هذا التعبير سمعناه لأول مرة على لسان «سفر الحوالي» عبر احدى الفضائيات وهو يتحدث عن الإرهابيين ويفسر أحد اسباب انحرافهم ومروقهم كونه ردة فعل لبعض الطروحات الفكرية من الكتاب السعوديين، مما يجعل الارهابيين يفقدون صوابهم وبالتالي يلجؤون الى العنف والتدمير كردة فعل!! ومن ثم اخذنا نقرأه هنا وهناك في بعض المقالات التي تدعو الى الوسطية فتذكر مثالب هؤلاء واولئك وكأنه شجار في سوق الخضار يحتاج إلى تحديد صاحب الحق.
والطرح السابق خطير ومرعب لعدة اسباب:-
- فهو اولا: يحمل تبريرا وتسويغا مبطنا للمجرمين على ما قاموا به، اي انهم قاموا به نتيجة ضغط واستفزاز من جهة معينة، وبذلك بنفون عنهم صفة الإرهاب التي هي في الواقع احد المكونات الاساسية لحركتهم.
- يتعاملون مع الارهابيين بنوع من الحدب والوصاية الأبوية، فهم كالاطفال يجب ان نراعي خواطرهم ونحرص على رضائهم والانضباط وفق ما يرونه «صالحا» حتى لا يستفزون.
- الطرح السابق يصور قمة الارهاب الفكري، فأنت اذا قلت شيئا خارجا على مانقوله، فسندمرك ونلغيك، اي عملية الإقصاء والنفي بل والفناء لكل صوت يتعارض ويتقاطع مع ما يرونه صحيحا.
- يستعمل من يقدم هذا الطرح اسلوب المساومة والمزايدات على اهم واغلى ما نملك «أمن الوطن» فهم يريدون ان يكمموا الافواه جميعها سوى تلك التي تخصهم وتدور في افلاكهم المعتمة.
- هم يقدمون أنفسهم على كونهم اصحاب فكر إسلامي نبيل وسام، ولكن من سيثق بغلمان طائشين سريعي الاستفزاز على حين أن صاحب الولاية لابد أن يتميز بالهدوء والحكمة والحلم وتغليب الصالح العام.
ولكن على كل حال كانت كلمة ولي العهد في هذا المجال واضحة ساطعة غير قابله للتفاسير المغلوطة «لن نترك سلامة الوطن ومستقبل ابنائه تحت رحمة المزايدين».
|