بعد سنة من المفاوضات والمباحثات وجهود حثيثة بذلتها ألمانيا توصل حزب الله اللبناني إلى اتفاق مع الكيان الإسرائيلي لإطلاق سراح أربعمائة أسير فلسطيني معتقل في السجون الإسرائيلية وخمسة وثلاثين أسيراً عربياً منهم ثلاثة وعشرون لبنانياً واثنا عشر عربياً. وستحصل إسرائيل مقابل ذلك على إطلاق سراح رجل الأعمال الإسرائيلي الحنان تننباوم الذي اعتقلته عناصر حزب الله في الأراضي اللبنانية وثلاثة جنود إسرائيليين كانت تعتبرهم إسرائيل في عداد القتلى.
الاتفاق الذي أعلنه الوسيط الألماني في القدس المحتله مساء السبت، وفور إعلان منسق جهاز الاستخبارات الألماني أرنست أورلاو، أكدت الحكومة الإسرائيلية نبأ الاتفاق إلا أن الناطق باسمها أشار إلى أن أحد بنود الاتفاق المبرم مع حزب الله، يشير إلى أن إطلاق سراح عميد الأسرى العرب اللبناني سمير قنطار سيتم بعد أن تتلقى إسرائيل معلومات عن مصير الملاح الإسرائيلي رون أراد الذي سقطت طائرته في جنوب لبنان عام 1986م.
عملية تبادل الأسرى ستتم في منتصف الأسبوع القادم وعلى الأكثر في اليوم الثاني أو الثالث من أيام عيد الأضحى المبارك، وهذا بدوره إنجاز كبير لحزب الله اللبناني الذي ظل قادته يفاوضون بصلابة طوال عام كامل حتى استطاعوا أن ينتزعوا من الإسرائيليين موافقة الإفراج عن أربعمائة أسير فلسطيني وخمسة وثلاثين أسيراً عربياً، هم جميع الأسرى العرب باستثناء الأسرى الفلسطينيين الآخرين والأسير اللبناني سمير القنطار الذي تظل إمكانية إطلاق سراحه واردة، لأن حزب الله لن يبخل بمعلومات عن مصير الملاح الإسرائيلي رون أراد، فالأسير القنطار له مكانة عاطفية ووجدانية لدى قادة المقاومة اللبنانية كونه من أوائل المقاومين اللبنانيين، حيث نفذ عملية فدائية في عام 1979م أي قبل ربع قرن، وكان عمره ستة عشر عاماً وكان وقتها عضواً في تنظيم جبهة التحرير الفلسطينية، وقد وعد قادة حزب الله عائلة القنطار وبالذات والدته بأن ابنهم سينضم إلى عائلته في أقرب وقت واللبنانيون يعرفون جيداً أن حزب الله إذا وعد أوفى.
|