* بروكسل رويترز:
بعد سنوات من التركيز على ساحته الخلفية يوسع الاتحاد الاوروبي بنشاط سياسته الخارجية لمحاولة دعم الاستقرار والنمو والديمقراطية في منطقة واسعة من الشرق الاوسط الاكبر الى الاتحاد السوفيتي السابق.
ويقول مسؤولون ودبلوماسيون ان هذا الاتجاه يبدأ جزئيا من توسيع نطاق الاتحاد الاوروبي لما وراء الستار الحديدي في مايو ايار القادم الامرالذي سيضع عددا كبيرا من الدول المضطربة على اعتاب الكيان الاوروبي.
كما انه يأتي في اعقاب ازمة خطيرة في العام الماضي بشأن الغزوالأمريكي للعراق التي اظهرت كيف انه من الصعب التوصل لسياسة خارجية اوروبية موحدة وشجع بعض الدول الخمس عشرة الاعضاء على محاولة جعل الاتحاد الاوروبي طرفا دوليا اكبر وندا للولايات المتحدة.
وتسعى واشنطن الى اشراك الحلفاء الاوروبيين في حملتها لنشر الديمقراطية في الشرق الاوسط.
لكن وكما تشير دراسة لخافيير سولانا منسق الشؤون الامنية والسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي في العام الماضي فإن أوروبا تريد اظهار ان الدبلوماسية والمساعدات والعلاقات الاقتصادية يمكن ان تكون فعالة اكثرمن التدخل العسكري.
وتشير رحلة قام بها سولانا لايران وافغانستان وجورجيا الاسبوع الماضي الى التحول الاوروبي ناحية الشرق من اجل النفوذ.
قال ستيفن ايفرتس من مركز الاصلاح الاوروبي بلندن «لا يمكن للاوروبيين ان يكونوا في كل مكان. يتعين عليهم التفكير استراتيجيا ودوليا لكنهم يبدأون بالعالم الخارجي القريب».
وتابع «الشرق الاوسط الاكبر وايران وافغانستان و... الاتحاد السوفيتي السابق يتعين ان تكون المناطق ذات الاولوية لأوروبا».
وقالت كريستينا جالاتش المتحدثة باسم سولانا ان الاتحاد الاوروبي هو بالفعل طرف دولي رئيسي في البلقان حيث الدول التي تتعافى من خبرة سنوات الحرب تضع عينها الآن على الانضمام للاتحاد الاوروبي.
وللاتحاد دور ايضا في الشرق الاوسط حيث انه عضو مع روسيا والولايات المتحدة والامم المتحدة فيما يعرف باسم اللجنة الرباعية لدعم السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ويقوم الاتحاد الاوروبي الآن بتوسيع نطاق سياسته الخارجية استنادا لعدة اعتبارات منها ان استراتيجية سولانا تقر بأن عدم الاستقرار في المناطق البعيدة يمكن ان يضر بأوروبا من خلال نشر التطرف وتغذية الجريمة المنظمة والطلب على اسلحة الدمار الشامل.
الا ان محاولة سولانا لتوسيع نطاق دوره تحد منها ان السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي تبقى بالاساس امرا منوطا بالدول الاعضاء كما ظهر عندما زار وزراء خارجية الثلاث الكبار اي فرنسا والمانيا وبريطانيا طهران في اكتوبر تشرين الاول الماضي.
وتبدو سياسة التواصل الاوروبية التي تتناقض مع خط الولايات المتحدة القائم على فرض طوق من العزلة وكأنها قد اثمرت عندما وقعت ايران بروتوكولاً في الشهر الماضي يسمح بعمليات تفتيش دقيقة ومفاجئة لمنشآتها النووية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وسولانا على عكس وزراء الخارجية الاوروبيين ليس لديه جيش يساند دبلوماسيته.
ورغم ذلك يقول بن تونرا خبير السياسة الخارجية الاوروبية والامن والسياسة الدفاعية في معهد دبلن الاوروبي في يونيفيرستي كوليدج بدبلن انه حقق بعض النجاح حتى ولو لم يكن لمكتبه دور كبير في هذا الشأن.
وقال «النجاح الذي ساعد فيه ربما كان ثمرة جهده هو الشخصي وسابق خبرته كأمين عام لحلف شمال الاطلسي. لا اعتقد ان لمكتبه دوراً. انه امر يتعلق بمن هو وليس ما هو».
|