* رام الله- بلال أبو دقة:
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع (أبو علاء) الثلاثاء الماضي، انه لن يقبل أي فلسطيني بدولة فلسطينية يرسم حدودها جدار الضم والتوسع الإسرائيلي..
وقال (أبو علاء) في تصريحات للصحفيين عقب استقباله لسفراء وقناصل الدول المعتمدين لدى السلطة الوطنية الفلسطينية: إن دولة كهذه لن تكون قابلة للحياة ولن تتمتع بأي صفة استقلال..
مضيفا: إن الجدار لا يترك مجالاً لدولة فلسطينية، وهو يبنى ليدمر خيار الدولتين..
وحذر رئيس الوزراء الفلسطيني من خطورة بناء هذا الجدار، موضحاً أنه إذا قتل خيار الدولة فإن كل الخيارات مفتوحة، لكن خيارنا القائم هو خيار الدولتين إذا أراد العالم وأصحاب خارطة الطريق أن يحموه، وإذا أراد الرئيس الأمريكي جورج بوش أن يحمي الرؤية التي أعلن عنها..
وطالب قريع دول العالم والولايات المتحدة الأمريكية، تحمل مسؤولياتهم السياسية والأخلاقية تجاه الوضع القائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأضاف رئيس الوزراء الفلسطيني: إننا نطلب من جميع الدول الصديقة في هذا العالم، كما طلبنا من الدبلوماسيين أن ينقلوا إلى حكوماتهم رغبة وطلباً رسمياً من القيادة والسلطة الوطنية أن تبعث برأيها خطياً قبل نهاية كانون الثاني- يناير الحالي إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي حول موضوع الجدار، وأن تشارك في المداولات الشفهية التي ستجري في محكمة العدل الدولية في 23 شباط- فبراير القادم، مشيراً إلى أن ما يصدر عن محكمة العدل سيكون له تأثير كبير..
وأهاب بجميع من يتحدثون عن استقرار وسلام في المنطقة والذين يريدون دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، واللجنة الرباعية والعالم أن يعطي رأيه حتى يستطيع هذا العالم أن يكبح جماح هذا الجنون الإسرائيلي التوسعي..
وشدد قريع على أن هذا الجدار هو جدار للضم والتوسع وليس جداراً للأمن على الإطلاق، فالذي يبني جداراً للأمن لا يبنيه على أرض الآخرين بل على أرضه ويترك الآخرين وشأنهم ولا يبني ويقطع أوصال بلدهم.. وخلال الاجتماع مع الدبلوماسيين تم عرض فني دقيق حول الآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المترتبة حول مخاطر الجدار..
وحذر رئيس الوزراء الفلسطيني من قيام إسرائيل بتنفيذ تهديداتها باستهداف القيادات الفلسطينية، قائلا: إن إسرائيل تريد تفجير الأوضاع، فحين تتحدث عن اغتيال الشيخ أحمد ياسين فهي ترسم خطة تفجير الوضع عبر محاولة تصعيد الاغتيالات، إضافة إلى التصعيد في جنوب لبنان بهدف لفت الأنظار عما يجري على الأرض في استمرار بناء الجدار، وعن الجهد الدولي في محاولة وقفه.. وأضاف قائلا: إننا ندين ونرفض ونستنكر بقوة أي محاولة لاغتيال أي قائد فلسطيني وبالتحديد الشيخ أحمد ياسين..
داعيا اللجنة الرباعية والعالم أجمع وقادته السياسيين إلى الوقوف أمام هذه الوحشية والعدوانية الإسرائيلية، وأن يلزموا حكومة إسرائيل بالتوقف الفوري عن هذه الجرائم، وإرسال المراقبين الدوليين وقوات دولية لتنفيذ الاتفاقات الدولية بما في ذلك القرار (1515) الخاص بخارطة الطريق والعودة لطاولة المفاوضات للشروع في عملية السلام..
وعلى صعيد متصل قال مصدر إسرائيلي مساء الثلاثاء الماضي: إن (دوف فايسغلاس)، مدير مكتب رئيس الحكومة شارون، سيغادر الليلة (الثلاثاء - الأربعاء) اسرائيل في طريقه إلى واشنطن لتنسيق المواقف بشأن جدار الفصل العنصري استعدادا لبدء النظر في الملف أمام المحكمة الدولية، في شباط المقبل..
وقال المصدر: إن (فايسغلاس) سيجتمع بمستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، (كوندوليسا رايس)، لاطلاعها على موقف الحكومة الاسرائيلية الذي لا يعترف بشرعية مناقشة الملف أمام المحكمة الدولية..
ومن المفروض أن تقدم اسرائيل إلى المحكمة الدولية، حتى نهاية الشهر الجاري، وجهة نظرها تمهيدا لبدء النظر في الملف بناء على قرار الأمم المتحدة.
|