Sunday 25th January,200411441العددالأحد 3 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«الجزيرة» تدخل بيوت الثكالى في فلسطين «الجزيرة» تدخل بيوت الثكالى في فلسطين
رحل الشهيد أبو إسماعيل بعد سبعة أشهر من زواجه، وقبل ان تكتحل عيناه بمولوده البكر

* خان يونس - بلال أبو دقة:
قبل سبعة أشهر شهد دوار (بني سهيلا) الشهير في محافظة خان يونس موكب سيارات العريس الفلسطيني فريد خليل ابو اسماعيل (27عاما) نثرت أمه (أم فتحي 65 عاما) الزهور والحلوى على المارة أطفالاً وصبيةً ابتهاجاً بفرح أصغر أبنائها الستة، وفي يوم الاثنين الماضي (الموافق 19/1/2004) لبست الأم ثوب الحداد لقد شهد الدوار ذاته موكب تشييع الشهيد فريد ابواسماعيل الذي قضى إلى الأعلى بسبب انفجار لغم أرضي من مخلفات الاحتلال انفجر في جسم فريد، محولا عش الزوجية وفرحة العرس إلى بيت عزاء.
في ساعات الصباح الأولى يقول سامي أبو اسماعيل (39عاما) شقيق الشهيد ل«الجزيرة»: استقل أخي دراجته الهوائية متجها إلى مزرعة للدواجن كان يعمل فيها أجيراً بمنطقة خزاعة المحاذية لخط الهدنة الشرقي.. لم يعلم أخي المسكين أنه لن يعود إلى بيته، إلا محمولاً على أكتاف الشبان الفلسطينيين.. من جيرانه وأخلائه وأحبته الذين بكوه بحرارة..
وسار بنا سامي شقيق الشهيد إلى بيت أخيه فريد في عبسان الكبيرة الذي بناه بعرقه وكده، وحلم هو وزوجته فداء الشواف (25عاما) أن يملؤه بالصبية والزهرات..
وعلى باب البيت أخبر سامي مراسل الجزيرة بأن زوجة أخيه الشهيد حامل في شهرها الثالث.. قائلاً: لقد أغشي عليها مرات ومرات، لم تصدق أن فريد غادر الحياة ولن يعود..
وفي باحة البيت، جلست زوجة الشهيد فداء، تحيط بها نسوة فلسطينيات توشحن بالسواد، قالت فداء بصوت مخنوق بالعبرات ل«الجزيرة»: كان زوجاً وأباً وأخاً، كنا نحلم بأن يرزقنا الله بمولود واخترنا أن نسميه (محمد)، كان زوجى فريداً في أخلاقه ومعاملاته.. حنوناً بأمه، خلوقاً، كريما، صبوراً، يقدس العمل ويعتبره عبادة.. كان يعتصر ألما عندما يرى أطفال فلسطين ونساءها يقتلون على يد قوات الاحتلال، كم تمنى الشهادة، تقول زوجة الشهيد قبل أيام من استشهاده نجا من موت محقق حين سقطت إحدى القذائف التي أطلقها جيش الاحتلال على مقربة منه عندما كان في المزرعة وانفجرت دون ان تنال منه..
وتضيف الزوجة المكلومة بعد ان مسحت دموعاً حارة انهمرت من مقلتيها: سأسمي مولودي ان كان ذكرا (فريد) ليحمل اسم أبيه.. سأخبره حين يكبر ان والده قضى شهيداً في أرضه وان قاتلوه هم اليهود، أعداء البشرية.
القوات الاسرائيلية تترك ألغاماً وعبوات وأجساماً مشبوهة خلال كل عملية توغل لتجد فيما بعد ضحايا آخرين من الفلسطينيين..
وعلى صعيد متصل ورد في تقرير صادر عن سلطة جودة البيئة الفلسطينية تلقت «الجزيرة» نسخة منه: ان قوات الاحتلال الإسرائيلي تصر على إيقاع أكبر عدد من القتلى والإصابات والمعاقين في صفوف الشعب الفلسطيني الأعزل، من خلال استخدامها المفرط للقوة العسكرية تجاههم إلى جانب تركها العديد من العبوات والأجسام المشبوهة خلال كل عملية عسكرية تقوم بها في المناطق الفلسطينية لتجد فيما بعد ضحايا آخرين من الفلسطينيين.. ويقول التقرير: إن عدد حالات الانفجار التي وقعت منذ احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية وحتى وقت قريب، تجاوزت (2530حالة) تضرر في كل حالة انفجار مايزيد على شخصين أو أكثر..ومما جاء في التقرير ان معظم ضحايا الانفجارات هم من الأطفال الفلسطينيين دون سن الثامنة عشرة، بالإضافة إلى أن (41%) من الانفجارات وقعت بسبب الألغام، و(40%) بسبب أجسام قابلة للانفجار ومخلفات الجيش الاسرائيلي.وجاء في تقارير صادرة عن منظمات دولية تعنى بشؤون الأطفال تلقت «الجزيرة» نسخاً منها: ان (21 طفلاً فلسطينياً) استشهدوا خلال سنوات الانتفاضة الثلاث الماضية، لدى اقترابهم من أجسام مشبوهة أو ألغام زرعها جنود الاحتلال في الأرض الفلسطينية المحتلة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved