دعوا مخاوي الليل يغني لنا!
في زمن الفضائيات الفاضيات الخاويات.. كثُر المطربون والمطربات.. بل أصبحوا أكثر من المستمعين!!.. فصناعة «نجوم» الغناء أضحت مسألة غاية في اليسر، فأي مهووسٍ عاطل، يمكنه أن يصبح «نجماً»! وكل ذات قوامٍ ممدود و«لباسٍ محدود» مع حياءٍ قليل وصوتٍ ذليل تصبح «نجمة»!.. لقد كثروا وتكاثروا وتشابهوا علينا وتشاكل الأمر. فلم نعد نحفظ أسماءهم ولا حتى نتبين وجوههم فنميز المطرب منهم عن المطربة!
ولكن.. وسط هذا الركام والانحطاط وانعدام الهوية الفنية تطل علينا إشراقات تجبرنا على أن نحني لها رؤوسنا، إنهم النجوم الحقيقيون، أولئك الذين لا يفارقهم الإبداع الجميل ولا الجمال المبدع، ومن هؤلاء بالطبع خالد عبدالرحمن، صاحب الصوت الدافئ والأداء الراقي، والإحساس المرهف, هذا الفتى النحيل يُعد من المساهمين في توثيق ارتباطنا كعرب غير خليجيين بالأغنية الخليجية. فهو فنانٌ فوق العادة.. بل هو ظاهرة إبداعية شديدة الخصوصية. فهو يبحث لنفسه دوماً عن لونٍ خاص ونكهةٍ مميزة، واخاله يصيب كثيراً في ذلك، فنسمعه يغني «كلماتٍ ليست كالكلمات» ويشدو بألحانٍ تجعلنا خارج الجغرافيا والتاريخ، يؤدي بتلقائية، فيبدو لك حين تسمعه أنه يهمس لك، ويسرد مشاعرك، يدغدغ أحلامك ويطلق آهاتك ويئنُّ آلامكَ، تشعر أنه يغني لكَ وحدك، أو قل يغني عنك وحدك، فيأخذك إلى عوالم أخرى.. إلى فضاءاتٍ لا محدودة.. إلى مرافئ اللا نهاية.. فينتابك الألق والأرق.
أو تدرون ما سر الخلطة السحرية لهذا الفنان.. هي ببساطة أن خالد مغرقٌ في المحلية.. متمسكٌ بها. بالإضافة إلى ذلك أننا لم نره يوماً يغني متوارياً خلف المتمايلات من حسناوات الفيديو «كليبات».. أو يقيم مهرجاناً للرقص على أنغام أُغنياته، وهذا يؤكد احترامه لفنه ولجمهوره.
لذا أقول لأصحاب كل الأقلام التي تحاول النيل من خالد: أعزائي إنكم تحرثون البحر، فبكل أمانة «يا جماعة مخاوي الليل غير».
عمار عزالدين إبراهيم
****
كيف وصل راشد للعيون السود
تطل علينا بين الفينه والأخرى أغنية «العيون السود» وهي آخر أعمال راشد الماجد، ويبدو راشد في هذا العمل في أحسن حالاته حيث يظهر الارتياح على ملامح وجهه وفي عينيه بريق التوهج.
فبهذه الأغنية والتي عهد بإخراجها إلى الدوغجي والتي قد تبدو للكثيرين انها بنفس اسلوب أغنية «مشكلني» الشهيرة والتي واجه بها السندباد انتقادات جمة.. لكنه لم يبال بها لأنه وببساطة يرى ما لا يراه الآخرون فتكرار العمل بنفس الاسلوب ليس افلاساً من راشد أو الدوغجي كما يراه البعض بل هي برأيي المتواضع مخطط له من قبل واراد بهذه الأغنية أن يثبت قاعدة جماهيرية جديدة تضاف إلى جماهيريته الخليجية الواثق منها.
فهو بلا شك أسس قاعدته الأولى القوية والصلبة في منطقته الحبيبة وتحصن بها لذلك أخذ يتطلع إلى أبعد من نطاق الخليج ليكتمل له العقد لهذا قدم أغنية «مشكلني» كبداية يطل بها على العهد الجديد فهي التي فتحت له الباب على مصراعيه بأسلوبها وطريقة عرضها ولطافة معانيها فأراد أن يطرق الأبواب. بلطف ورقة كاطلالة أولى على هذه الجماهير التي عشقته كفنان لكنها لم تستوعب عمق اغنياته السابقة كالمسافر، وأغلى حبيبة، التي تحظى كل منهما بنجاحات في منطقة الخليج لكن خارج هذه الخارطة كان عمق الكلمة واللحن يحول دون ترديد هذه الأغنيات واستيعابها، لذلك فبذكاء الفنان المتوقد الحس اختار السندباد أغنية مشكلني كبداية أولى حتى تحفظ هذه الجماهير أغنياته وترددها وتظل متعطشة لجديده.. فحين اطمأن لنجاحها كان يجب أن يلحقها بأغنية أخرى بنفس الأسلوب حتى يثبت جماهيريته خاصة في بلاد الشام ومصر والمغرب العربي وهو ما يطمح اليه لذلك نرى الراشد كثيراً ما يتردد في اقامة حفلات في المغرب العربي حتى يؤسس له قاعدة جماهيرية قوية من الخليج إلى المحيط فيرى أغنية تحفظ وتردد على طول الخريطة العربية فيتنقل بينها كما يشاء مطمئنا لنجاحه وواثقاً من خطواته.. لذا فأغنية «سود العيون» هي العتبة التي يقف عليها راشد اليوم مستقبلاً جماهيره العريضة من الشام ومصر والمغرب العربي.
وحقيقة يستحق الراشد الماجد هذا النجاح ومن جد وجد. ولي كلمة أخيرة لجماهيره الخليجية والتي لم تجد في أغنية «مشكلني» و«سود العيون» مبتغاها وصورت الأمر على انه خروج عن عباءته التي عرف بها أقول لهم اطمئنوا فالراشد قادم اليكم بجديده الخليجي البحت واثقا من نجاحاته القادمة.. سيعود بعد أن تسيد الساحة بلهجته واعماله المميزة فاجبر الجميع على عشقها، عائد السندباد كما عهدتموه، فهو منكم وإليكم.
روضة النفود
****
من الذي جعلنا في هذا المأزق؟
هل ستبقى الساحة الفنية السعودية مفتوحة على مصرعيها لكل من هب ودب!!؟؟ ولكل من شاء وخطر على باله أن يدخل المجال الفني، وهل سوف تقبل ارفف محلات بيع الكاسيت بالتورط بتلك الأشرطة التي يعاني أصحاب المحلات من عدم تسويقها؟.. كل هذه تساؤلات تطرح نفسها على مؤسسات الإنتاج والشركات الفنية التي همها وشغلها الشاغل هو كيف تجني المبالغ المادية من ظهور هؤلاء المتطفلين على الساحة الفنية! وبالطبع لا يمس شركات الإنتاج أي ضرر لأنها في النهاية هي المستفيدة مادياً، وذلك الشاب المتسرع في الدخول إلى المجال الفني الذي قد تخدمه المادة في الوصول السريع إلى الإنتاج والتوزيع والظهور في الساحة الفنية من خلال ألبومه الذي أنتجه من كيسه الخاصة وحيث انه لم يراع في تسرعه بالبروز في الساحة الفنية بشكل سريع الكثير من الإشكاليات الفنية التي لم تطرأ على باله ولم يحسب لها حساب.
حيث إن همه هو أن يرى نفسه في سوق الكاسيت بين صور الفنانين أي بمعنى اصح أصبحت المسألة مادية لا فنية. يا أخي قد تذهب لأحد المحلات الخاصة ببيع أشرطة الكاسيت ويطري على بالك البحث عن أصوات جديدة وشابه فتقوم بالشراء لبعض تلك الأسماء الشابة التي قد لا تكون معروفة وعندما تحاول الاستماع إلى الشريط من اجل تشجيع هؤلاء الشباب على التميز والتجديد، تجده يتمتع بنشاز وسذاجة وشيء لا يرُضى به أن يحسب على الساحة الفنية السعودية التي عرفت بالتميز والرقي بالأغنية السعودية خاصة والأغنية الخليجية عامة.. أي بمعنى إن صح التعبير إن مثل هؤلاء اصبحوا يقودون المقصورة الفنية السعودية إلى الوراء وإلى الأسوأ لا إلى الأفضل حيث إنه ومن المفترض أن يأتي جيل يرقى بالأغنية السعودية إلى المستوى العربي والمستوى العالمي.. نعم العالمي..فسبحان الله أصبحت تشاهد أسماء فنية شابه في ألبوم فني واحد فقط وبعد ذلك يختفي ولا تعلم أين ذهب وقد يكون إنتاجه لأول ألبوم عبارة عن تسلية وتحقيق رغبه لا طموح في أن يقدم شيئاً يخدم الساحة الفنية بل على قولتهم (أنت وحظك !) إلى هذه الدرجة أصبحت الساحة الفنية محطاً للتجربة وتحقيقاً للرغبات الشخصية؟ ولكن لو بحثت عن أسباب هذه الظاهر وهي دخول الأصوات الشابة الساحة الفنية بدون لا دستور ولا نظام لوجدت أن هناك عدة أسباب جوهرية يجب أن يتم الاهتمام بها ومعالجتها كي يكون كل شي صحيحاً وسليماً ومقبولاً وهي على النحو التالي:
أولاً: أن يكون هناك محكمون فنيون لتلك الأصوات وكذلك محكمون أدبيون لما سوف يغنى من قصائد ومحكمون من كبار الملحنين للحن الذي سوف يتغنى به الفنان في طرح ألبومه وتكون جميعها بعيدة عن المجاملة والواسطة، طبعاً بأخذ عين الاعتبار ذوق وحس الفنان فيما سوف يرضى أن يقدمه ويظهر به.
ثانياً: أن تكون هناك مراكز فنية لتعليم الموسيقى حيث تحتضن ذلك الشاب الذي يمتلك موهبة في الغناء أو الموسيقى ولا يعلم كيف يستفيد منها لكي يتم صقلها بطرق علمية مدروسة بمشاركة كبار الموسيقيين حتى ولو كانوا غير سعوديين.
وهذه النقطة تحدث الفنانون السعوديون كثيراً عنها حيث طالبوا وأشادوا ببناء تلك الصروح لتعليم الموسيقى حتى وإن أراد الشخص أن يظهر فنياً أن تكون لديه دراية وثقافة موسيقية فلا يدخل يتخبط بخطواته نحو الفشل الذريع الذي نراه حالياً بسبب عدم درايته وثقافته الفنية.
ثالثاً: أن يكون هناك مجال لاختلاط الفنانين الشباب بكبار الملحنين والفنانين والموسيقيين ويكون إلزاما على الفنان الشباب في إنتاج شريط خاص به أن يتم تحكيم ألبومه من قبل اللجنة التي أشدت بها في النقطة الأولى.
بهذه الطريقة لن ترى داخل الساحة الفنية إلا من يستحق أن يدخلها بحق وحقيقة وسوف تشهد بذلك الأغنية السعودية نهوضاً ورقياً لم يشهده التاريخ الفني من قبل ولا بعد بمشيئة الله، وكلامي هذا ليس تجريحاً وليس موجهاً إلى شخص محدد وكذلك لا تنقيصاً في الساحة الفنية السعودية الحالية إنما انتقاد آمل أن يكون بناء وأن يؤخذ بعين الجدية وهذا من شدة حرصي وحبي لهذا الوطن الغالي على قلوبنا وحبي في إنتاج جيل فني ناضج ويعي كل خطوة يقوم بها.
فواز المالحي - جدة
****
محمد عبده.... الصمت المطبق تجاه ما ينطق
لفت انتباهي وانتباه القراء ماسطره قلم الكاتب والمؤلف باجد رفاع العضياني في عدد الجزيرة 11434 حول قصيدة (ياجر قلبي) التي تغنى بها فنان العرب محمد عبده وأثبت من خلال عدة مصادر أنها تنسب للشاعر دخيل الدجيما وليست تراثية كما كتب على الشريط.
ولكن حقيقة هناك عدة تساؤلات محيرة خاصة لمحبي وجمهور فنان العرب تنصب في مجال البحث عن الحقيقة الغائبة أو المغيبة في هذه القصيدة من أهمها.
هل كان فناننا القدير يجهل مصدر هذه القصيدة ومن قائلها أم تجاهله؟ ولماذا لم يرد محمد عبده أو مكتبه بتعقيب بسيط ويوضح فيه ملابسات الجدل الدائر حولها سواء في الصحافة أو في المنتديات أو في المجالس العامة؟
وهل سياسة «الصمت المطبق تجاه ماينطق» هي أفضل رد على الجميع من جانب فنان العرب؟ وهل للقصيدة عمر فني أو زمني حتى تحال إلى أرشيف التراث؟
ثمة جانب مهم في الموضوع أين الحقوق الشرعية والأدبية والفنية والإنسانية في القصيدة؟ كمتذوق للشعر ومحب لتاريخه ومتابع لفنان العرب أتمنى كغيري إبراز وجه الحقيقة الناصع.
يوسف بن تركي الغفيلي
المحرر الفني:
اعتقد أن رسالتك وصلت قبل تصريح فنان العرب وننشرها بالتزامن مع نشر التصريح وفيه رد على ما نشرناه سابقاً.
|