* نيودلهي - من شاكر عبدالفتاح - أ. ش. أ:
تعيش نيودلهي جواً مفعما بالآمال والتفاؤل عقب النجاح الكبير غير المتوقع للجولة الأولى من المفاوضات التي عقدت في العاصمة الهندية يوم «الخميس» بين الحكومة الهندية ومؤتمر حريات لكل الأحزاب الكشميري والتي وصفها الجانبان بأنها كانت حرة وودية ومثمرة.
وعلى الفور تمت ترجمة هذا النجاح بترتيب لقاء على عجل بين الوفدالكشميري الخماسي ورئيس الوزراء الهندي أتال بيهاري فاجبايي عقد الليلة قبل الماضية وهو لقاء لا مثيل له منذ ظهور مؤتمر حريات الذي يعد أكبر الجماعات السياسية التي تطالب بانفصال كشمير عن الهند إلى الوجود في عام 1993.
ولم يكن أحد يتوقع أن يخرج الجانبان من مفاوضات يوم الخميس التي استغرقت ساعتين ونصف الساعة وقد ارتسمت الابتسامة على الشفاه وتسابق أعضاء الوفدين في وصفها بأنها كانت بداية طيبة للغاية للحوار بينهما الذي طال انتظاره، فقد كان المراقبون الذين يعرفون مدى تعقيد وحساسية المشكلة الكشميرية يتوقعون بداية صعبة لمفاوضات شائكة تتطلب أن يتحلى الجانبان اللذان يقفان على طرفي النقيض بأكبر قدر ممكن من الصبر والكياسة.
ولكن يبدو أن منطقة جنوب آسيا تعيش الآن زمن المفاجآت السياسية فقبل أسبوعين فقط كان الهنود يصرون على أن رئيس وزرائهم الذي كان في سبيله للتوجه إلى إسلام آباد للمشاركة في قمة رابطة دول جنوب أسيا للتعاون الإقليمي «سارك» لن يلتقي على هامش القمة مع الرئيس الباكستاني برفيز مشرف إلا بعد أن تفي إسلام آباد بقائمة طويلة من المطالب الهندية على رأسها وقف عمليات التسلل عبر الحدود وتسليم عشرات المطلوبين، ولكن لم تمض اثنتان وسبعون ساعة على هذه التأكيدات إلا كان فاجبايي ومشرف يصدران بياناً تاريخياً لم يدر حتى بخلد أكثر المتابعين للعلاقات بين البلدين تفاؤلاً يتفقان فيه على استئناف الحوار الشامل بين البلدين لحل كافة المشاكل العالقة بينهما ومن بينها بيت القصيد المشكلة الكشميرية التي شهدت فصلاً آخر في العاصمة الهندية في اليومين الماضيين.
ولا يخفى على أحدالصلة الوثيقة بين البيان التاريخي الذي صدر عن رئيس الوزراء الهندي والرئيس الباكستاني في إسلام آباد في السادس من شهر ينايرالجاري والابتسامات التي ارتسمت على وجوه أعضاء وفد الحكومة الهندية ومؤتمر حريات لدى خروجهم من جولتهما الأولى لمواجهة عدسات المصورين وعشرات الصحفيين الذين كانوا يترقبون بلهفة نتائج ما كان يعتقد أنها أول مواجهة صعبة بين الحكومة الهندية التي تعتبر كشمير جزءاً لا يتجزأ من أراضيها وقادة جماعة انفصالية تدعو علنا إلى إنهاء هذه الرابطة وترك الفرصة لشعب كشمير لأن يقرر بنفسه مصيره.
وحقيقة هذه الصلة أكد عليها رئيس مؤتمر حريات مولانا عباس أنصاري ورئيس وفده في المفاوضات بقوله عقب جولة الخميس بأن الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراءالهندي في كشمير في شهر أبريل الماضي والتي مد فيها يد الصداقة إلى باكستان وإجراءانتخابات حرة في الولاية رغم التهديدات فضلا عن البيان الهندي الباكستاني المشترك الذي صدر في إسلام آباد على هامش قمة «سارك».
|