Monday 26th January,200411442العددالأثنين 4 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض الشارع نبض الشارع
حملات الحج سراب يتوشح الحقيقة في المشاعر المقدسة

* الدمام - خالد المرشود:
تزامنا مع قرب شعائر موسم الحج فإن رحى المنافسة الشديدة بين حملات الحج «الربحية!!» تدور بشكل مهول للغاية وذلك لمحاولة استقطاب أكبر عدد ممكن من الحجاج قاصدي بيت الله الحرام، ويشاهد المرء السباق المحموم بعرض أنواع الخدمات الفندقية المتنوعة والأجنحة الملكية الفاخرة وتعدد الدرجات فمنها فئة الألف والباء والجيم ناهيك عن التفنن في تقديم الخدمات خلال الـ24 ساعة ثم يضاف إلى ما سبق الخدمات الخاصة الأخرى كغرفة مفردة او مزدوجة وما فيها من الخدمات حسب الطلب ومنه ما يعتقد البعض انها خدمات عظيمة كتقديم فرشاة ومعجون الأسنان!! والتي لا يتجاوز سعرها العشرة ريالات اضافة الى المنشفة وصابون اليد.. كل هذا بدعوى التميز والفخامة ومع هذا وذاك من الخدمات المدعاة في التميز والفخامة إلا ان اسعار تلك الحملات كما يقال «بالهبل» ناسين او متناسين ما يجوب المشاعر من اجواء روحانية عبادية محضة يجب ان يتفرغ لها المسلم الذي جاء من مئات بل آلاف الكيلومترات تعبدا لله عز وجل، مما ينبغي على الحملات ان تسهم بالطرق المثلى في توخي الدقة في تقديم الخدمات لحجاجها وعرضها لهم بكل أمانة وحرص فليست المسألة تجميع للفلوس ولخلق الله ثم ترك الحبل على الغارب. هناك من الحملات من تحرص في البداية على تحسين صورتها أمام الزبائن بعمل الديكورات المصفوفة المرصعة وتقديم المشروبات الباردة والحارة.. عند ابداء رغبة الحج بمقر الاستقبال وتسليم الفلوس وتنتهي عند هذا الحد من التلطف الى تكشير الأنياب في المشاعر عندما يفاجأ الحجاج بعدم الوعد بالوفاء في نقص تقديم الخدمات وقلتها وأحياناً كثيرة انعدامها بالكلية مرجئين ذلك بالتذرع بأن العدد كبير وغير متوقع وان لجنة كذا وكذا قصرت معنا... الخ من الترهات والخزعبلات التي ليس لها مكان من الاعراب والاستماتة بتقديم العذر. ويا ليت ان النقود قليلة فقد يتراوح سعر بعض الحملات بين 800 ريال الى 14000 ريال، وقد يرتفع السعر في البعض خصوصا ما كان عبر الطائرة فالوضع هنا يختلف وياليت يعود منها ما كان محل التقصير، والاعتراف فيه لا يكفي باللسان فقط، فقد يكون ذالكم لشخص ضحى بماله واملاكه لكي يحج بيت الله الحرام بكل طمأنينة متقربا الى الله عز وجل بأنفس ماله لكنه يفاجأ بالكارثة غير المتوقعة. واليكم بعض الصور من بعض الحملات الغريبة التي تدعي الكمال: يتنقل الحاج بين المشاعر على حسابه الخاص بذريعة ان الباص تأخر بسبب الزحام.
إذاً أين التنظيم المسبق للحافلات؟! ويأكل الحاج اغلب او جميع وجباته الغذائية على حسابه الخاص من البوفيهات نظرا للتأخر الذريع في تقديم الوجبات فالفطور وقت وجبة الغداء ووجبة الغداء آخر النهار ووجبة العشاء قرب الفجر وهكذا دواليك مما يحدوا بالحاج إلى الأكل على حسابه الخاص هربا من الجوع المدقع أما دورات مياه المخيم فشأنها شأن آخر حيث يتزاحم عليها الآلاف من الحجاج من خارج المخيم جراء انعدام الحراسة في المخيم أما تقديم المشروبات الباردة فإنها تقدم ساخنة ان توافرت!!
والفاكهة ان وجدت فهي خدمة ذاتية ما عليك إلا ان تذهب الى المستودع ان رغبت في الاكل وكأنك «شحاذ» أما النوم فلا يمكن ان تأنس به هنيئاً مريئاً لأنه لا يوجد مكان مخصص للنوم وآخر للجلسات فيمكن ان تعتبر فراشك هو مجلسك ومطرحك ومنامك ومكان قراءتك واطلاعك الى غيرها من الصور التي يجب على أصحاب الحملات ان يتقوا الله في حجاج ضيوف الرحمن فإنها أمانة عظيمة أيما أمانة فلا تأخذوا شيئاً إلا بحقه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved