لا شك أن جدة مدينة رائعة وجميلة وبلد سياحي، وتظل بعراقة ماضيها وجمال بيوتها القديمة، وقياساً على تاريخ ازدهارها فهي من المدن الكبيرة التي يقصدها السائح من جميع أقطار العالم.
ورغم حركتها التجارية المتدفقة، ورغم المهرجانات التي تقام فيها وتجذب السائح والقاصد إليها كل عام، إلا أنها ينقصها الكثير لكي تكون مدينة سياحية!
ونحن ندرك متطلبات السياحة ونموذج الخدمة والصورة التي نقدمها للسائح والقاصد.. وابدأ من حاويات - القمامة - المكشوفة والشوارع مترعة لنزيف - المجاري - خدماتها تكاد تكون في حدها الأدنى، وكذلك البعوض الذي يزداد من حين لآخر ويزعج المقيم والزائر، والذي يقلل من جمال هذه المدينة التي ترتاح على شاطئ البحر، والتي أضحت عجوزاً من شدة النتوءات وطرقها المحفورة - ومجاريها المتعثرة ونقص الماء فيها، وشوارعها غير النظيفة. كل هذا أصابها وغيّر معالمها، وبالأحرى شوّه صورتها الرائعة التي كانت عليها من قبل!
إن ظاهر الاهتمام بها يدلل على عراقتها وعبق تاريخها، وروعة حاضرها بمنشآتها العامة التي تجذب إليها البعيد والقريب، فالناس يسعون من أطراف البلاد ومدنها المختلفة للتنزه والترفيه عن أنفسهم وخصوصاً في أوقات الإجازات. ومدينة عريقة مثل جدة تحتاج إلى معالجة جادة جادة للخلل الذي فيها حتى تعود مدينة تليق بقاصديها، إذاً فهي تتطلب العمل بجد وفاعلية وإتقان يؤديه أهلها القادرون، ليرى المواطن والزائر فعاليات الأداء وجدية الممارسة للنهوض بها بما تستحق من اهتمام! والشارع العام يحتاج لعين الرقيب الغائبة - ليعايش الحالة التي باتت عليها مدينة جميلة من خلال مكانتها وجاذبيتها، فهي رائعة في نفوس محبيها ومن يقصدها، وتحتاج إلى لمسات مكثفة لتعود كما كانت عليه، لأنها عروس البحر الأحمر، بخصائصها المتميزة الجذابة ونافذة إلى نفوس عشاقها..! إننا ننشد الارتقاء ونسعى إليه ونتطلع إلى الغد بنفس المحب، ونأمل أن يتحقق ما نصبو إليه!
|