Saturday 24th January,200411440العددالسبت 2 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلى والله من حقك كمواطنة خدمة وطنك وحصد ثمار جهد بذلتِه بلى والله من حقك كمواطنة خدمة وطنك وحصد ثمار جهد بذلتِه

لقد قرأت ما كتب عن الأخت الأستاذة مريم بنت فريح بن عبدالله المهوس حاملة الماجستير في التاريخ الحديث وبتقدير ممتاز ولديها تقرير طبي يؤكد قدرتها على العمل.
في البداية وعندما حصلت على المؤهل بكل فخر واعتزاز وبكل صلابة وقهر لمختلف المعوقات وفوق هذا بتقدير ممتاز وحيث هي من مواطني حايل وكل آمالها وأحلامها ان تخدم وطنها في موطنها حايل - وأنعِم بك من فتاة بارة - وقدمت أوراقها لمجلس كلية التربية بحائل للتدريس بها وبتلك المادة (التاريخ الحديث) فرفضت اوراقها مرتين لعلل ما انزل الله بها من سلطان وقبلت في الثالثة ربما لسد الفراغ فقط ريثما تصل المدرسات المتعاقدات من خارج المملكة.
وعلى بند الساعات وبعد مضي اكثر مدة الفصل الدراسي الاول ووصول المتعاقدات انهيت خدماتها لانها اصبحت في نظرهم معاقة لا تقوم بالواجب التدريسي وبدون تقييم مجرد من الهوى، فبم نسمي هذا التصرف الذي لا يرضى به عاقل ولا تقره الحال ويجانب العدل ويفارق للصواب؟ وتجاه هذه الحالة المحزنة لي وقفات منها:
فتاة على مثل هذه الحال وتقفز الحواجز وتتغلب على كل المعوقات التي تقف بينها وبين التحصيل العلمي وتغربت عن اهلها واحبابها من اجل ذلك وتكافح وتتحمل جبال المشاق وتتوج بنيلها الماجستير في تلك المادة الا تستحق منا جميعا ومن أهل حائل خاصة كل اجلال وتقدير الا تفخر بها مدينتها واهلها؟ بلى والله.
فتاة مثل هذه ذات المؤهل العالي والمشرف هل يجوز لنا ان نطلق عليها معوقة كلا والف كلا فالمعوق معوق العقل لا غير حتى وان كان سليما في جسمه معافى.
فتاة انضمت الى كوكبة المدرسات في تلك الكلية اثبتت جدارتها وقدرتها على التدريس بهامة مرفوعة وبثقة عالية، ومن بني جلدتنا ومن اهل بلدتنا ايحق لنا ان نبخسها ما تستحق ونعول على اسم الاعاقة ونطردها من الكلية لمجرد انها لا تقف على قدميها بدون عكاز.
فتاة كهذه مواطنة اصلا وفصلا وجملة وتفصيلاً تقف بعكازها لتلقي المحاضرة امام الدارسات بشموخ تتحدث بلغتهن وتلهج بلهجتهن وفجأة نحرمها من حقها في خدمة بنات الوطن ومن حقها العيش بعزة وكرامة وعرق الجبين هل يجوز لنا ذلك؟ أبدا لا يجوز ولا يحق ما لم يثبت فشلها وعدم قدرتها على القيام بواجبها.
فتاة كمريم حملت مشعل العلم والمعرفة الى اخواتها في حائل هل يحق لاولئك ان يستخدموها ك «الاستبن» وبمجرد وصول المتعاقدات نخلعها لنعيدها للشنطة!! اليس بقاؤها اولى ووقوفها او حتى جلوسها امام الطالبات افضل من المدرسين او المحاضرين من خلف الجدران.
لا ننسى ان بعضا من المدرسين لدى كليات البنات اشد تعويقاً من تلك فإن كانت مريم معوقة بسبب عدم القدرة على المشي بدون عكاز فأولئك معوقون لعدم ابصارهم (عميان) ولو بعكاز (نظارات) بل هي افضل منهم فهي تستطيع القراءة والكتابة واولئك لا يستطيعون هي تستطيع تصحيح اوراق الاختبارات وهم لا يستطيعون بل ان زوجاتهم او بناتهم او خادماتهم يتولين التصحيح بل واحيانا لا يصححون بل يضعون الدرجات على الاوراق تقديرا ويتوخى احدهم الا يرسب اية طالبة حتى لا يقع في مأزق وعلاوة على ذلك فبعضهم بنصف سمع او اقل اما المبصرون منهم فتراهم كباراً في السن معظمهم متقاعد في بلاده قداصاب الخلل ذاكرته.
وفي الختام كان من الأولى اعطاؤها فرصة أطول. لا نعلم قد تكون إحدى الثلاث المتعاقدات فاشلة في مهنتها من يدري أو مزورة شهادتها كما ظهر ذلك لدى وزارة الصحة (أطباء وممرضين وفنيي تمريض ثبت تزويرهم لمؤهلاتهم) - ولعلي اسمع صدور قرار تثبيت الاخت مريم قريبا وفي كليتها.

صالح العبدالرحمن التويجري


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved