هو خطيب العرب قاطبة والمضروب به المثل في البلاغة والحكمة كان يدين بالتوحيد ويؤمن بالبعث ويدعو العرب إلى نبذ العكوف على الأوثان ويرشدهم إلى عبادة الخالق ويقال انه أول من خطب على شرف وأول من قال في خطبه (أما بعد) وأول من اتكأ على سيف أو عصا في خطابته وكان الناس يتحاكمون إليه وهو القائل (البينة على من ادعى واليمين على من أنكر) وسمعه النبي عليه الصلاة والسلام قبل البعثة يخطب في عكاظ فأثنى عليه وعمر قس طويلاً ومات قبيل البعثة. ومن خطبه التي خطبها في سوق عكاظ: أيها الناس اسمعوا وعوا، من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت، ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، ونجوم تزخر، وجبال مرساة، وأرض مدحاة، وأنهار مجراة، إن في السماء لخبراً، وإن في الأرض لعبراً، ما بال الناس يذهبون ولا يرجعون، أرضوا بالمقام فأقاموا؟ أم تركوا هناك فناموا؟
يقسم قس بالله قسماً لا إثم فيه، إن لله دينا هو أرضى لكم وأفضل من دينكم الذي أنتم عليه انكم لتأتون من الأمرمنكرا.
ويروى أن قسا أنشد بعد ذلك يقول:
في الذاهبين الأولي
ن من القرون لنا بصائر
لما رأيت موارداً
للناس ليس لها مصادر
ورأيت قومي نحوها
تمضي الأكابر والأصاغر |
علي عويضي علي الازوري
الطائف - الشهداء الشمالية |