في كلمة ضافية إلى أبنائه المواطنين.. كل المواطنين.. كانت النصيحة الغالية والتوجيهات السديدة من سمو سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني.
* كان الجميع في انتظار كلمة سموه التي وضعت النقاط فوق الحروف، حتى تفيق العقول التي تصورت أن المملكة تمر بأزمة - لا قدر الله -، وحتى تخرس الألسنة التي تتطاول على المملكة وقيادتها، وحتى ينصلح حال الضمائر العفنة..
* إن كلمة سيدي سمو ولي العهد هي أولاً وأخيراً لدليل قاطع على حرص سموه على رسم معالم الطريق الذي ستسير عليه المملكة في مرحلة مهمة من تاريخها، بما لا يتعارض مع قيمنا ومبادئنا التي سنظل أبد الدهر نفخر بها ونتباهى بها بين جميع أمم العالم.
* تحدث سيدي ولي العهد عن الإصلاح وأكد على أن الدولة ماضية بعون الله في نهجها الإصلاحي المدروس المتدرج، وفي هذا الشأن لن نكون في عجلة من أمرنا، ولن نرضخ لضغوط أحد كائن من كان فوالذي بيده ملكوت السموات والأرض لن نرضي إلا أن نكون وطناً مسلماً وسنظل كذلك إن شاء الله.
ونحن معك يا سيدي سمو ولي العهد اننا لن نسمح لأحد أن يقف في وجه الإصلاح المدروس المتدرج, فنحن لن نقبل الجمود والركود، وفي نفس الوقت لن نقبل المغامرات الطائشة ولن نقبل أن يفرض أحد علينا وجهة نظره.
* يا سيدي.. ثق تمام الثقة أننا لن نقبل من يزايد علينا في أمور دنيانا, لأننا لا نحتاج إلى من يعلمنا أمور ديننا.. حيث هنا وعلى هذه الأرض الطيبة كان مهبط الوحي وفيه بيت الله الحرام ومسجد رسوله الكريم صلوات ربي عليه وعلى آله أجمعين.
* يا سيدي.. ثق تمام الثقة أننا لسنا كغيرنا.. نحن نشأنا وتربينا على قيم ومبادئ الإسلام العظيم والحوار عندنا له قواعده وآدابه ونعلم أنه ظاهرة إيجابية فامض في طريقك سيدي.
* يا سيدي.. لا تعر اهتماماً أبداً بالقلة القليلة التي حادت عن الطريق القويم ونعلم تماماً أن القيادة المخلصة لن تترك سلامة الوطن ومستقبله تحت رحمة المزايدين.
* يا سيدي.. كلنا.. كل الشرفاء.. كل الغيورين على وطنهم.. مع خطواتكم وإصلاحاتكم الحكيمة التي تنبع من المنهج الإسلامي الحكيم.. منهج القرآن الكريم ومنهج نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، ولن تتحول إن شاء الله النعمة إلى نقمة.
* يا سيدي.. هذا شيء مبهر أن نرى نصف المجتمع الذي كان مهملاً أصبح وبفضل من الله ثم بفضل القيادة الرشيدة عنصراً فعالاً في خدمة وتنمية المجتمع، فقد امتلأت المستشفيات بالطبيبات السعوديات، وفي المدارس والمدرسات كلهن سعوديات وارتفعت مكانة المرأة في المجتمع وكيف لا وقد رفع الإسلام من قدرها.
* يا سيدي.. لقد ظفرت بناتك السعوديات بدينهن وعلمهن وهو ما لم يتوفر في باقي بلدان العالم، ولست هنا في مجال ذكر أسماء السعوديات اللائي تقلدن مناصب رفيعة في هيئات ومؤسسات عالمية.
* يا سيدي.. ذلك الذي حظيت به المرأة والفتاة السعودية سوف ينعكس بإذن الله على الأسرة التي هي نواة المجتمع حيث بصلاحها يصلح المجتمع كله.
* يا سيدي.. منذ أن أتاحت الدولة الفرصة لتعليم البنات وإفساح المجال لهن للوصول إلى أعلى وأرقى المناصب العلمية والعملية فإنهن لم يخيبن ظن القيادة بهن.. فاجتهدن وسهرن الليالي ونهلن من العلم والمعرفة الشيء الكثير حتى وصلن إلى ما وصلن إليه اليوم.
* يا سيدي.. إنك تتطلع إلى اللقاء القادم في رحاب المدينة المنورة لبحث موضوعي المرأة والتعليم.. ونحن يا سيدي نصف المجتمع لن ندخر جهداً إلا وبذلناه خدمة لديننا ومليكنا ووطننا.
* وتبقى في الختام كلمة.. أقول لسيدي سمو ولي العهد.. سلمت للوطن الغالي المملكة العربية السعودية التي ستظل بإذن الله تعالى شامخة.. راسخة.. رافعة لراية لا إله إلا الله محمد رسول الله.
|