تبدأ حركة التطوير غالباً بشرارة يطلقها بصفته الفردية قيادي تربوي ذو رؤية تربوية تستشف المستقبل وتقرأ متغيراته، لكن هذه الحركة قد تضمحل فتموت مشروعاتها التطويرية، تموت المشروعات التطويرية عندما نفشل في ربط حركة التجديد بحركة النظام التعليمي نفسه، يموت المشروع التطويري احياناً بسبب المقاومة العنيفة التي يبديها الناس، لا لشيء الا لأن نفاذ المشروع يهدد مصالحهم وطموحاتهم، وقد يموت المشروع التطويري لأنه خرج على الناس شكلاً وليس مضموناً، فليس اضر على التعليم «وأسهل في الوقت نفسه» من ان تكون مشروعاته التطويرية مظهرية يراد بها السمعة والشهرة، وقد يموت المشروع التطويري بسبب البيروقراطية المهيمنة على النظام التعليمي، فالصحيح هو ما يقوله الرئيس، والهدف هو الاجراءات المتبعة وليس المضمون، والوقت لا قيمة له، واللوائح لها درجة من القدسية، يموت المشروع التطويري عندما تغم الرؤية على اصحاب القرار التطويري فلا يعودون يرون اكفاء من عشيرتهم الاقربين، يموت المشروع التطويري عندما يقفز اصحابه فوق الواقع المطلوب تطويره، يموت القرار التطويري عندما تنشأ ازمة ثقة بين الناس والسلطة التعليمية بسبب عدم قناعة الناس بجدوى المشروع، وكذا عندما يغيب البحث المقنن ويحضر الرأي الفردي المفروض، يموت المشروع التطويري عندما توزن قيمة الرأي «وليس خطورته» بموقع صاحبه في الهيكل التنظيمي، وأخيراً، يموت المشروع التطويري عندما يجبن صاحب القرار عن السير فيه خوفاً من نتائجه العكسية.
كلية المعلمين بالرياض |