وأنا أفتش في جريدة الجزيرة صباح يوم الجمعة بالعدد رقم 11425 وقع نظري على زاوية (شاطئ) في صفحة شواطئ للأخ عبدالله الكثيري تحت عنوان (راتبه)!!!
بعد القراءة شعرت بالتأثر الذي خيم على نفسي بسبب عدم موافقة الوالد على زواج ابنته من شاب وسيم لم يكن له راتب من وظيفة معينة. رغم أنه تاجر، فهذا الرفض أعتبره بحق شرطاً غير أساسي. وبعيد كل البعد عن المرئيات والمراسيم والمفاهيم الاجتماعية. فرجل الأعمال الموفق والناجح في أعماله التجارية أكثر دخلاً من الموظف!!.
وأنا أعتبر هذا الطلب رفضا غير مباشر. وإن كان كذلك فهو أمر خطير يؤدي إلى عنوسة الفتاة لا سمح الله.
فالرفض المتكرر يؤدي إلى قلة المتقدمين لخطبة الفتاة ومن ثم تدور السنون سنة بعد سنة وتدخل الفتاة باب العنوسة ونطلق عليها وعلى غيرها عبارة عانسات جالسات بسبب الآباء والأمهات وتصبح البيوت ملاجئ للعانسات.
وهذه مصيبة كبيرة أن يكون الوالدان هما السبب في العنوسة وهذا شبيه بالمثل القائل (يحب يداويها وأعماها) والمثل الآخر يقول «يطرف عينه بإصبعه» ويجب على الوالد أن يتقى الله وان يبتعد عن الأشياء الثانوية.والأسئلة التعجيزية والشروط اللادينية والابتعاد عن الأهواء النفسية والحاجات الذاتية وعدم النظر إلى الأمور الدنيوية، أو الجنوح إلى الحالات الشخصية. فكم من أب نادم على تصرفاته بعد فوات الأوان. فأنا أقول من باب التجربة بأنني شعرت بزواج ابنتي أكثر فرحاً من زواج الأولاد.. أو بالأصح الذكور.
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه).. وهذا الحديث خاص لأهل الفتاة.
أما الحديث الخاص بالرجال.. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج.. ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
إن بعض الأباء - هداه الله - لا يحرص على زواج ابنته في سن مبكر وقد يكون مستفيدا من راتبها كمدرسة أو موظفة وبعضهم يدعي رجاحة الرأي فتجد الأعذار بعدم الموافقة على تزويج ابنته بأعذار ممجوجة ومتكررة ومعروفة مقدماً فمثلا يقول رغبتي في أن البنت تكمل دراستها بالشهادة الجامعية أو البنت رفضت الزواج في هذه السنة، أو البنت صغيرة، وأنا كوالد لها لا أرغب في اكراهها، وهلم جرا من الأعذار البعيدة كل البعد عن الحقيقة التي توضح أسباب الرفض، وبعضهم يطلب شروطاً ومواصفات لابد أن تتوفر في الشاب الذي يتقدم لخطبة ابنته. ناهيك عن اللون أو النحافة أو البدانة أما الأسئلة الاستفسارية عن النسب فحدث ولا حرج يسأل عن الأخوال ويسأل عن أنساب العائلة بنين وبنات وأحيانا يطلب شجرة العائلة!! وشجرة أنساب العائلة!!.
وبعضهم لديه استبيان خاص بخطوبة ابنته ويضع لكل نقطة درجة وبعد نهاية المعلومات الاستبيانية تظهر النتيجة بالرفض أو الموافقة. وعندما تقرأ هذه الأسئلة في الاستبيان فإنك تبصم بالعشرة بأن هذا الأب حريص على عنوسة ابنته. تسأل نفسك ما هي الأسباب وما هي الدوافع، ولا نعرف جواباً لأن هذه التصرفات هوجاء لا تمت إلى العقل بصلة ولا تجد لها تفسيراً. إلا أنها مغلفة بالكبرياء والغطرسة وسوء التصرف، أو أن القيادة للزوجة أو لابن سفيه. وهذا هو ما قد يكون.أيها الآباء اتقوا الله وزوجوا بناتكم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه لا تضعوا شروطاً غير أساسية، ولا أسئلة تعجيزية، افرحوا بزواج ابنتكم. فما أعظم الفرحة بعد سنة من زواج البنت وقد جاءت إلى بيت والدها زائرة تحمل طفلها بين يديها. إن كثرة الآراء هي السبب في فشل الخطوبة والمفروض أن الأمر يقتصر على رأي الفتاة ووالديها مع الأخذ بالاعتبار أن الأب هو صاحب القرار الحاسم.
أيها القراء.. ما رأيكم بأب رفض خطبة ابنته من شاب يتصف بجميع الصفات المطلوبة. والسبب في رفضه ان والد الشاب تقدم لخطبة ابنته بالهاتف؟!! فقال بالمعنى الواضح الذي يطلب بنات الناس يأتي إلى البيت ويقرع الباب؟ وهذا هو أسلوب آبائنا وأجدادنا!!
فهل هذا من العقل في شيء!! وهل هذا التصرف من صالح ابنته!! ويعلم الله بأن الذي يبحث عن زوجة لابنه سيلاقي تصرفات غريبة سواء من الأب أو الأم أو الاخوة أو الأخوات، والبنت التي يهمها الأمر وهي صاحبة الشأن ساكتة ولو تحدثت بشيء أو قالت رأياً قالوا لها: أنت قليلة الحياء، فلا زال في جيلنا الحاضر من يعايش الزمن الماضي بعاداته وتقاليده ضارباً بالمصلحة الخاصة لابنته عرض الحائط، فلا يعرف للبنت حقوقاً ولا على نفسه واجباً!! المهم نفسيته وماله!!أعرج إلى المثل القائل: (الزواج قسمة ونصيب) لذلك مهما حاول الإنسان بالاختيار والإقناع حتى ولو كانت الخطوبة إلى أقرب الناس إليه قرابة ونسباً.فإنها إن لم تكن زوجته حسب القسمة الإلهية فإن الخطوبة تتعثر لأتفه الأسباب.
حتى ولو كان السبب كذبة من الكذبات دخلت الآذان واستقرت في القلوب وصدقت هذه الشائعة.فالشاب عندما يتقدم فالاستخارة أولاً.. يسأل الله ان كان في هذا الزواج خير وبركة أن يتم وإن كان عكس ذلك يسأل الله ألا يتم. والخيرة فيما اختاره الله، والإيمان بالقضاء والقدر واجب على الإنسان.. فإذا سمع بكلمة، الرفض يحمد الله ويكرر اللهم عوضني خيراً. ويتقبل الأمر بصدر رحب وإيمان صادق ويتوكل على الله.
فهو خير وكيل وحسيب اللهم عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير.
إليكم هذه القصة الواقعة حقاً. يقال: ان رجلاً خطب امرأة ولم تتم الموافقة وحاول مراراً وتكراراً حتى تزوجت من رجل آخر ودارت الأعوام وأنجبت هذه المرأة.. وتزوج خطيبها الأول ابنتها كزوجة ثانية.. فبماذا نفسر ذلك. ان في ذلك حكمة لله سبحانه وتعالى فهو مدبر الكون ويعلم الغيب.
وأذكر قصة أخرى ان رجلاً خطب امرأة ست مرات وفي كل مرة يقابل بالرفض القاطع. وفي المرة السابعة تمت الموافقة وتم الزواج.. واذكر شخصاً أعرفه تمام المعرفة تعلق قلبه بفتاة وهي كذلك، وتقدم لخطبتها فرفض والدها هذا الرجل رغم كل الشفاعات, ورفض هذا الشاب الزواج من أي فتاة أخرى وتأخر في زواجه، وكذلك الفتاة كانت ترفض أي شاب يتقدم إليها، وذهب يعرض مشكلته على رجل حكيم فأعطاه دروسا ثلاثة. الأول الإيمان بالقضاء والقدر والثاني علم الغيبيات الذي يضمن نجاح الزواج من عدمه، المشاكل, العقم.. وحالات أخرى ذكرت توضيحاً، والدرس الثالث..
العلاقة الزوجية وتأثرها بما قبل الزواج من محادثات وغيرها.. اقتنع هذا الشاب بهذه الدروس الثلاثة.. وتزوج بفتاة أخرى.
وبعد زواجه تزوجت الفتاة، وكل ذهب في طريقه وهذه إرادة الله.ومن العبارات التي أعجبتني في مقال الكثيري:- من العادات القميئة في مجتمعنا والمؤثرة في مسيرة الشباب الراغبين في الزواج التشدد المبالغ فيه.
- الأسئلة التعجيزية والمحيرة التي وقفت عائقاً أمام الشباب.
- البيوت وللأسف أشبه بالملاجئ للعوانس!
- حسب آخر إحصائية أكثر من مليون عانس!!
- الأسئلة التي يصدم بها المتقدمون للزواج.
- المصيبة ستتضاعف وتكثر العوانس في بيوتكم إذا ما تم تطبيق الفحص الطبي قبل الزواج.
علي بن عبدالله الحسين |