* بغداد/د. حميد عبد الله:
شدد الشيخ هاشم العوادي أحد أنصار المرجع الشيعي علي السيستاني وممثله في التظاهرات التي شهدتها بغداد في اليومين الماضيين ان الشعب العراقي يريد نظاما سياسيا منتخبا من قبل جميع العراقيين مشيرا الى ان السيد السيستاني تلقى تأكيدات من جهات عراقية وصفها ب (الأمينة والمحايدة) تفيد بإمكانية اجراء انتخابات عامة ومباشرة ويشارك فيها كل مؤهل للإدلاء بصوته في العملية الانتخابية.
أما الشيخ حيدر لفتة اللامي أحد أهم مؤيدي السيستاني في النجف فقد وجه تحذيرا مبطنا الى مجلس الحكم وقوات التحالف في حالة عدم الاستجابة لمطلب السيستاني مؤكدا ( ان لم يستجب لمطالب الإمام فأن الأمر مرهون بصلاحية سماحته ولكل مقام مقال ) وعزز نبرة التهديد هذه ما جاء على لسان الشيخ منير المالكي من الحوزة العلمية في النجف الذي قال ( ان العراقي معروف بغيرته على دينه ووطنه وهذه التظاهرات هي التعبير السلمي عن الغيرة العراقية).
على صعيد متصل كشف الدكتور محمد آل يحيى المتحدث باسم مكتب السيستاني ان رئيس الجهاز المركزي للإحصاء في وزارة التخطيط قد ابلغ السيد السيستاني عن وجود إمكانية مؤكدة لإجراء انتخابات عامة في العراق في الوقت الراهن ووفقا للبطاقة التموينية.
وقال آل يحيى في محاضرة ألقاها في مدينة الصدر وحضرت ( الجزيرة ) جانباً منها ان الجهاز المركزي للإحصاء قد اعد دراسة مستفيضة وميدانية حول موضوع الانتخابات وان نتائج تلك الدراسة أثبتت ان نسبة نجاح الانتخابات تتراوح بين 95% و 98% مؤكدا ان الآراء التي طرحها السيستاني لم تأت عن فراغ وانما جاءت مستندة الى الدراسات التي أعدها الخبراء مبينا ان المدن التي لا تسمح ظروفها الآنية بإجراء انتخابات فيها يمكن ان تستثنى من العملية الانتخابية على ان تجرى فيها الانتخابات لاحقا منوها بأن مثل هذا السياق معمول به في الكثير من دول العالم.
من جهته أفاد مصدر في مجلس القضاء العراقي وهو أعلى هيئة قضائية في العراق الآن ان اجراء انتخابات في العراق وبالطريقة التي دعا اليها السيستاني ممكن في الوقت الحاضر مشيرا الى ان مجلس القضاء يؤكد فكرة اجراء انتخابات بغض النظر عما إذا كان بعض أعضاء مجلس الحكم موافقين او غير موافقين على ذلك في إشارة واضحة الى التيار الرافض لإجراء انتخابات في العراق الذي يتزعمه الدكتور احمد الجلبي بمساندة عدد من أعضاء المجلس السنة والعلمانيين والأكراد.في هذه الأثناء أكد مصدر في مكتب السيد السيستاني ان الزعيم الشيعي يشعر بالانزعاج من تبعية كوفي عنان للولايات المتحدة واطاعته العمياء لأوامرها وإصداره لتوصيات غير دقيقة عن الوضع في العراق بما ينسجم مع رغبة المسؤولين الامريكان ويلبي مطالبهم .وقال المصدر ان السيستاني منزعج أيضا من تساهل الأمريكيين مع الأكراد من خلال التلويح بمنحهم حكماً ذاتياً موسعاً في كردستان فضلا عن كون المرجع الشيعي قلقاً من بقاء سلطات الاحتلال التي هي صاحبة القرار الاول في توجيه الأمور في العراق.
|