لما تكاثرت حوادث السير في جميع البلدان الصناعية وأصبحت أشبه بمجزرة سنوية تفتك بنحو 55 ألف إنسان في الولايات المتحدة وبنحو 15 ألف إنسان في الدول الأوروبية الرئيسة, أخذ أرباب الصناعة يبحثون عن سيارة نموذجية لا تتأثر بحوادث الاصطدام, وسموها« سيارة ضد الحوادث».
تختصر حصيلة الأبحاث والتجارب في هذا المجال بأن الأمريكيين خططوا (سيارة الأمان) كما سموها على صورة مصفحةوالفكرة هي أن السائق والركاب ينبغي ان يخرجوا سالمين من حادث الاصطدام, ولا يتم ذلك الا اذا كانت السيارة أمتن من الحاجز الذي تصطدم به, ثم ينبغي تركيب بعض تجهيزات السيارة بأسلوب يمنع أجزاءها من صدم المقيمين داخلها, مثلما يحصل عندما ينحصر السائق بين ظهر المقعد والمقود, أو عندما تنعصر السيارة على الركاب اذا صدمت شجرة... الخ.
ولذلك تجري التجارب الآن على سيارة يجلس داخلها عدة ركاب مصنوعين من الخشب. ثم تندفع السيارة بسرعة ثمانين كيلو متراً في الساعة وتصدم شجرة أو جداراً, فيحلل الخبراء نتائج الحادث و (يشرحون) التماثيل الخشبية لكي يكتشفوا أجزاء الجسد المعرض للتهشم ...الخ
غير ان الأوروبيين وقفوا يشكون في صحة هذا الاتجاه بعد مشاهدتهم مؤخراً في بروكسيل الفيلم الذي عرضه عليهم أرباب الصناعة الأمريكية لاطلاعهم على نتائج تجاربهم قبل صناعة سيارة الأمان أو سيارة ضد الحوادث.
ويبدو أن أرباب الصناعة الأوروبية يفضلون السيارة الصغيرة التي لا يجاوز وزنها ألف كيلوجرام, على تلك المصفحات الأمريكية التي يناهز وزنها طنين ويحاولون أن يخططوا السيارة على نحو يمنع الحادث (قبل وقوعه) بدلا من تخفيف وطأة الحادث اذا وقع.
ولذلك يهتمون خاصة بالمكابح والمقود ولتثبيت السيارة على الأرض على نحو يجعلها ملتصقة بأرض الطريق التصاقاً, مما يمنع الحوادث الكثيرة وقت السرعة وفي المنعطفات.
|
