كانت فكرة كتابة هذا الموضوع تراودني منذ زمن إلى أن رأيت كسرا ليس من السهل جبره أو حتى علاجه أوليس المرأة خلقت من ضلع أعوج وان حاول من يدعي الرجولة إصلاح اعوجاجه فلن يبوء إلا بكسره وكسرها طلاقها.
أما ما اطلعت عليه مما تشيب له النواصي ويهد الصياصي هو تحقيق في جريدة الجزيرة بعدد 1410 بعنوان «مشروع الهيئة الوطنية لرعاية المطلقات وأبنائهن متى يرى النور» للأخت سلطانة الشمري.. والأمر المفزع في التحقيق ما ذكر من إحصائية مفادها ان المحاكم السعودية في مختلف مناطق المملكة تسجل يوميا ما بين 25 إلى 35 حالة طلاق أي بمعدل 16 ألف حالة طلاق سنوياً أما نسبة اللواتي تمسكن بضفاف منازلهن على مضض خوفاً ورعباً من شبح الطلاق فكثيرة جداً تفوق تصورات اللبيب.
عزيزتي الجزيرة.. وقوفاً إلى تأملات قد طال تحليلها بعد أخذ عينة من آهات المطلقات والقابعات تحت أسر المتعنجهين من أمثال الرجال وليسوا كذلك.. أيقنت ان السبب هو الانحدار والرداءة في فكر ثلة ممن احاطوا رجولتهم بالهيلمة والهيلمان دون فهم لنفسيات الشق الآخر .. يقدم أحدهم.. إلى هذا المشروع الحياتي وما فقه منه إلا اسمه يركض كما الناس تركض.. والقافلة تسير بأمثاله فيلج في نار شررها الجهل وبأس وردهم المورود.ٍ
نساء ثرثارات ورجال صامتونِ مقالة رائعة قرأتها في العدد 11387 للأستاذ أنور عبدالمجيد جبرتي أثبت أن هناك اختلافات بين الرجل والمرأة لابد أن نأخذها في الاعتبار ِوأن المرأةِ مخلوق صبور يضحي كثيراً من أجل الإنسانية.. حقاً لما لا تضيق البؤرة والفجوة بين نفسية الجنسين ويفهم كل طرف الآخر قبل الزواج ويرمي الرجال بوحشيتهم عند أبواب العزوبية قبل أن تزل قدم بعد ثبوتها ونتجرع مرارة مجتمع مشتت ثم نبحث بعدها عن حلول لأصحابها.
ولي هنا اقتراح وخذوا الحكمة من جاهل فرب كلمة رفعت ونفع الله بها: لما لا تكون هناك دورات خاصة للرجال وأخرى للنساء تتعلق بتفهيم الراغبين في الزواج بفهم النفسيات وبهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم مع أهله وان خيرية الرجل ليست بثوبه ورجولته ولحيته بلٍ «خيركم خيركم لأهلهِ» فكل مظهر سيتجرد ويبقى اسه واسمه وما بينهما سوى التعامل وفق ٍوأنا خيركم لأهليِ.. لما لا يفهم الزوج أن استعراض عضلاته ليس مكانه عش إذا سقط أحد أعمدته هوى فوق رأسه يقذف في الحمم ثم يرجو السلامة.. الخ تكون في بدايتها عرضاً لمن أراد ثم تدريجيا حتى يكون شرطاً في كتابة العقد.
عزيزتي الجزيرة.. مشكلتنا أنا نحاول أن نجد حلولاً لمن قد تعرقل بأساه وهو لا يعرف أنه في مشكلة أصلا بل لا يريد لها حلاً.
من كان يأمل أن يرى من ساقط نيلا دنيا
فلقد رجى أن يرتجي من عوسج رطباً جنيا |
يبدو أني قد تحيزت كثيراً لبنات جنسي ولكن كثرة المساس تولد ما قرأت ولن تميت الاحساس وفقهي للطرف الآخر ضئيل فلمن أراد أن يوسع المدارك فالعزيزة تبسط أشرعتها لحروفكم فحيا هلا.
أنوار الغريب /حائلٍ |