** تزاحمت وتزايدت مؤخراً.. إعلانات مقومات وعلاجات الضعف الجنسي.. حتى غطَّت واجهة الصحف والمجلات.. وصارت أكثر من إعلانات مكاتب الاستقدام.. بل تفوقت على إعلانات المساهمات العقارية وبيع وشراء الأراضي والمنح.
** هذه الإعلانات الجديدة.. تعكس حجم تكاثر العيادات الجديدة.. التي تعمل في هذا المضمار.. أضف إلى ذلك.. الأصناف الجديدة.. من المغريات الجنسية.. كأدوية وعقاقير.. وصارت إعلاناتها تملأ الصحف ومحطات التلفاز.. حتى إن الإنسان ليخجل أن يشاهد إعلانات التلفاز وابنه أو ابنته يجلس بجواره.. والإعلان يوغل في ذكر فوائد ومزايا هذا العقار وآثاره.. وقد يسألك هذا الطفل أو ذاك عن هذا العقار.. وما معنى العبارات التي قيلت في الإعلان وما الهدف منه.
** هل الموضة اليوم.. هي موضة عيادات عمليات التجميل والمغريات الجنسية؟
** هل انتهت كل مشاكلنا وقضايانا.. ولم يعد لدينا سوى الالتفات لهذه الجوانب.. لنرمم جوانب القصور فيها؟!
** يقولون.. إن بعض النساء.. تطلع كل عام بوجه.. حتى إنك لا تكاد تعرفها النساء.. هل هذه فلانة أم غيرها؟ و..«وين راحت ذيل البراطم.. وذاك الخشم»؟!
** وماذا لو أن النساء - لا سمح الله - يصورون ويحملن شهادات اثبات.. ترى هل ستنطبق الصورة الشخصية لها.. على وجه يتغير كل سنة أو كل ستة أشهر؟!
** في الصحف.. بل وفي الصفحات الأولى وفي أغلفة المجلات تقرأ يومياً إعلانات مقويات الضعف الجنسي.. وعيادات معالجة هذا الضعف.. بل إن بعض الإعلانات.. سواء في الصحف أو القنوات.. يتحدث وبصراحة ووضوح عن هذه العلة أو تلك.. ويقول.. إننا نعالجها مهما كانت.. ونجعل «الشّايب يِصْهِلْ» ونجعل «الْفِتِرْ.. شبرين؟!!» وهو كلام نخجل من ذكره.. وتستحي من الحديث عنه حتى مع أقرب الناس لك.. فكيف يُنشر على الملأ في الصحف والقنوات؟
** ثم.. ما سر انتشار هذه العيادات وظهور عدة أدوية وعقاقير في السنوات الأخيرة.. حتى إنك تقف في تلك الصيدليات التي صارت تملأ مساحة ميدان بأكمله.. لتجد رفاً كاملاً من أوله إلى آخره.. لعقاقير ومشاكل وقضايا وأمور الجنس؟!
** كيف تجاوزنا الخطوط الحمراء؟!
** وهل نُزع الحياء؟!
** وهل هذا جزء من التطور والتحديث مثلاً؟!
** قبل سنوات ليست قريبة.. جاء طبيب زائر إلى الرياض.. وأعلن أنه سيعالج الضعف الجنسي.. وكان الناس يترددون في الذهاب له.. بل إن بعضهم «يتلطَّم» أو يدخل للعمارة التي فيها العيادة ويخرج عشرات المرات.. متردداً.. حتى إذا وصل إلى غرفة الانتظار.. انقلب وجهه سواداً - طبعاً.. من الفشيلة - ثم صار ينظر للأرض حتى يأتي دوره.
** واليوم.. «قوي الوجه» وصاروا يتباهون بمراجعة هذه العيادات.. ويتحدثون عن آثار هذه العقاقير في المجالس والاستراحات.. ولا حياء!!.
** هل.. لأن الحياء فعلاً.. نُزع من البعض؟!
** أم لأن هناك معاناة فعلية لدى البعض من هذه المشاكل؟!
** أم لأن المسألة.. مسألة طبية ولا يُستحى من الكلام الطبي كما يدّعي البعض؟
** ليت هؤلاء يستحون قليلاً.. فمجتمعنا.. لازال بفضل الله مجتمعاً تلفه الفضيلة والأخلاق والحياء والسَّمت.
** ولازال مجتمعنا.. يتغنى بالتزامه وأخلاقياته وآدابه.. ومجتمعاً لا يعرف التفسخ والفوضى الاجتماعية.. وإن كانت الفضائيات تحاول جاهدة إخراجه من إطار الفضيلة بأي ثمن.
** إلى سنوات قريبة.. كانت هذه الأدوية والمستحضرات.. تباع عند بعض «العطارين» وكان المشتري.. ينتظر حتى يخرج آخر واحد عند العطار.. ثم يتسلل وهو يحكم «اللِّطمة».. وكأنه «يبي يسرق» ليسأله عن هذا الدواء.. ثم يأخذه بسرعة دون أن يسأل عن قيمته أو سبب ارتفاعه.. ثم يهرب.. أو يهرول وهو خارج..
** واليوم.. صار «الكثير» مع الأسف.. يتبجح بفعاليتها في وسط المجالس دون خجل أو حياء.. بل وبصوت مرتفع.. وهناك من يحملها في جيبه.. وهكذا تعمل الفضائيات وبعض الصحف عندما تعلن عنها..
** ما أجمل الحياء.. إنه جزء من الدين.. فهل نسينا ذلك؟!
|