تحت رعاية الدكتور/ فهد بن عبد الرحمن بالغنيم - وزير الزراعة - تنظم اللجنة الزراعية بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض ندوة بعنوان «مستقبل الإبل في المملكة»، وذلك يوم الاحد 7 صفر 1425هـ ( الموافق 28 مارس 2004م ) بمقر الغرفة، وتتركز حول بحث ودراسة المشكلات التي تواجه ثروة الإبل، ومن أهمها اقتصاديات إنتاج الإبل في المملكة كمشروعات تجارية والمحافظة عليها كثروة وطنية واقتراح استراتيجية مستقبلية لها.
وتعتبر الإبل من الحيوانات المحلية قوية الارتباط بالسكان في مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، وتشير إحصائيات وزارة الزراعة إلى أنه تبلغ أعداد الإبل بالمملكة داخل الحيازات ( المزارع ) 259 ،483 رأساً لعام 2000م، وتقدر أعدادها لدى المربين والزراعة التقليدية 572000 رأس، وتأتي مناطق وسط المملكة في المركز الأول استحواذاً لأعداد الإبل وذلك بنسبة 48% تليها المنطقة الشمالية فالغربية وأقلها الشرقية..
وذكر الأستاذ عبد الرحمن بن علي الجريسي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض أن هذه الندوة تشكل استجابة واعية من غرفة الرياض للأهمية الاقتصادية والتاريخية لثروة الإبل بالمملكة قديما وحديثا، خاصة وأن الدراسات والأبحاث التي تعالج شؤونها قليلة، معرباً عن تطلعه لخروج الندوة التي تحظى برعاية واهتمام وزير الزراعة وسيشارك فيها حشد من الخبراء والأكاديميين والمهتمين بالثروة الحيوانية وخاصة بقطاع الإبل بتوصيات جادة يتم من خلالها تشخيص مشكلات الإبل حالياً ومستقبلاً واقتراح أساليب العلاج وتعطي دفعة قوية لجهود المحافظة على قطاع الإبل في المملكة كثروة وطنية وطرح إمكانات تطويراقتصادياتها.
وأشار إلى أن من أبرز العقبات التي تواجه قطاع الإبل في المملكة تتمثل في المشاكل المرتبطة بواقع الإبل ورعايتها وقلة الاهتمام باقتصاديات إنتاجها والاستثمار فيها وندرة الدراسات والبحوث المعدة حولها وخاصة عن تجارب مربي الإبل والمعوقات التي يواجهونها، ولهذا كان لا بد من معالجة تلك الأمور وفق منهج علمي وتطبيقي يتم من خلاله الوصول إلى أفضل الحلول الممكنة.
ومن الناحية التاريخية فإن الإبل استخدمت في شبه الجزيرة العربية على مدى آلاف السنين كوسيلة لتنقل الإنسان ونقل البضائع وسميت بسفينة الصحراء، وتعتبر الإبل أكثر الأنعام صبرا على الجوع والعطش وأقدرها على احتمال الحر والبرد. ولقد جاء ذكرها في القرآن الكريم في عدة سور وحث رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين ونصحهم بالعناية بها والحفاظ عليها، وكان للإبل دور كبير في حياة العرب جميعا، إضافة إلى أنها كانت تحملهم وأثقالهم فإنهم كانوا يأكلون من لحومها ويشربون من ألبانها ويكتسون من أوبارها، ويصنعون منها بيوتهم.
والمتتبع لمسيرة التنمية في المملكة يلاحظ التغيرات الهيكلية في القطاع الزراعي بشقيه الحيواني والنباتي خلال العقد الأخير والتي جاءت مواكبة للأهداف الاستراتيجية للخطط التنموية للقطاع الزراعي والمتمثلة في إحداث تغيير حقيقي في البنية الاقتصادية من خلال تنويع القاعدة الإنتاجية بزيادة الإنتاج الزراعي المحلي مع التركيز على الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والمحافظة عليها وتحسين الكفاءة الاقتصادية والتسويقية الزراعية والاستمرار في رفع مستوى دخل ومعيشة المواطنين في المناطق الريفية، لكن الاهتمام بالإبل لم يكن متوازياً مع حجم ومكانة وأهمية هذه الثروة.
|