* كتب - إبراهيم الركيان - محرر رياضي بجريدة عكاظ:
* يعد الكتاب الذي ألفه الاعلامي المعروف الأستاذ أحمد العلولا الذي حمل عنوان «الحركة الشبابية والرياضية في منطقة القصيم» إضافة جديدة للمكتبة الرياضية ومرجعا رئيسيا لكل المهتمين بالحركة الرياضية في المملكة، ولاشك أن المؤلف حفظ حقوق وتاريخ مؤسسي أندية المنطقة وأبرز دورهم الايجابي تجاه أنديتهم رغم قلة الإمكانيات في ذلك الوقت.
خطوة غير مسبوقة
* أولوية تسجل للمؤلف العلولا «بمداد من ذهب» عندما رصد الحركة الشبابية والرياضية في منطقة القصيم في كتابه القيِّم والثري بالمعلومات الرياضية ونحن كنا ننتظر ولادة كتاب أو «مؤلف» يحيى واقع وتاريخ الرياضة بالمنطقة الممتدة لأكثر من خمسة عقود من الزمن - ويحسب للرمز الاعلامي الكبير أحمد العلولا هذا الجهد المميز الذي بذله في إعداد هذا الكتاب الذي ظهر كأي مؤلف آخر يحوي بين طياته الكثير من الثراء المعلوماتية ولا يخلو أي كتاب أو مؤلف من وجود بعض الأخطاء والسلبيات البسيطة التي لا تؤثر على «الجوهر» وهذا ما كان في كتاب العلولا الجبار، فبدلاً من أن نقدم للمؤرخ العلولا الشكر والعرفان على هذا الجهد الكبير الذي بذله في سبيل إخراج الكتاب نجد هناك بكل أسف من أخذ يقلل من هذا العمل ويوجه سهام النقد اللاذع بدون مبرر مقنع لا لشيء وإنما لمجرد عدم توافقه مع أهوائهم وميولهم الشخصية، والعلولا سيظل رمزاً من رموز الاعلام الرياضي في الوطن العربي الكبير، ونتمنى أن نرى مؤلفات أخرى ترصد الحركة الرياضية بالمنطقة على غرار هذا الكتاب غير المسبوق في منطقة القصيم تحديداً.
إيجابيات تحسب للمؤرخ
* مما يحسب «للمؤرخ» أنه لم يقف عند حد معين في رصد الحركة الرياضية بل تعداه ليشمل جميع الأوجه فهو إلى جانب تناوله لمسيرة أربعة عشر نادياً فقد قدم معلومات عن الشباب والرياضة بالمملكة إلى جانب تقديمه لنبذة موجزة عن المؤسسات والأجهزة الثقافية والشبابية، كما تحدث الكتاب عن الأمير الراحل فيصل بن فهد ودوره الرائد في بناء الحركة الرياضية الحديثة بالمملكة، وتناول الكتاب بعض الشخصيات الرياضية ممن كانت لهم مساهمات فاعلة في دعم رياضة وشباب المنطقة أمثال محمد العمار وعبد الله العذل ومنصور الخضيري ومحمد الفايز وصالح القاضي وأحمد الزامل، كما قدم الكتاب أيضاً نبذة موجزة عن منطقة القصيم، وتحدث عن بدايات الإعلام الرياضي في المملكة، وأشار إلى أن الاستاذ خالد بن حمد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة يعتبر من أوائل الصحفيين الرياضيين إلى جانب الوجه الإعلامي المعروف سليمان بن محمد العيسى وصالح بن علي الصويان، ومن الرموز الإعلامية بالمنطقة عبد الله القناص ومحمد الدويش وسليمان العساف وأحمد الرشيد، ويؤخذ على المؤرخ عدم ذكر محمد العبدي ومحمد الطويان من ضمن الرموز الإعلامية، ولعل المبررات التي قدمها العلولا حول هذه النقطة تؤكد حسن نيته. وتناول الكتاب الصحفيين والمراسلين الذين لا يزالون يواصلون ركضهم في الوقت الذي توقف البعض الآخر منهم، كما أبرز بوضوح دور مؤسسي الأندية وممن كان لهم دور فاعل ورائد في دعم مسيرة أنديتهم، كما سلط الضوء على الحكام واللاعبين الدوليين في جميع الألعاب، وقدم لمحة موجزة عن بيوت الشباب بالمنطقة كما قدم عدداً من الوثائق النادرة لبعض الاندية إلى جانب مقال قديم نُشر بالزميلة الرياض في 24/2/1386هـ بقلم صالح بن علي الصويان وكان يتحدث عن مقرات الأندية القديمة ويطالب ببناء منشآت ومقرات للأندية بدلاً من الشقق المهددة بالخطر.
الرائد والتعاون
* ولأن الكتاب يضم أكثر من ثلاثمائة صفحة فسوف اكتفي بالتوقف عند أبرز النقاط التي تناولها المؤرخ في كتابه عن ناديي الرائد والتعاون الأشهر والأعرق في منطقة القصيم.
الأصل والفرع
* أثار الكتاب جدلاً واسعاً حول تأسيس ناديي الأهلي والشباب سابقاً «الرائد والتعاون» حالياً لاسيما من بعض التعاونيين بعد أن أثار الكتاب حقيقة التأسيس وأن التعاون فرع من الرائد إثر الاختلاف والانقسام الذي حدث بين عدد محدود من أعضاء النادي الأهلي «الرائد» حاليا في ذلك الوقت، وهذه حقيقة تاريخية ثابتة لا تقبل الشك أو الجدل فمنذ أن وعينا على الدنيا ونحن نسمع من رجالات الناديين الكبار هذه القصة المشهورة وهذه أغاظت بعض التعاونيين «المكابرين» الذين لا يعترفون بالتاريخ، وإن كان هناك خطأ نتج عنه سقوط بعض الأسماء التي اسست «الشباب» «التعاون» حالياً فهذا لا يعني أن المعلومة التي وردت بالكتاب غير صحيحة، ونحن اعتدنا دوماً من بعض الإخوة التعاونيين هداهم الله عدم اعترافهم بالحقائق والوقائع التاريخية لاسيما إذا كان الرائد طرفا فيها فهم ما زالوا حتى الآن لا يعترفون بخسارة فريقهم من الأهلي «الرائد» 5/1 في عام 1385هـ بدوري القصيم رغم أنها موثقة اعلامياً بجريدة الرياض، فضلاً عن تشكيكهم بتفوق الرائد على ناديهم بعدد مرات الفوز فهم دائماً يحاولون تخطئة التاريخ، ومن يدري فربما يخرج علينا أحدهم ويقول إن الرائد لم يفز في مباراة «المطر» الشهيرة! ولم يصعد للدوري الممتاز 5 مرات في تاريخه!! ولم يصعد لدوري الدرجة الأولى عام 1387هـ!! ولعل مشكلة التعاونيين أنهم لا يوثقون الوقائع وكل همهم التخطئة لأن التاريخ دائماً يقف لمصلحة الرائد!!
العبودي يؤكد واقعة الانشقاق
* صالح بن إبراهيم العبودي من أوائل اللاعبين الذين مثلوا أهلي بريدة وممن عاش فترة تأسيس النادي في عام 1374هـ يقول حدث ان حصل انشقاق بين بعض أعضاء النادي الأهلي بعد عامين من تأسيسه الأمر الذي جعل محمد وحمد وسليمان وعبد الله أبناء عبد الرحمن الوابلي ينشقون عن النادي وقاموا بتأسيس نادي «السعودي» الذي تحول فيما بعد إلى «الشباب» ومن ثم إلى «التعاون» مؤكداً أن هذه الواقعة صحيحة والجميع يعرف ذلك وكل من يشكك في هذه المعلومة إما مكابر أو جاهل في التاريخ، وأضاف أنهم في الرائد يحتفظون بالتاريخ، وقال لا يمكن أن نتحمل أخطاء الآخرين الذين لا يوثقون تاريخ ناديهم، وأشار إلى أن الانشقاق لا يعتبر عيباً!!
الرائد ينال نصيب الأسد
* يأتي عدم رضى البعض على الكتاب لأن الرائد حظي بنصيب الأسد من بين أقرانه من أندية المنطقة وهذا أمر طبيعي في ظل تميزه عن غيره فهو صاحب الأولويات في كل شيء - الأقدم تأسيساً في عام 1374هـ وهو أول ناد رياضي يُعتمد في منطقة القصيم في 4/5/1381هـ وأول من امتلك ملعباً «مسوراً» في المملكة وأول من امتلك «باص» وسجل ألعاب كرة الطائرة والسلة والدراجات والكاراتيه وتنس الطاولة والمصارعة وأول من صعد فريقه الكروي الأول إلى دوري الدرجة الأولى في عام 1387هـ وللدوري الممتاز في عام 1406هـ بعد فوزه على التعاون 2/صفر في موقعة «المطر الشهيرة» وأول ناد في المنطقة يلاعب فريقا خارجياً «الكرامة» السوري في عام 1394هـ كما أن فريق السلة هو أول من صعد إلى دوري الدرجة الأولى عام 1394هـ، وأول من أصدر مجلة ثقافية منوعة ومنظمة «صوت الأهلي» في عام 1385هـ، وأول ناد يشكل له مجلس شرفي رسمي عام 1401هـ، وبلغ عدد لاعبيه في جميع الدرجات منذ تأسيسه إلى يومنا هذا «627» لاعباً وهو الأعلى على مستوى أندية المنطقة، ويمثل إبراهيم الراشد وناصر الصلال رحمه الله ورميان الرميان وصالح السلامة وعبد المحسن الضويان وصالح العبودي وموسى الراشد وتوكا ونجيب وعبد العزيز المسلم ومحمد العبيدي رحمه الله وعثمان البشر وعبد العزيز الشيب وعبد الرحمن الفلاج «المدير» ومغنم النجدي وصالح المبارك رحمه الله وإبراهيم الثنيان ومحمد القريحة وسعد البذرة ومحمد النودلي وسالم العنزي ومزيد الشقير أبرز وألمع الأسماء التي أنجبتها ملاعب القصيم في كرة القدم.
صور نادرة للأهلي «الرائد»
* ومما يدل على أن الرائديين يحتفظون ويوثقون تاريخهم ليكون مرجعاً لهم عند الحاجة فقد حوى كتاب القصيم عدداً من الصور النادرة جاء من أبرزها صور جماعية لأعضاء فريق كرة القدم يعود بعضها إلى العام 1380هـ أي قبل 44 عاماً وصور شخصية للاعب الفريق علي المضيان وأخرى لعضو الشرف وأحد أبرز رجالات النادي الداعمين علي بن محمد المقيطيب رحمه الله وصورة لجماهير الأهلي «الرائد» التي يعود تاريخها إلى العام 1380هـ وصورتين لبعض أعضاء شرف النادي في عام 1387هـ أثناء نزولهم من سلم الطائرة بمطار القصيم عائدين من الرياض بعد صعود فريق كرة القدم الأول لدوري الدرجة الأولى، والأخرى في لقطة تذكارية أمام الطائرة في نفس المطار للمناسبة نفسها، وصورة نادرة للاعب عبد الله فريح «توكا» في الثمانينيات، وأخرى لنجوم الفريق إبراهيم الراشد وشقيقه موسى وعبد العزيز المسلم، وصورة أخرى لأول باص للنادي يحيط به لاعبو الفريق وظهر بالصورة التي يعود تاريخها إلى منتصف الثمانينيات بعض رجالات النادي، وأخرى تضم مجموعة من منسوبي الأهلي «الرائد».
كبسة دجاج تُلغي
هدفاً للأهلي «الرائد»
* ناصر بن إبراهيم الرشودي رئيس هيئة أعضاء الشرف بنادي التعاون سابقاً وأحد الذين عاصروا التعاون منذ أن كان يطلق عليه النادي «السعودي» قبل أن يتحول إلى الشباب اعترف بعد مرور أربعة عقود من الزمن أن محمد رمضان قدم إلى بريدة لتحكيم مباراة الأهلي والشباب «الرائد والتعاون» وحدث أن سجل الأهلي هدفاً صريحاً عن طريق «توكا» وقال ان شبكة المرمى تمزقت من قوة تسديد الكرة لكن الرمضان رفض صحة تسجيل الهدف، وقال من بين ما قال في كتاب القصيم كنا نتسابق على استضافة الحكام بغية وقوفهم إلى جوارنا ضد الآخرين، واعترف أنه أقام للرمضان وجبة غداء عبارة عن كبسة بالدجاج يوم المباراة!!
ولاشك أن هذه هي إحدى الحقائق التي لا تقبل «التكذيب» بعد أن شهد شاهد من أهلها.
|