كرة القدم رمز المصالحة في رواندا

* موغونيرو -ا.ف.ب:
بعد عشر سنوات على عملية الابادة البشعة التي شهدتها رواندا، فان منتخب كرة القدم الوطني المشارك في نهائيات كأس امم افريقيا في تونس للمرة الاولى في تاريخه مؤلف من القبيلتين اللتين كانتا متناحرتين في ذلك الوقت، الهوتو والتوتسي.
وكانت عملية الابادة منظمة بشكل دقيق من متطرفي قبيلة الهوتو بعد موت رئيسهم جوفينال هابيار يمانا في هجوم على طائرته في 6 نيسان/ابريل عام 1994 فوق كيغالي العاصمة.
وكان الهدف من العملية إبادة الاقلية من قبيلة التوتسي، وخلال مئة يوم من القتل المتواصل قتل نحو مليون شخص بحسب ما اعلنت السلطات الحكومية في رواندا، وخلال عملية الابادة كانت السلطات تطلب من التوتسي التجمع في الاماكن العامة والمدارس وحتى الكنائس او في الملاعب القريبة مؤكدة بأنهم سيكونوا في خير، لكن الواقع انها كانت خدعة حيث حوصر هؤلاء وحرموا من الماء والغذاء قبل ان يقتلوا بواسطة القنابل. اما الآن وبعد عشر سنوات فإن المنتخب الوطني يضم في صفوفه لاعبين من القبيلتين، لكن الاتحاد الوطني يرفض ان يحدد انتماءهم لان هذا الامر محرم منذ نهاية عملية الابادة.
ويقول رئيس الاتحاد الرواندي لكرة القدم سيزار كاييزاري: «عندما نكون موجودين في الملعب فلا وجود لتوتسي او هوتو، فنحن جميعنا من راوندا».
ويبدو لسان حال الرأي العام مماثلا لرئيس الاتحاد إذ يقول جول نسامبي مانا وهو استاذ يتابع دائما مباريات كرة القدم في العاصمة كيغالي: «الملعب هو المكان الذي ينسى فيها الروانديون خلافاتهم، فالانتماء العرقي غير موجود اطلاقا».
وتعتبر كرة القدم اللعبة الاكثر شعبية في رواندا حتى ان بعض محترفي اللعبات الاخرى غالبا ما يحتجون لان الميزانية الرياضية تذهب بأكملها إلى هذه اللعبة.
ويلخص بيار دوامونغو (14 عاما) وهو من قبيلة الهوتو شغف الروانديين بكرة القدم بقوله: «اعرف ماذا حصل في السابق، لقد قتلوا التوتسي، لكن الآن نلعب كرة القدم سوياً وهذا هو المهم».