تتوالي الترشيحات لعضوية مجلس إدارة هيئة الصحفيين، أسماء كثيرة بعضها معروف وبعضها لم نسمع به أبدا، هناك من يقول إن الأسماء لا تهم بل العمل، ولكن ما العمل الذي ننتظره من هؤلاء؟ الحماس وحده لا يكفي، هناك مسؤوليات محددة لزمن محدد، لا تحتاج الجمعية إلى حماس الشباب أو حكمة الشيوخ، تحتاج إلى علاقات ثم إلى فلوس ثم إلى هيبة، ولا أظن أن كثيراً من المرشحين يقدر أن يؤمن هذه الثلاثة العناصر مجتمعة في نفس الوقت، هم وحدهم فقط كانوا قادرين أنهم رؤساء التحرير، إذا لم يعد رؤساء التحرير المخضرمون (يعني الشياب) إلى ترشيح إنفسهم فسيصبح مصير الهيئة في مهب الريح.
إني أسأل هؤلاء الذين هاجموا رؤساء التحرير والذين سببوا في ابتعادهم: من أين ستأتي الجمعية بفلوس التأسيس؟.. رواتب العاملين فيها، فلوس المقر، المصاريف الإدارية إلخ، ثم من أين سيأتي هؤلاء بالعلاقات؟.. والأهم كيف ستبنى هيبة المؤسسة ومكانتها في المجتمع عندما تخلو من أسماء لها اعتبارها التاريخي؟.. فأسماء مثل خالد المالك وتركي السديري وهاشم عبده هاشم وغيرهم، سيمنحون الجمعية قيمة معنوية مستمدة من قيمتهم الاجتماعية التي بنوها عبر سنوات طويلة من الانتساب للمهنة، الجمعية في وقتها الحالي تحتاج إلى البشوت أم الزري العريض لا إلى البرامج الانتخابية الرومانسية.
أما الشيء الذي لم أفهمه بعد فهو الترشيحات النسائية.. ما الذي ستفعله النساء في مجلس إدارة الهيئة؟.. تمثل شقيقاتها حتى لا تكون كل القرارات ذكورية.. تريد أن تسمع صوتها، تريد أن تحقق حضور المرأة، أجوبة متنوعة مفعمة بالرومانسية يزيد عيار الروماسنية فيها عن رومانسية البرامج الانتخابية التي سيقدمها أصحاب الأسماء المجهولة من عديمي البشوت أم الزري.
لا أعرف المدى الذي سوف تذهب فيه المرشحة لتمثيل الزمن الذي تنتسب إليه الهيئة.. فالهيئة ليست لها علاقة بالعزل النسوي الذي نعيش نهاياته في وقتنا الحاضر، فالمرأة التي تريد أن تنتسب لهذه الجمعية يفترض أن تؤسس في عقلها ووجدانها عالما جديداً، تحتاج إلى شجاعة تاريخية من الصعب امتلاكها.. شجاعة هند الخثيلة ولبنى العليان وناهد باشطح وغيرهن، ففكرة الهيئة لها مرجعية من فكر الماضي، فراش يؤدي المعاملات إلى قسم الرجال وفراش آخر يؤدي المعاملات إلى قسم النساء شريطة أن تكون زوجته فراشة معه، إنها ليست جمعية تعاونية أو جمعية خيرية أنها نقابة، طليعة مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان، فالمرأة التي تريد أن ترشح نفسها للهيئة عليها أولاً أن ترشح نفسها للعصر الحديث، أن تكون حليفة للإنسان في داخلها، فلا بنود في ميزانية الهيئة لتوظيف فراشين وزوجاتهم وتركيب أجهزة دوائر تلفزيونية.. إنها نقابة جهاز يتحرك داخل التاريخ لا خارجه،
فاكس 4702164
|