* الرياض - سامية نخول - دومنيك ايفانز - رويترز:
أعربت المملكة العربية السعودية أمس السبت عن أملها الشديد في ان يستعيد العراق سيادته بسرعة.. محذرة من أن أي تقسيم لأراضيه سيشعل حربا أهلية وصراعاً أوسع نطاقا.
وأضح صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية في مقابلة مع رويترز تداعيات عراق مفتت لن تكون على السعودية فقط.. بل على المنطقة بأسرها. . أعتقد انه سيكون هناك صراع بين الكيانات العراقية المستقلة (العرقيةوالدينية) التي ستظهر.. وسيمتد هذا (الصراع إلى دول الجوار).
وجدد سموه التأكيد بأن الأمن شرط مسبق لكي تسلم واشنطن السلطة إلى حكومة عراقية ذات سيادة.
وقال سموه ان أية خطة أمريكية لخريطة سياسية تقوم على تقسيمات عرقية أو دينية ستنذر بسوء العاقبة، ومضى يقول إذا اعطيت نظاما اتحاديا لكيان عرقي فستكون هناك رغبة من الآخرين.
من مصلحة كل الجماعات الدينية والعرقية ان يكون هناك عراق متحد وليس عراقا مقسما لكيانات دينية وعرقية يمكن ان تثير صراعا في المستقبل.
وقال الأمير سعود الفيصل ان الخوف من هذا السيناريو دفع زعماء جيران العراق للاجتماع في تركيا العام الماضي قبيل الحرب التي قادتها الولايات المتحدة لاعلان التزامات بعدم التدخل في شؤون العراق.
وأضاف نظريا كلهم وافقوا على ان هذا هو ما يتعين عمله.. ولكن إذا قسم العراق فلا يعلم أحد ما الذي سيحدث مضيفا ان تركيا أوضحت موقفها بالفعل.
وتساءل سمو وزير الخارجية إذا اتبعنا المنطق إلى النتيجة النهائية.. سيكون هناك صراع سيتدخل فيه جيران العراق.. فإلى أين ستسير الأمور.
ومضى يقول انه لا يرى انه يمكن ان تتسلم حكومة عراقية شرعية السلطة بشكل سياسي ناجح في يونيو دون توفر الحد الأدنى من الأمن والاستقرار.. نأمل بشدة ان ينجح هذا لأن الأمن مرتبط بعودة السلطة العراقية في العراق، موقفنا هو العودة بأسرع ما يمكن إلى عراق مستقل وموحد.. عراق له سلطة كاملة لتحديد مستقبله والطرق التي يريدها... لكن التحركات لتنفيذ هذا تعتمد تماما على الشعب العراقي.
وحول الإجراءات التصعيدية الخطيرة التي تتعمدها إسرائيل وما آل إليه الجدار التصعيدي الفاصل.. قال سمو وزير الخارجية لن تتوصل إسرائيل إلى اقرارالسلام مع الفلسطينيين إلى ان يغير رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون سياسته ويوقف بناء الجدار العازل في الضفة الغربية.
وقال الأمير سعود الفيصل ان الجدار العازل الذي يخترق أراضي الضفة الغربية جزء من خطة لتقسيم الفلسطينيين بين «كانتونات» منعزلة وطرد الباقين إلى الاردن.
وأضاف سموه ان الحاجز الإسرائيلي يستبعد أي احتمال أو امكانية للتوصل إلى حل «محذراً» الغرض من هذا الجدار هو تقسيم الفلسطينيين إلى اعداد يمكن التحكم بها في ثلاثة كانتونات.
وتابع ان إسرائيل ستستولي على اجزاء أخرى من الضفة الغربية مثل وادي الاردن وتطرد الفلسطينيين منها.
وأردف: إلى اين سيذهبون.. بالطبع سيذهبون إلى الاردن.. وسيزعم ( شارون ) ان هذه هي الدولة الفلسطينية... لا أعتقد ان السلام يمكن ان يتحقق إذا كانت سياسة السيد شارون تحدد آفاق السلام.
وقال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي تحاصره إسرائيل في رام الله بالضفة الغربية في مقابلة نشرت أمس السبت ان من الصعب اقامة دولة فلسطينية في ظل الجدار الإسرائيلي وحذر من ان الوقت ينفد بالنسبة لفرص التوصل إلى اتفاق للسلام.
وكانت المملكة العربية السعودية قد طرحت قبل عامين مبادرة للسلام تدعو لتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل مقابل انسحابها من الاراضي العربية التي احتلتها عام 1967.
وقال الأمير سعود الفيصل ان وزراء الخارجية العرب سيناقشون المبادرة في القاهرة الشهر القادم وتأمل السعودية ان تحظى بتأييد قوي في الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.
ويخشى كثير من العرب ان يعطل انشغال الولايات المتحدة بالانتخابات الرئاسية أي مسعى دولي لوضع نهاية للعنف الإسرائيلي الفلسطيني الذي تأجج على مدى الاعوام الثلاثة الأخيرة.
وقال سمو وزير الخارجية انه يعتقد ان هذا أسوأ وقت يمكن للعرب ان يقعدوا فيه عن التحرك مضيفا ما نريده هو تنشيط المساعي الرامية لاحلال السلام.
وأضاف: ونأمل ألا تتخذ أي خطوات منفردة خلال هذه الفترة من الركود من شأنها ان تعرض الوضع لمزيد من الخطر وان تجعل الامكانية العملية لفرص التحرك بعد الانتخابات (الامريكية) أقل حتى منها الآن.
|