لا شك أن إقامة الحوار الوطني الفكري جاءت مواكبة لزمانه وملائمة لمكانه، ولا شك أن دعم القيادة الرشيدة لمثل هذه اللقاءات والاجتماعات تعكس الصورة المغايرة التي يثيرها البعض ويعمل على ترويجها وهي أن المملكة تنتهج سياسة كبت الآراء والحريات الفكرية. فنحن نرى أن مثل هذه الاجتماعات واللقاءات تتكرر حيث تطرح فيها المسائل وتناقش الآراء ويوضع في عين الاعتبار ما يطرح في هذه اللقاءات وما يصدر عنها من نتائج وتوصيات. وليست وقفة سمو ولي العهد - حفظه الله- ودعمه الروحي والمعنوي واجتماعه بالعلماء والمفكرين والأدباء إلا تجسيداً لذلك، حيث يولي سموه دائماً حرصه ودعمه لكل ما فيه مصلحة لهذه البلاد خاصة وللأمتين العربية الإسلامية عامة. وهذا ليس غريبا على سموه حيث نراه دائماً يستقبل العلماء والمصلحين والمفكرين ويهيب بجهودهم ويستنير بمشوراتهم وآرائهم وهذا ليس نقصاً في حنكة سموه ومعرفته للأمور كلا! بل تشجيع لهم على تأدية واجبهم تجاه دينهم وبلادهم وأمتهم، وعمل بما كان عليه مؤسس هذه البلاد - طيب الله ثراه- وأبناؤه من بعده، وحرص على تقرير مبدأ الشورى والأخذ بالتناصح. إن موقف سموه دائما الداعي إلى المصالحة والوحدة ونبذ الإرهاب جعله في طليعة قادة العرب الذين كان لهم حضور دائم في المحافل العربية والدولية، لذلك تجده دائماً يحرص على لمّ الشمل وجمع الأمة، وليس غريباً إن رأينا وسائل الإعلام المختلفة العربية والعالمية تشيد بهذه المواقف حيث إن المملكة لها ثقلها ليس فقط في العالم العربي بل وفي المجتمع الدولي. فجاءت وقفته مع هذا الحوار ودعمه له تأكيداً على هذه المواقف المضيئة وإيماءً للدور الكبير الذي يقوم به لخدمة هذا الوطن الغالي على قلوبنا.
|