* طوكيو (اف ب):
تظاهر حوالي أربعة آلاف شخص أمس الأحد بهدوء في وسط طوكيو احتجاجا على إرسال جنود يابانيين إلى العراق في حين يستعد رئيس الوزراء جونيشيرو كويزومي لاعطاء الضوء الأخضر رسميا لمغادرة الجنود، وهي من أكبر التظاهرات ضد التدخل الياباني لكن الحركات السلمية واليسار لم ينجحوا في الوقت الراهن في تعبئة حشود جماهيرية كبيرة. وقد تجمع المتظاهرون في حديقة هيبييا العامة قرب القصر الإمبراطوري وهم يرفعون لافتات كتب عليها «أوقفوا إرسال قوات الدفاع الذاتي (الجيش) إلى العراق. لسنا بحاجة لحرب».
وقد تتالت الخطب والرقصات وحفلات موسيقى الروك قبل القيام بمسيرة. وقالت طالبة تدعى يوكاري نوجيما (20 سنة) «أصبت بالخيبة لاتخاذ رئيس الوزراء كويزومي قراراً بهذه الحماقة».
وأضافت «ما يحتاج إليه الشعب العراقي هو المواد الغذائية والأدوية وأماكن مريحة للعيش، وليس الأسلحة أو القوات». واعتبر رأي شيبا أحد منظمي التظاهرة «أن غالبية اليابانيين تعارض انتشارالجنود وخصوصا أن الدستور يحظرنا من إرسال قوات لكن كويزومي يتجاهل الواقع.
أشك في أن الديمقراطية تسير على ما يرام في اليابان».
وينص البند التاسع المثير للجدل من الدستور الياباني على أن اليابان «تتخلى نهائيا عن الحرب كحق سيادي». وبعد أشهر من المماطلة قررت اليابان الشهر الماضي إرسال قوة إلى العراق لمهمة «غير قتالية» تقتصر على إعادة الإعمار ومهام انسانية.
ومن المرتقب أن يعطي كويزومي الضوء الأخضر رسميا لانطلاق القسم الأكبر من القوات اليابانية باتجاه العراق على الأرجح اليوم الاثنين.
وقد وصلت وحدة استطلاع من سلاح البر الاثنين الماضي إلى مدينة السماوة بجنوب شرق العراق للتحضير لانتشار قوة عدادها حوالي 600 جندي من المشاة في الأسابيع المقبلة.
وتطمح اليابان إلى توفير ما بين 500 و600 فرصة عمل في السماوة لكسب دعم السكان المحليين لجنودها بحسب الصحف الصادرة أمس الأحد.
وبحسب الخطة التي سيتم تنفيذها في إطار برنامج الأمم المتحدة للاسكان، من المرتقب توظيف بعض أبناء المدينة لبناء مدارس ومبان عامة أخرى كما أوردت وسائل الإعلام اليابانية.
وأكدت بعثات يابانية في السماوة أن المدينة تعاني من مشكلة بطالة خطيرة «من شأنها أن تؤدي إلى تحركات ضد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة» على ما قالت صحيفة شيمبون.
وتعارض غالبية اليابانيين انتشار الجيش في العراق وإن كانت نسبة المعارضة بدأت تميل إلى التقلص في الأيام الأخيرة.
ويكتسي التدخل الياباني طابعا حساسا وخصوصا أنها المرة الأولى التي يرسل فيها جنود يابانيون إلى منطقة قتال منذ العام 1945م.
وقد قلل شيجيرو ايشيبا وزير الدفاع الياباني أمس الأحد من أهمية المخاوف على سلامة القوات اليابانية التي سيتم إرسالها إلى العراق أوائل الشهر المقبل بعد سلسلة من الحوادث التي وقعت في مدينة السماوة بجنوب العراق حيث تتمركز هذه القوات.
وأدى قرار اليابان بارسال قوات للمساعدة في عمليات إعادة البناء بعد الحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق إلى انقسام الرأي العام الياباني.
ويقول منتقدون إن ارسال القوات يمثل انتهاكا للدستور السلمي لليابان ويخشى يابانيون كثيرون على أمن هذه القوات التي لم تطلق رصاصة واحدة في معارك منذ نحو 60 عاما. وقالت وكالة كيودو للأنباء إن ضابط شرطة قتل بالرصاص في السماوة في أول حادث من نوعه يقع منذ إسقاط القوات التي قادتها الولايات المتحدة الرئيس صدام حسين في العام الماضي. وأشارت الأنباء إلى وقوع انفجار في متجر لأقراص الكمبيوتر المدمجة واعتقال خمسة أشخاص كانوا يخفون متفجرات في السماوة التي اختيرت كقاعدة بسبب اعتقاد الحكومة انها آمنة.
|