* لندن - رويترز:
يواجه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أصعب أسبوع منذ توليه منصبه قبل ست سنوات بعد أن ثار تمرد داخل حزبه بسبب سياسات التعليم العالي وتقرير يتعلق بدور الحكومة في انتحار خبير الأسلحة العراقية ديفيد كيلي.
ويواجه بلير ما أسماه البعض «24 ساعة من الجحيم» يومي الثلاثاء والأربعاء ابتداء بتمرد داخل حزب العمال بسبب رفع رسوم التعليم الجامعي.
ويتهم المعترضون من داخل الحزب بلير بعدم الوفاء بوعد قطعه قبل الانتخابات وبمخالفة قيم المساواة التقليدية التي يدافع عنها حزب العمال. وبعد احتمال الهزيمة في اقتراع يجريه البرلمان حول هذه القضية سيتعين على بلير التعامل مع تقرير طال انتظاره للقاضي اللورد هاتن حول وفاة كيلي.
وسألت صحيفة أوبزرفر رئيس الوزراء البريطاني عما اذا كان سيظل في منصبه بحلول نهاية الإسبوع فأجاب «نعم.. أنا عازم على ذلك». ومضى يقول «أعتقد أن المرء في هذه الوظيفة يقضي كل وقته في حالة خطر.. لذلك ليس هناك لحظة تخلو من المخاطر». وانتحر كيلي بعد أن تردد أنه مصدر تقرير صحفي لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» في العام الماضي عن أن فريق بلير بالغ من التهديد الذي يمثله العراق لتبرير الحرب التي استهدفت الإطاحة بالرئيس صدام حسين.
واتهمت حكومة بلير بالمساهمة في انتحار كيلي من خلال تسريب اسمه لوسائل الإعلام. ونفى بلير مسؤوليته الشخصية عن ذلك ولكنه قد يضطر للاستقالة إذا اكتشف القاضي خلاف ذلك.
وذكر بلير الذي قاد حزب العمال في انتصارين ساحقين في الانتخابات أنه يرى أن النتائج التي سيتوصل إليها اللورد هاتن تمثل اختبارا لنزاهته كرئيس للوزراء.
ومضى بلير يقول «القضية المتعلقة بنزاهتي هي.. هل تلقينا المعلومات وهل نقلت إلى الناس بشكل سليم؟ وأنا أعتقد أن هذا ما حدث» وخلال الفترة التي تسبق نشر تقرير هاتن يواجه بلير حملة من الانتقادات فيما يتعلق بموقفه من أسلحة الدمار الشامل بالعراق. وقد أضر الجدل الثائر بشعبيته في استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجع نسب الثقة فيه. وقال روبن كوك وزير الخارجية الأسبق الذي استقال من منصب حكومي رفيع خلال الفترة التي سبقت الحرب في مارس اذار الماضي «أن استمرار رئيس الوزراء في الإصرار على أنه كان على صواب يحمل إهانة له إذ يرى الجميع الآن أنه كان على خطأ». وقال مايكل انكرام عضو حزب المحافظين المعارض «هناك أسئلة خطيرة جدا تتعلق بالسبب الذي دفع بلير لأن يقول لنا ليس قبل الحرب فحسب بل أيضا بعدها أنه يعتقد أن لديه دليلا عن وجود اسلحة دمار شامل».
من جهة اخرى ترغب أكثرية من البريطانيين (56 %) في أن يستقيل رئيس وزرائهم توني بلير إذا ما تأكد أنه شخصيا أو حكومته أساءا التصرف حيال الدكتورديفيد كيلي المتخصص في الأسلحة العراقية الذي كان يعمل لحساب وزارة الدفاع وانتحر في تموز/يوليو 2003. وسيعلن اللورد بريان هاتن يوم الأربعاء تقريره المنتظر حول ظروف انتحار الخبيرالسابق في مجال الاسلحة ليل 17 - 18 تموز/يوليو الماضي.
وأفاد الاستطلاع الذي أعدته مؤسسة يوغوف لحساب شبكة اي.تي.في التلفزيونية العامة المستقلة وأذاعت نتائجه اليوم الاحد، أن 56 % من 2276 شخصا شملهم الاستطلاع، يعتبرون أن على توني بلير تقديم استقالته إذا ما اتهمه أو اتهم حكومته تقرير اللورد هاتن. وجاء في استطلاع أعدته مؤسسة ايي.سي.ام ونشرت نتائجه الثلاثاء صحيفة الغارديان، أن 48 % من البريطانيين مقتنعون بأن بلير سمح بالكشف عن اسم ديفيد كيلي للصحافة قبيل انتحاره.
واعتبر 63 % من الأشخاص الذين سئلوا آراءهم في هذا الاستطلاع أن على بليرالاستقالة إذا ما أثبت تقرير هاتن أن بلير قد كذب.وذكر استطلاع مؤسسة يوغوف أيضا أن 54 % يرغبون في أن يستقيل وزير الدفاع غوفهون إذا ما وجه تقرير هاتن إليه أو إلى وزارته الانتقادات.
|