المكرم رئيس تحرير جريدة «الجزيرة» الأستاذ خالد المالك المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إنني والحزن يعتصر قلبي أتقدم بمقالتي تلك إلى معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد والتي أتمنى من الله العلي القدير أن يستقبلها معاليه بصدر رحب وذلك لما عرف عنه من حسن الاستجابة وما عرف عنه كذلك من اهتمامه بشؤون جميع من ينتسبون أو ينتسبن إلى وزارته.إنني سأطرح على معاليه أسباب ذلك الحزن الذي أجده في الكثير من زميلاتي ممن هن في نفس العمل أو في أي دائرة تابعة لوزارة التربية والتعليم فبعد تخرجي في كلية التربية بالقصيم لم تدم فرحة التخرج طويلاً حتى أعقبتها الفرحة الكبرى ألا وهي فرحة التعيين وكان ذلك عام 1417هـ.
في هذه السنة بدأت حياتي العملية وباشرت في مدرستي التي كانت تبعد عن المنزل 220 كم واستطعت مع بعض المعلمات تأمين سيارة نقل وبدأنا نكابد مشاق الطريق ووعورته فهذا جمل سائب وهذه شاحنة متعطلة وسط الطريق، بالاضافة إلى مشاهدتنا كثيراً من الحوادث التي يقع بعض منها أمام أعيننا.
وبعض مضي سنة شملتني حركة النقل وكانت مدرستي الجديدة التي انتقلت إليها تبعد عن المنزل 70 كم وفي هذه السنة لم أستطع تأمين سيارة للنقل فاضطر والدي «حفظه الله ورعاه» لترك بعض أعماله ليتفرغ هو لنقلي وسنة تلو الأخرى وأنا انتقل من مدرسة إلى أخرى حتى استقر بي المقام في مدرستي التي أعمل فيها حتى الآن، وكانت كل هذه السنوات التي تنقلت فيها من مدرسة إلى مدرسة ومن قرية إلى قرية كنت أعمل فيها على البند وكباقي الزميلات منذ أن تم تعيننا ونحن ننتظر قرار الترسيم حتى بلغ منا اليأس مبلغه حتى جاء الفرج وعمت الفرحة جميع معلمات البند «105» وكان ذلك عام 1422هـ بعد خدمة ست سنوات، ولا أكذبكم الخبر فقد عانيت الأمرين في السنوات الثلاث الأولى فقد جاء تعيين زوجي معلماً في منطقة الدوادمي وأنا معي الأولاد في منطقة القصيم ولم يلتم شملنا إلا بعد ثلاث سنوات.
وإنني من خلال جريدة الجميع «الجزيرة» أوجه سؤالاً إلى المسؤولين:
هل ستضاف لي هذه السنوات التي عينت فيها على البند «105» وتحتسب ضمن الخدمة المطلوبة للتقاعد المبكر أو النظامي أم ستذهب هذه السنوات في مهب الريح؟
إنني أرجو النظر في أمري وأمر غيري ممن خدمن عدة سنوات على بند «105» ولم يجنين منه سوى المردود المادي الذي ذهب معظمه لأصحاب سيارات النقل.
وأضع بين يديك يا معالي الوزير معاناتي بكامل تفاصيلها وأرجو ألا أكون قد أثقلت عليك فما كتبت مقالي هذا إلا لمعرفتي برحابة صدركم وحسن استماعكم وسرعة تجاوبكم والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فاطمة صالح العضاض /معلمةبمدرسة المليداء الشمالية
|