشنطن، أجرى كيسنجر مباحثات سرية مع زهين كشف فيها مستشار نيكسون للأمن القومي النقاب عن عناصر استراتيجيته الموسعة، مؤكدا للمندوب الصيني هدفنا الاستراتيجي هو منع السوفيت من الحصول على وضع مهيمن في الشرق الأوسط.. أما كيسنجر الذي آمن كثيرا بأن الإسرائيليين سيحققون نصرا سريعا على العرب في غضون أيام، فقد أراد أن يثبت للدول العربية أنه مهما حصلت على مساعدة من السوفيت، فإنها لن تستطيع تحقيق هدفها.
اللحظات الأولى للحرب الوثيقة الثامنة عشرة
مذكرة عن مباحثات بين السفير الإسرائيلي سمحا دينيتس لدى واشنطن وكيسنجر في الساعة الثامنة و20 دقيقة من صباح السابع من أكتوبر 1973. تضم الوثيقة مقتطفات من تقرير عن إمداد الولايات المتحدة للقوات الإسرائيلية بصواريخ جو-جو طراز «سايدواندر» وقنابل متطورة. غير أن هذه الوثيقة تقدم تفاصيل مثيرة عن اللحظات الأولى للحرب مثل مناقشات مجلس الوزراء الإسرائيلي حول مسألة ما إذا كان قد تعين على تل أبيب القيام بضربة إجهاضية قبل بدء الهجوم العربي.
إسرائيل تطلب إمدادات
مع ضراوة القتال، خاصة على جبهة قناة السويس، سعى الإسرائيليون للحصول على إمدادات عسكرية مثل صواريخ سايدواندر، مقاتلات، ذخيرة وقطع غيار طائرات حربية، لكن كانت المقاتلات لها الأولوية في المطالب الإسرائيلية من واشنطن. غير أن كيسنجر لم يكن متأكدا من إمكانية تزويد إسرائيل بمقاتلات بينما الحرب مستمرة، ومع ذلك وجد أنه بوسع واشنطن تزويد القوات الإسرائيلية بصواريخ سايدواندر وقنابل متطورة. وبالنسبة للسوفيت، لم يظهر كيسنجر أي قلق حيث علق قائلا: في كل اتصالاتهم معنا، بدا السوفيت في غاية الاعتدال.
انتصارات ساحقة للعرب الوثيقة التاسعة عشرة
وزارة الخارجية، مركز العمليات، تقرير عن الوضع في الشرق الأوسط، اعتبارا من الساعة 2300 السابع من أكتوبر 1973. في اليوم الأول للقتال، القوات العربية تحقق انتصارات مهمة.. فالسوريون نجحوا في التوغل في دفاعات القوات الإسرائيلية بمرتفعات الجولان والمصريون نجحوا في عبور قناة السويس إلى الضفة الشرقية لها بشبه جزيرة سيناء. وفي ضوء القيمة الاستراتيجية الهائلة لمرتفعات الجولان، حيث أصبحت القوات السورية قريبة للغاية من المراكز السكنية الإسرائيلية، بدأ الإسرائيليون يضخون مزيدا من القوات على الجبهة السورية أولا.
أهداف السادات الوثيقة العشرون
كيسنجر يبعث برسالة إلى حافظ إسماعيل عن طريق الزيات وزير خارجية مصر في الثامن من أكتوبر 1973 رداً على رسالة إسماعيل له في الثامن من أكتوبر. وكان حافظ إسماعيل مستشار السادات للأمن قد بعث برسالة سرية لكيسنجر عبر مقر السي.أي.أيه بالقاهرة لخص فيها أهداف حكومته من الحرب. ولاتزال تفاصيل الرسالة سرية أي محظور نشرها حتى الآن ووجد كيسنجر أنها تحتوي على شروط أساسية غير مقبولة بالنسبة له ولاسيما المطالبة بعودة القوات الإسرائيلية إلى حدود ما قبل حرب 1967، غير أنه رأى أيضا أنها رسالة تنطوي على أهمية استثنائية للغاية.
فشل هجوم إسرائيلي مضاد الوثيقة الواحدة والعشرون بي
مذكرة عن اتصال هاتفي بين دينتيس وكيسنجر جرى بين الساعة السادسة وعشر دقائق والسادسة و35 دقيقة مساء بتوقيت واشنطن في التاسع من أكتوبر 1973. في الساعات الأولى من صباح التاسع من أكتوبر، تلقى كيسنجر اتصالا هاتفيا من السفير الإسرائيلي لدى واشنطن أعترف فيها الأخير بأن القوات الإسرائيلية أصبحت في موقف أكثر «صعوبة». كما اعترف دينتيس بفشل هجوم مضاد شنته القوات الإسرائيلية في اليوم السابق (الثامن من أكتوبر) على الجبهة المصرية بعد أن ألحقت القوات المصرية خسائر فادحة بقوات الهجوم المضاد.
تدمير 500 دبابة إسرائيلية
وفي الساعة الثامنة وعشرين دقيقة، عقد اجتماع بين دينتيس وكيسنجر لبحث مزيد من التفاصيل حيث أقر السفير الإسرائيلي بأن الإسرائيليين خسروا 400 دبابة على الجبهة المصرية ومائة أخرى على الجبهة السورية. دينتيس يعترف لكيسنجر أيضا بأن القوات المدرعة والصواريخ الأرض-جو المصرية تسيطر على زمام المعركة جوا وبرا وأن مجلس الوزراء الإسرائيلي قرر ضرورة الحصول على كل ما نستطيع الحصول عليه من عتاد ومقاتلات من خلال جسر جوي.
مائير تناشد واشنطن
ولم يبحث اجتماع دينتيس- كيسنجر الخاص موضوعا رئيسيا هو طلب مائير عقد اجتماع سري مع نيكسون لمناشدته إرسال مدد عسكري طارئ للقوات الإسرائيلية، وهو مطلب سرعان ما رفضه كيسنجر متعللا بأن ذلك من شأنه تقوية النفوذ السوفيتي في العالم العربي. ولتأكيد خطورة الوضع بالنسبة للقوات الإسرائيلية، ألمح دينتيس ضمنيا إلى عنصر «الابتزاز النووي» في مباحثاته الخاصة مع كيسنجر، وبينما مائير رفضت نصيحة عسكرية باللجوء إلى الأسلحة النووية، أصدرت أوامرها بوضع صواريخ «أريحا» وكان هو نظام الإطلاق الرئيسي للأسلحة النووية الإسرائيلية في ذلك الوقت، وهكذا كشفت إسرائيل لواشنطن علنا عن سر حيازتها لأسلحة نووية خلال الحرب، وأيا ما قاله دينتيس، فإن كيسنجر قد أبدى تجاوبا كبيرا لتلبية مطالب إسرائيل الملحة من الأسلحة.
جبهة الجولان
علاوة على ذلك، بدأ الجانبان الإسرائيلي والأمريكي مناقشة ترتيبات لاقامة جسر جوي أمريكي باستخدام طائرات تجارية مستأجرة لشحن الأسلحة. في ذلك الاجتماع، نقل دينتيس لكيسنجر أنباء طيبة وردت من جبهة الجولان: القوات الإسرائيلية حققت تقدما في مرتفعات الجولان ودمرت أعدادا كبيرة من الدبابات السورية.
تطورات خطيرة الوثيقة الثانية والعشرون
رسالة من كوانت إلى كيسنجر حول «قضايا الشرق الأوسط» في التاسع من أكتوبر 1973 تتضمن إشارات عن تطورات خطيرة: تزايد الخسائر الإسرائيلية على الجبهة المصرية طلب تل أبيب إمدادات عسكرية ملحة واحتمال استمرار القتال لأيام أخرى طويلة وتهديدات للرعايا الأمريكيين في لبنان ودعوة الكويت لاستخدام سلاح البترول وتقارير عن خسائر سوفيتية من جراء القصف الإسرائيلي لسوريا.. كوانت ينصح كيسنجر باتخاذ قرارات حول عدد من المشكلات، منها أن تلبية مطالب إسرائيل بإمدادها بالأسلحة ربما يعرض الرعايا الأمريكيين للخطر ولكن لو أحجمت واشنطن عن مساعدة تل أبيب، فإن ثقة الإسرائيليين في السياسة الأمريكية ستتقوض.
قصف مطار دمشق ! الوثيقة الثالثة والعشرون
وزارة الخارجية، مركز العمليات، تقرير عن الوضع في الشرق الأوسط في الساعة1800 بتوقيت شرق الولايات المتحدة في العاشر من أكتوبر 1973. بينما القوات العربية والإسرائيلية البرية تعيد تنظيم نفسها وحشد قوتها، دخلت القوات الجوية السورية والإسرائيلية في معركة جوية وقام الطيران الإسرائيلي بقصف مطار دمشق الدولي.في الوقت ذاته، التقطت المخابرات اليونانية والإسرائيلية والأمريكية مؤشرات على أن السوفيت أقاموا جسرا جويا لامداد العرب بالأسلحة. (اعتقد الإسرائيليون أنها لنقل صواريخ). وقد تزامن ذلك مع قيام الولايات المتحدة بإمداد إسرائيل بصواريخ وقنابل متقدمة من خلال جسر جوي أيضا.
اليماني يهدد بالانتقام
علاوة على تلك التطورات، أدلى وزير النفط السعودي شيخ اليماني بالرد على الجسر الجوي الأمريكي لإسرائيل بخفض إنتاج البترول. وكان السوفيت قد اتخذوا في بداية الحرب قرارهم بإقامة جسر جوي بهدف تعزيز مكانة موسكو في العالم العربي، وكان لهذا القرار مضاعفات كبيرة على مسار الحرب، إذ لم يشجع المصريين والسوريين على مواصلة القتال فحسب، بل رأته واشنطن بمثابة «تحدي» للقوة الأمريكية.
خطة السادات الوثيقة الرابعة والعشرون
برقية من قسم رعاية المصالح المصرية في واشنطن إلى وزارة الخارجية حول الوضع العسكري المصري الحالي بتاريخ العاشر من أكتوبر 1973. مصدر سري داخل الحكومة المصرية زود قسم المصالح الأمريكية بمعلومات عن تطورات سير القتال على الجبهة المصرية، وصلت بعض هذه المعلومات المخابراتية إلى وكالة أنباء أسوشيتيد برس التي بثت بدورها أنباء متضاربة حول خطة السادات الحربية: سواء استرجاع «سيناء كلها» أو التوغل لمسافة ما بين 40 و 60 كيلومترا فقط إلى عمق شبه الجزيرة لاجبار واشنطن على التدخل لوقف إطلاق النار وحمل إسرائيل على التفاوض، وهي الخطة الأصلية التي كان السادات قد عرضها على الأسد. لكن المعلومات التي وفرها المصدر أشارت إلى أن الخطة عدلت ليكون التوغل إلى مدى 20 كيلومترا فقط.
موسكو جادة لوقف القتال الوثيقة الخامسة والعشرون
يولي فورونتسوف السفير السوفيتي يبعث إلى سكاوكروفت في العاشر من أكتوبر. نظرا للشكوك حول إمكانية استمرار العرب في تحقيق مكاسب حربية وقلقها من أن تؤثر الحرب سلبا على الوفاق الأمريكي- السوفيتي، بدأت موسكو التركيز على وقف إطلاق النار، لكن السادات رفض بهدف الحصول على تنازلات سياسية من إسرائيل التي رفضت بدورها وقف إطلاق النار. وبحلول العاشر من أكتوبر 1973، بدت موسكو أكثر جدية في جهود وقف القتال بعد أن أشارت تقديرات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي أن العرب لن يحققوا أي مكاسب عسكرية أخرى على الأرض. وكان من الصعب على السوفيت إقناع السادات بقبول قرار من مجلس الأمن بوقف القتال. وعلى العكس من ذلك، كان الأسد يريد وقفا لاطلاق النار لوقف تقدم القوات الإسرائيلية على الجبهة السورية. ومن جانبه أراد كيسنجر منح تل أبيب الوقت اللازم لتحقيق تقدم عسكري.
الكويت تحذر واشنطن الوثيقة السادسة والعشرون
محادثة بين مساعد وزير الخارجية كينيث راش ومديري شركة بترول بشأن نزاع الشرق الأوسط ومصالح أمريكا النفطية في العاشر من أكتوبر. كان كيسنجر يعمل على إحباط اقتراح السوفيت بوقف إطلاق النار بينما كان راش يستمع من مديري شركتي «أيكسون» و«جالف أويل» إلى احتمال استخدام العرب لسلاح النفط أثناء المعركة بعد أن وردت تقارير بأن وزير النفط والمالية الكويتي عبدالرحمن العتيقي في ذلك الوقت حذر واشنطن من خطوات ربما تتعارض مع المصالح النفطية الأمريكية.
انهيار الدفاعات السورية الوثيقة السابعة والعشرون
وزارة الخارجية، مركز العمليات تقرير للوضع في الشرق الأوسط الساعة 0600 بتوقيت شرق الولايات المتحدة. في اليوم الحادي عشر من أكتوبر 1973، واصلت القوات الإسرائيلية هجومها ضد القوات السورية واخترقت خطوط الدفاع السورية الرئيسية، واستولت على مرتفعات الجولان مجددا بينما ظل الوضع على جبهة القناة «ساكنا» في الوقت الذي بدأ فيه نيكسون وكيسنجر ووزير الدفاع جيمس شليسنجر يتخذون قرارات مهمة بشأن عملية إمداد إسرائيل بالسلاح وخاصة بعد أن علم كيسنجر يومي 12 و13 أكتوبر أن الذخيرة الإسرائيلية بدأت في النفاد.
الملك فيصل غاضب الوثيقة التاسعة والعشرون «بي»
برقية من السفارة الأمريكية لدى السعودية إلى وزارة الخارجية جاء فيها أن المملكة تعرب عن أسفها لجسر الإمدادات العسكرية الأمريكي لإسرائيل، وخشية غضب العرب، بادر كيسنجر بإرسال برقية خاصة إلى العاهل السعودي الملك فيصل لشرح قراره، زاعما أن قرار مد الجسر الجوي لتل أبيب بسبب عدم تعاون السوفيت بشكل كاف في مفاوضات لوقف إطلاق النار وقيام السوفيت بجسر جوي مكثف للقوات العربية. وفشل كيسنجر في استرضاء الملك فيصل الذي كان غاضبا، ورغم أن رده على نيكسون لايزال سرا حتى الآن، فإنه يبدو أن العاهل السعودي كتب أن القرار الأمريكي قد «آلمه».
أكبر معارك الدبابات الوثيقة الثلاثون
وزارة الخارجية، مركز العمليات «تقرير عن الوضع في المنطقة في اليوم الخامس عشر من أكتوبر 1973». بدأت القوات المصرية في 14 أكتوبر هجوما كبيرا بالدبابات في عمق سيناء، في أكبر معركة دبابات من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.. فقد ضغط الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على الرئيس السادات لكي يطور الهجوم حتى يخفف الضغط على الجبهة السورية، لكن سرعان ما استعاد الإسرائيليون زمام المبادرة، وطبقا لمصادر مصرية، خسر المصريون 76 دبابة بينما قالت مصادر إسرائيلية أن خسائر القوات المصرية كانت 280 دبابة. وفي الوقت نفسه أكد مسؤولون بشركات النفط والسفارة الأمريكية بالرياض أن الملك فيصل سيتخذ إجراءات انتقامية ما بعد أن أعلنت واشنطن صراحة إقامة الجسر العسكري الجوي لامداد إسرائيل بالسلاح.
25 ألف طن أسلحة أمريكية لإسرائيل يومياً الوثيقة الواحدة والثلاثون
برقية من وزارة الخارجية إلى كيسنجر حول «شحنات الأسلحة لإسرائيل» في 15 أكتوبر 1973. وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تقرر تسيير 17 رحلة جوية يوميا تنقل 25 ألف طن من الإمدادات الحربية لإسرائيل تشمل طائرات فانتوم إف-4 وصواريخ سبايدوواندر جو-جو وأسلحة مضادة للدبابات وغيرها. وقدمت مصر شكوى إلى حكومة ألمانيا الغربية بسبب استخدام طائرات النقل الأمريكية الحربية العملاقة قواعدها الجوية هناك في نقل الأسلحة لإسرائيل.
الوثيقة الثانية والثلاثون بي
برقية من البعثة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى وزارة الخارجية بواشنطن حول موقف الناتو من الحرب. دونالد رامسفيلد السفير الأمريكي وقتذاك لدى الحلف يستعرض السياسة الأمريكية مع نظرائه سفراء كندا والدول الأوروبية.
أزمة النفط تدخل المعركة الوثيقة الثالثة والثلاثون
وزارة الخارجية، مركز العمليات، تقرير حول الوضع في الشرق الأوسط الساعة 1800 بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 16 أكتوبر 1973. تقرير عن أول مؤشرات على بداية تراجع حظوظ مصر بدرجة كبيرة في ميدان المعركة حيث تمكنت قوة مدرعة إسرائيلية بقيادة الجنرال أريل شارون من الوصول إلى الضفة الغربية لقناة السويس وبدأت في قصف وحدات المدفعية والدفاع الجوي المصرية. كما أشار التقرير إلى احتمال حدوث أزمة نفطية بعد أن بدأت الدول العربية المنتجة للنفط في وضع خطط لاستخدام سلاح النفط بسبب غضبها من إعلان واشنطن عن إقامة جسر جوي لامداد إسرائيل بالأسلحة.
الرياض تضغط على أوروبا
وتظهر الوثيقة قيام السعودية بالضغط على أوروبا كي تستخدم نفوذها في دفع واشنطن إلى تغيير سياستها في الشرق الأوسط. ونقلت الوثيقة أن البترول سيتم استخدامه كسلاح ضد الجسر الجوي الأمريكي لكن الإنتاج «سيتقلص» مما سيضر الدول الأوروبية أولا.
«يتبع في الحلقة القادمة»
|