Sunday 25th January,200411441العددالأحد 3 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
ما علاقة السَّمن والإقط بعلم الفلك؟!
عبدالرحمن بن سعد السماري

نحن لا نشك أبداً.. أن علم الفلك.. علم معروف له خبراؤه.. وله المختصون فيه.. وهو علم يُدرَّس في الجامعات.. وهناك من درس وتعلم الفلك وبرع فيه.. بل هناك فلكيون قديمون مشهورون وضعوا أساساً.. علم الفلك.. وكان لهم دور مشهود في هذا المجال.
** هذا.. لا مراء ولا جدال فيه ولا خلاف حوله.. ولكن المشكلة.. هو ما نقرأه أحياناً من تصريحات أو مقالات لأشخاص ينسبون أنفسهم للفلك وعلم الفلك.. من توقعات وتخرصات أو آراء هي في بعض الأحيان مضحكة.. أو مجالا للتندر.
** إنني هنا.. لا أعني أبداً.. أولئك الفلكيين الذين تعلموا الفلك ودرسوه.. ومنهم مثلاً.. منسوبو مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.. فهؤلاء.. خارج النقاش ولكن بعضهم من يقرأ حرفين عن الفلك.. صار عالماً فلكياً يحق له ان يصرِّح ويتحدث ويقول ما يشاء.. دون أن يسأله أحد.. من أين لك هذا.. وكيف تعلمت الفلك؟ وهل من حقك أن تتحدث في هذا المجال العلمي المتخصص أم لا؟
** المشاهد في السنوات الأخيرة.. أننا نقرأ تصريحات لعدد من الفلكيين.. وأكثرهم يتحدث عن أحوال الطقس ودخول «المربعانية» وخروجها ودخول «الشِّبط» وخروجها.. ودخول العقارب وهكذا.. رغم أن ذلك مدوَّن في التقويم ويقرأه الجميع ولا نحتاج إلى «فلكي» يقرأ لنا ورقة التقويم.. بل إننا نعرف سنوياً وبالضبط.. متى يدخل هذا النجم وهذا الموسم ومتى يخرج.. ونعرف حتى «بَدْرَةْ السِّتْ» ومتى «يسوف الماء في العود؟!» لأن تقويم أم القرى واضح ومكتوب باللغة العربية.. بل إن دخول هذه الأنجم.. معروف سنوياً وبالضبط.. فهل نحتاج إلى فلكي يُعلمنا متى يدخل ومتى يخرج؟
** أحدهم هذا العام.. تبرع لنا بما هو خارج علم وفن الفلك فقال: أبشروا بالربيع.. وبالسمن والإقط والفقع و«اْبَقْرا.. والحمِّيض؟!».
** نعم.. لقد بشَّرنا هذا الفلكي.. بالسمن والاقط.. ولا أدري حتى الآن.. علاقة السمن والاقط والضِّبان والجرابيع والجراد بعلم الفلك؟
** كيف يبشِّرنا بالاقط والسَّمن البَّري؟
وهل هذا يدَّرس في علم الفلك؟
** هل يخرج مفكر آخر ويُبشرنا في هذا العام بارتفاع أو انخفاض أسعار الأراضي أو السيارات أو ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم ويقول مثلاً.. هذه السنة سينزل مطر كثير وسيأتي ربيع.. وإذا أتى ربيع تفاءل الناس.. وإذا تفاءل الناس ضخوا أموالهم.. واذا ضخَّوا أموالهم ارتفعت اسعار السيارات والعقارات والأسهم؟
**الشاهد أن الكثير من أقوالهم وتنبؤاتهم لا تصدق.. وقد عايشنا «حكيهم» عن سحب وعن أمطار وعن سيول وعن ربيع وعن عجاج وعن... وعن.. ولم نر من ذلك شيئاً.
** مشكلتنا.. أننا نصدق في أكثر الاحيان وهؤلاء المنتسبون خطأ لعلم الفلك.. عرفوا هذه الثغرة فينا فبشرونا بالاقط والسمن والفقع.. وإلا.. فمن المسلم به.. ومن المعروف وبدون فلكي.. أنه إذا نزلت أمطار سيأتي الاقط والسمن والفقع دون أن يقول ذلك فلكي.. ودون أن يتعب نفسه ويبشرنا به.
** علم الفلك مازال من العلوم التي لم تُحرس بوابتها بعد.. إذ مازالت البوابة مفتوحة.. بل هو أكثر العلوم على الاطلاق فتحاً لبوابته دون أن يقول لأحد.. اخرج.. أنت طفيلي.. أنت دخيل.. أنت كاذب.. أنت عابث.. والسبب.. أن هذا العلم مازال بدون رجال يحرسون بوابته..
** ليت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية تتولى ذلك وتُحس في الناس وتنبه من هو الفلكي ومن هو مدَّعي الفلكية؟
** ليت علم الفلك يشتري بوابة كبيرة وقفلها من حديد ضخم.. ويغلقه أمام الدخلاء المتطفلين..
** ليته يفعل ذلك... لأن هؤلاء «غثَّونا.. دْبَلَو كْبودنا».


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved