بيّنت ورقة أعدّها المهندس سليمان بن ابراهيم العمود ان الانفجار السكاني والهجرة المتزايدة إلى المدن أدّيا إلى وجود مشاكل تخطيطيّة وبيئية وتوسع أفقي للمدن أدّت إلى انتشار مناطق السكن المتفرقة وتباين بين المناطق نتيجة لطبيعة انتشار وتوزيع السكان ومحافظة المواطن السعودي على استقلاليته وخصوصيته في السكن بإقامة المباني المستقلة التي تتميّز باتساع مساحتها واحتوائها على العديد من الوحدات السكنية والأفنية تفوق الاحتياجات المعيشية اليومية، وتركز الموارد الاقتصادية في أماكن معينة وتفاوت مستوى توفير الخدمات والمرافق العامة وقيام بعض المستثمرين ببناء المساكن أو المحلات التجارية بهدف الحصول على المردود المالي دون الوفاء بالاعتبارات المعمارية الجمالية والفنية ونتج عن ذلك إقامة أحياء شعبية في المدن أعطتها طابعاً مشوّهاً. وأكدت الورقة ان اتساع المدن فاق جميع التوقعات خلافاً لما خطط له، فمدينة الرياض على سبيل المثال تم تحديد المخطط الرئيسي الأول لنطاقها الجغرافي لعام 1394هـ على احتمال أن يصبح اتساعها في عام 1410هـ ثلاثمائة واحد عشر كيلومتراً مربعاً، ولكن بعد سبع سنوات أي في عام 1403هـ أصبحت مساحة المدينة تقترب من ألف وستمائة كيلومتر مربع مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المساحات لم تكن جميعها معمورة بل كانت هناك فراغات كبيرة بين المناطق السكنية، ولكن لا بد من تغطية هذه المساحات بالخدمات الأساسية. ونتج عن هذا التوسع العمراني واستغلال الموارد الطبيعية العديد من مصادر التلوث البيئي للماء والهواء والأرض التي تعاني منها المدن الكبرى في المملكة كالنفايات والمخلفات البشرية والحيوانية وما تحمله من الجراثيم التي تلوث الماء إضافة إلى التلوث الصناعي من المصانع وتلوث الهواء من ناتج عوادم السيارات، وفي إطار جهود وزارة الشؤون البلدية والقروية لحماية البيئة فقد اتبعت إدارات صحة البيئة ببلديات المملكة أحدث الوسائل والأساليب الحديثة في طرق نقل والتخلص من النفايات بكافة أنواعها وحماية مصادر المياه والرقابة عليها وزيادة المساحات الخضراء والتشجير داخل المدن.
وتلعب المكاتب الهندسية والاستشارية دوراً هاماً فيما تقوم به البلديات من أعمال فهي التي تقوم على ترجمة معطيات وطلبات المالك أو المستثمر إلى فكرة تصميمية وفق برنامج محدد يشتمل على عناصر المشروع ومساحاته وأبعاده، ومن الأهمية وجود معايير فنية وتخطيطية واشتراطات مدروسة وموضوعة وفقاً للمتطلبات البلدية ستساعد المهندسين المصممين والمخطّطين على إبراز الدور الذي تقوم به البلديات في الوصول إلى أنماط حضارية .
|