* بغداد - نيويورك - الوكالات:
تحاول الولايات المتحدة وهي أكبر داعية للديمقراطية في العالم بذل قصارى جهدها لتجنب إجراء انتخابات وفق النظام صوت لكل ناخب في العراق على الأقل هذا العام.لم تغب المفارقة عن أنصار آية الله علي السيستاني المرجع الأعلى للشيعة في العراق وأكثر رجال الدين نفوذاً ويتساءلون عن السبب الذي يجعل الولايات المتحدة المتحمسة دوماً للانتخابات في أنحاء العالم لا تفعل نفس الشيء في العراق.
وقال ديفيد مالوني رئيس الأكاديمية الدولية للسلام وهي مؤسسة أبحاث وسفير كندا السابق لدى الأمم المتحدة «من الواضح ان السيستاني يخشى من ان يؤدي ذلك إلى عدم تمثيل الغالبية الشيعية تمثيلاً كاملاً».
وتتفق الأمم المتحدة بصفة أساسية مع إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش.
وقال مسؤول كبير بالمنظمة الدولية «هناك وعي بأن إجراء انتخابات مبكرة سيسفر عن تأييد المتطرفين أكثر من المعتدلين».
وقال مالوني «هناك شيء واحد تعلمته الأمم المتحدة منذ أوائل التسعينات وهو ان إجراء انتخابات على نحو جيد يحتاج إلى قدر عظيم من التخطيط وحتى في هذه الحالة فانه لا يمكن للأمم المتحدة ان تضمن ان تكون الانتخابات خالية من العنف».ويتوقع ان يرسل الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان فريق انتخابات إلى العراق هذا الشهر لدراسة مدى إمكانية إجراء انتخابات مباشرة أو التوصية ببدائل استجابة لطلب الولايات المتحدة والزعماء العراقيين.وسيتوجه الفريق بعد تقرير بعثة أمنية للأمم المتحدة من المتوقع ان تصل بغداد هذا الأسبوع أو الأسبوع القادم، لكن معظم الدبلوماسيين يعتقدون انه سيتعين إرسال بعثة ثانية للوساطة.
وأشارالمسؤولون الامريكيون ومسؤولو الأمم المتحدة إلى عدم توفر الوقت الكافي لإجراء انتخابات عامة قبل 30 يونيو حزيران نظرا لعدم وجود سجلات بأسماء الناخبين وان كان كثير من العراقيين مسجلين في قوائم الحصول على حصص مواد غذائية وفقا لبرنامج النفط مقابل الغذاء للأمم المتحدة.
ويتحدث مبعوثون امريكيون عن انتقال للسلطة على مراحل للسماح بوقت كاف لإنشاء مؤسسات وتشكيل أحزاب سياسية وإنشاء تحالفات تتجاوز التجمعات القبلية والدينية في جو خال من العنف.
ويقول محللون ان المشكلة في الخطة الحالية للانتخابات هي ان عدداً صغيراً يمكنه شرح مفهوم المؤتمرات الانتخابية وبالتالي هناك شكوك في ان واشنطن تريد إفساح المجال لفوز زعماء كانوا يقيمون في المنفى وآخرين لا يمكنهم ان يفوزوا لشخصهم.ومن بين الاقتراحات البديلة المطروحة اتباع نظام يقضي باجراء انتخابات في المجالس البلدية لاختيار ثلثي عدد المندوبين الذين يختارون آنذاك ممثلي المجلس على ان يقوم مجلس الحكم العراقي الذي عينته الولايات المتحدة باختيار باقي الأعضاء.
من جهة أخرى قال جنرال امريكي يوم الخميس ان المقاومة العراقية «خطر متناثر» في العراق في الوقت الذي أودى فيه العنف المتصاعد الذي يشنه مقاومون في منطقة المثلت السني المضطربة حول بغداد بحياة تسعة اشخاص.
وقال الميجر جنرال ريموند اوديرنو من الجيش لامريكي وقائد الفرقة الرابعة للمشاة التي تتخذ تكريت قاعدة لها في قلب المثلث السني ان قوات المقاومة العراقية تم «إخضاعها».
وقال اوديرنو متحدثاً إلى الصحفيين في البنتاجون من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة انهم «ما زالوا يشكلون خطراً الا انه خطر ممزق متناثر بقيادة مزعزعة وتمويل مقطوع ودون امل في عودة البعثيين إلى السلطة».
|