Monday 26th January,200411442العددالأثنين 4 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شؤون عمالية شؤون عمالية
أنشطة منظمة العمل العربية جهود مؤتمرية وتنظير فاقد للآمال
عبدالله صالح محمود الحمود*

منظمة العمل العربية التي تعد أحد أركان جامعة الدول العربية، لا يزال دورها دون آمال وتطلعات أفراد المجتمع العربي العامل في أفرع القطاع الخاص، ومما لا شك فيه أن هذه المنظمة تبذل جهودا مضنية، يقودها رجل مخضرم ومتمكن في الخبرة والمعرفة بشؤون وشجون العمل والعمال، والمتمثل في شخص معالي الاستاذ ابراهيم قويدر، الذي كان يشغل منصب وزير للعمل في بلاده ومناصب اخرى، مما اكسبه في ذلك خلفيات اوسع واشمل حول انظمة العمل عامة، خصوصا وانه قاد دفة منظمة العمل العربية خلال مدة أقل ما يقال عنها أنها المدة التي عايشت العديد من الظروف القاسية السياسية منها والاقتصادية تلك التي حلت بالأوطان العربية بالذات في الفترة الأخيرة، إلا ان المنظمة بجهودها المشهودة لم ترق الى تطلعات أبناء المجتمع العربي، فالبطالة العربية في تنامٍ والانظمة العمالية لم تحدث او تفعل في غالبية الوطن العربي، وتشغيل الاطفال دون سن الخامسة عشرة في ازدياد، والأجور التي تتقاضها الأيدي العاملة لا تتفق والمستويات المعيشية في أغلب الاوطان العربية، خصوصا التي تعيش في وضع اشبه بالكساد الاقتصادي، والمنظمة بشكل عام ماضية من خلال منبرها الإعلامي نحو إظهار نسب عن البطالة بشكل عام لا تفصيلي حسب انواع البطالة المتاحة في كل وطن عربي على حدة، إضافة الى الإفصاح عن مشاكل التعليم والتدريب في الدول العربية، وتنشر لنا أرقام يعتقد انه صادقة بنسبة كبيرة، ويأتي الإعتقاد هنا دون الجزم، بسبب عدم توافر قواعد معلوماتية سليمة لدى غالبية الدول العربية، مما يضطر الامر معه الى الوصف هنا من أن غالبية ما ينشر يعتمد على منهجية الاعتقاد أو التصور أو حتى التخمين الرقمي، ولهذا فإن على منظمة العمل العربية أن تعيد هيكلتها التنظيمية الإدارية والمالية، لان الملحوظ هنا أنها حينما تؤدي دورها المعلوماتي والإخباري يغلب عليها في ذلك الأخذ بنهج الاعتقاد أو يبني طرحها على ما ينشر أو ما يذكر له عشوائيا عن حال الأوطان العربية، وإن كان هناك من معايير علمية تنتهجها المنظمة أحياناً والافتراضية منها في أحايين أخرى، والتي تستخدمها عند إخراج التقارير الدورية والإفصاح عن أنشطة أعمالها في نهاية كل سنة مالية وإدارية لها، إضافة الى جل نشاطها المتمثل في الإعداد لعقد المؤتمرات واللقاءات لاجتماعات مكتب العمل العربي أو مجلس الإدارة، دون ان تشعر العامل أو طالب العمل العربي بقيامها بأعمال ملموسة على أرض الواقع، كإيجاد زيارات ميدانية للدول العربية، والإلتقاء بالعمال وعقد ورش عمل معهم بطريقة مباشرة للتحدث معهم والسماع لآمالهم وآلامهم، إضافة الى وجوب الالتقاء بأصحاب العمل كطرف اساسي في تطوير شؤون العمل عامة، حيث ان ما يشاهد في الزيارات التي يقوم بها المسؤولون في المنظمة تأتي في إطار محدود للغاية، والمتمثل في الإلتقاء بكبار المسؤولين بوزارات العل في الوطن العربي، والذي من المؤكد أنها تأخذ هذه الزيارات في الغالب صفة الودية والمجاملة، وهذا التوجه هو الذي جعل من هذه المنظمة تؤدي دورا هامشياً بخلاف ما خطط ورسم لها من سياسة ونظام أساسي، كما أن من المفترض أن يسعى المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية إلى تفعيل دور المنظمة وتكثيف الدور الرقابي عليها لجعل دورها اكثر نفعاً وفائدة عن ما تقوم به من أعمال تتمثل في نشر اخبار عامة عن البطالة ومشاكل التعليم وحالات الفقر في الوطن العربي، دون ان تتثبت وتراقب عن بعد، على الأقل جهود وأداء كل دولة عربية خصوصا من لم تقم أو لا تسعى بعد انعقاد كل مؤتمر أو اجتماع يتم تحت مظلتها إلى تطبيق توصيات تلك الاجتماعات على أقل تقدير حسب ما تمليه تشريعات المنظمة، سعيا نحو تحقيق تنظيمات من شأنها تخفي مستوى نسبة البطالة في بلادها، وتطوير مخرجاتها التعليمية، إضافة الى تفعيل أنظمتها العمالية، مواجهة للعولمة والمتغيرات الاقتصادية والاجتماعية المعاصرة، حتى يلمس المواطن العربي دوراً أكثر تأثيراً، لتقويم وطنه في المجال العمالي تجاه ما يطمح إليه.

*الباحث في شؤون الموارد البشرية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved