أذكر إبان الدراسة في امريكا ان تلقينا نحن الطلبة هناك عدة وريقات اعلامية من الوطن توضح حقيقة الاحداث التي جرت في مكة المكرمة خلال احد مواسم الحج الماضية، وللحق اقول انه على الرغم من حقيقة انها كانت وريقات قليلة العدد فقد كانت كثيرة بالتأثير الايجابي، فقد زرعت اولاً الطمأنينة في نفوسنا فيما محوره سلامة وطننا العزيز، مثلما انها امدتنا بالقدرة على اجابة ما اثارته مثل هذه الاحداث من تساؤلات في مجتمعاتنا الطلابية وفي دوائر صداقتنا الاجتماعية حيث استطاع بواسطتها العديد من الطلاب تصحيح بعض ما اثارته او حاكته وسائل الاعلام المغرضة ضدنا من اكاذيب ومبالغات ومغالطات بخصوص الاحداث المذكورة.
وعند هذه النقطة اصل الى ما هدفت اليه بالتمهيد السابق، حيث اننا وكما يعلم الجميع على اعتاب موسم حج يختلف عن المواسم السابقة في حقيقة كونه يمثل اول موسم حج يحل في اعقاب ما جرى في وطننا العزيز من احداث ارهابية مؤسفة، ولاشك في ان مسلمي المعمورة القادمين من كل فج عميق يهمهم امر وطننا حيث هو مهد دينهم الحنيف وملهمهم الروحي بما شرفه وكلفه الله سبحانه من خدمة ورعاية لحرميه الشريفين، عليه اقول ليتنا نبادر فنستغل هذا الموسم لنوضح لضيوف الرحمن حقيقة ماجرى لدينا من احداث ارهابية وبراءة الدين الحنيف من ذلك، وصلابة واقعنا المعاش، وسلامة لحمتنا الوطنية وان الامر لا يتجاوز كونه من فعل بعض الافراد ممن انحرف عن جادة الصواب ولا يمثل سوى الشذوذ ذاته، وبإمكاننا ان نفعل ذلك بطباعة كتيب توضيحي موجز مبسط في كافة لغات الحجاج على مختلف ألسنتهم ومشاربهم، انها بالفعل فرصة أتت بالأحرى الينا بدلا من ان يتكبد اعلامنا الخارجي عناء الذهاب اليها، فحري بنا استغلالها وان نفعل فسوف نجني العديد من الفوائد التي من ضمنها حقيقة ان في تنوير الحجاج تنوير لاهاليهم وذويهم بعد عودتهم الى ديارهم، علاوة على ان ذلك سيزيد من ايمان اخوتنا المسلمين بقدرة بلادنا على الوفاء بما حملها اياه الله سبحانه من المسؤوليات والالتزامات الاسلامية كذلك ستدفع بالحاج الى استشعار اهمية الاخوة الاسلامية وانه لايزال عضواً فاعلاً من جسد واحد وان تباعدت الاقطار واختلفت الامصار.
وأخيراً يكفي ان مثل هذه البادرة ستمحو لاشك ما يمكن ان يكون قد زرعته وسائل الاعلام المغرضة في اذهان بعض الحجيج فيما محوره اسباب وبواعث الحوادث المعنية.
|