يحاول بعض الأدباء العرب فرض فلسفة جديدة على أدبنا العربي مستوحية أجواءها بما يسمى بالحداثة متجاوزين قيم الأدب العربي، والأدوات التي يستخدمونها في ذلك التمرد هي أساس مكونات الأدب العربي ومن هنا يندهش الإنسان لذلك التصرف طالما أن مرتكزاته من أدبنا العربي وقد تكون خالف تعرف التي عادة تمارس في أنماط كثيرة من حياتنا هي التي يبحث عنها من يسعون إلى طرح جديد وبهذه الطريقة يخدعون أنفسهم ويتنكرون إلى موروثهم الثقافي والأدبي الذي صنعهم من باب حب الإبداع ونحن نعلم أن الإبداع يرتكز على حقائق وأسس تتفق في توجهاتها مع القيم التي ترتبط بالأمة التي ينتمي إليها من أراد أن يكون مبدعاً وليس محدثاً فيا ترى لمن توجه هذه الحداثة التي استمدت توجيهاتها من أدب دخيل أليس للأمة التي ينتسب لها ذلك الحداثي.
إذن لماذا هذا التنكر والجحود وأنت تعلم أنك بهذه الطريقة تهدم أدبها وإضعافه ومحاولة إيجاد جيل جديد يستجيب لنزواتك الفكرية باسم الأدب بدوافع الشهرة تستطيع تنصيب نفسك رائداً للتغيير والتحديث علماً بأن أدبنا العربي شامخاً ولا تستطيع أي إمة مجاراته والتعمق فيه إلا من خلال اللغة العربية لأنها هي السلاح الوحيد التي تستطيع معرفة أسراره، والكثير من المستشرقين تعلموها وأدركوا من خلالها ما يزخر به التراث العربي من كنوز المعرفة ومن بينها الأدب العربي، فلهذا لابد من وقفة صادقة بعيدة عن الأنانية وحب الذات من إعادة النظر في هذه التجاوزات والرجوع عن الحق فضيلة طالما أن مجالات الإبداع في أدبنا العربي متاحة لمن أراد أن يخدمها ولو نظرنا في الثلاثينيات والأربعينيات الميلادية التي حلق فيها الأدباء بإبداعيتهم كانوا امتداداً للأدب العربي في عصريه الجاهلي والإسلامي، فلهذا لم يمنعهم من الإبداع بل كان سبباً في ذلك لأنهم احترموا خصوصيته وثوابته.. وجيل اليوم في حاجة ماسة إلى تقوية صلته بأدبه العربي وهذا لا يتم إلا من خلال أمانة الكلمة والصدق فيما يطرح وينقل، هذا ما نرجوه. والله الموفق.
|