* الرياض عبدالله العاصم:
احتلت الأمراض المركز الأول كأكبر معوق يحد من انطلاقة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والكبيرة للدواجن في المملكة، وأوضح مهتمون بقطاع الدواجن ان هذا المعوق دفع بشركات الدواجن إلى إنشاء أقسام بيطرية عينت لها الأطباء البيطريين وفنيي الدواجن، فيما تأتي مشكلة ارتفاع الكهرباء والمحروقات في المرتبة الثانية بعد انتشار الأمراض، وارتفعت تكلفة الطن من لحوم الدواجن نتيجة ارتفاع أسعار الكهرباء والمحروقات من نحو (48) ريالا للطن في 1992 لتصل إلى (118) ريالا للطن للعام 2000م، في حين تأتي تكلفة الأعلاف في المرتبة الثالثة، ويلاحظ المهتمون أن هنالك علاقات عكسية بين شدة هذه المشكلة وحجم المشروع حيث تقل أهمية المشكلة كلما زاد حجم المشروع ،وكلما تم التوجه نحو النظام المتطور في التغذية والتعليف ،كما استطاعت هذه المشاريع خفض نسبة تكاليف تصنيع العلف بإنشاء مصانع علف خاصة بها لكن ارتفعت أسعار المواد الخام للعلف المستورد (ذرة وصويا) بنسبة وصلت إلى 30% مما أثر كثيراً في ارتفاع تكلفة الطن من لحوم الدواجن وإنتاج البيض، وهو ما سبب معاناة فعلية لمزارعي الدواجن، حيث إن أسعار منتجاتهم بقيت ثابتة، إضافة للنفوق في المشاريع خاصة في المشاريع ذات النظام شبه المغلق الذي تتعرض فيه الصيصان إلى تقلبات كثيرة في درجات الحرارة نظراً لتعرضها إلى أجواء التكييف تارة ودرجات حرارة الجو العادي تارة أخرى، وعدم الالتزام الحرفي بتطبيق تعليمات التحصينات حيث تجاوزت نسبة النفوق 8 ،5% للمشاريع الصغيرة و6 ،5% بالمشاريع الكبيرة في حين ان النسبة العالمية للنفوق هي في حدود 5%، كما تعاني المشاريع الصغيرة والمتوسطة من عملية سوء التسويق ،وهو ما يؤكد الحاجة إلى وجود جهاز تسويق متخصص لكيلا ينشغل المنتج بعملية التسويق الذي من آثاره السلبية طول فترة التسمين خاصة المشاريع التي تعتمد على تسويق الدجاج الحي ،ولذا عندما يتأخر بيع المنتج حسب ظروف السوق يترتب عليه تكاليف عالية في حين تكمن المشكلة الأخيرة في عدم استخدام الطاقة المثلى للإنتاج في المشاريع الصغيرة والمتوسطة حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية حدود 70% من الطاقة القصوى في المشاريع.
وسيجتمع حشد من المستثمرين والمهتمين بقطاع الدواجن في الندوة الأولى عن الدواجن التي ستعقد بإذن الله خلال الفترة من 7 - 9 مارس 2004م الموافق 16 - 18 محرم 1425 في فندق فور سيزونز، الرياض (برج المملكة) لبحث الحلول الممكنة للمعوقات التي تواجه هذا القطاع وإيجاد السبل الكفيلة بتهيئة الفرص الملائمة لمواصلة نشاطهم برعاية معالي وزير الزراعة الدكتور فهد بن عبدالرحمن بالغنيم، ومن الموضوعات التي سيناقشها المجتمعون توقعات الخبراء حول الانعكاسات المحتملة على قطاع الدواجن لانضمام المملكة المتوقع لمنظمة التجارة العالمية، الذي من شأنه - كما يؤكد الخبراء أن يؤدي إلى توقف عدد من المشاريع الصغيرة والمتوسطة وخروجها عن السوق لعدم قدرتها على التنافس ،وهو ما يدعو الحاجة إلى اندماج مثل هذه المشاريع فيما بينها والعمل على رفع الكفاءة الإنتاجية لها وتوجيه جهودها التسويقية والدعائية.
وسيبحث المجتمعون في الندوة احتياج المزارع الصغيرة والمتوسطة إلى إنشاء مسالخ حديثة ومتطورة مع قنوات تسويقية للمنتجات لتساعد المنتجين على تصريف إنتاجهم خاصة أثناء المواسم التي ينخفض فيها الطلب على الدواجن أو يرتفع خلال فترة الحج مثلاً، واغراق السوق المحلي بالدواجن المستوردة وتأثيره البالغ في الحد من التوسع للمشاريع المحلية وإلحاق الضرر الكبير بالاستثمارات المحلية في قطاع الدواجن، والحاجة إلى إنشاء أسواق أو مراكز لتجميع وتوزيع الدجاج الحي وتشجيع التعاقد المسبق على الانتاج وتوفر المعلومات عن الأسعار وتوقعاتها ووجود مخازن تبريد.
|