* رفح - بلال أبو دقة:
لم تسلم بيوت الله في الأرض الفلسطينية من العبث اليهودي، لتمتد يد الخراب والدمار اليهودية لتمعن في تخريب وهدم المساجد، محولة إياها إلى كومة من الحجارة..لم يبقَ من مسجد التوحيد المقام على الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي الفلسطينية والمصرية في مدينة رفح سوى الأطلال والركام، بعد أن هدمته جرافات الاحتلال الإسرائيلي بصورة كاملة..
هجر أهالي رفح المسلمون مسجد التوحيد الذي لم يعد صالحاً لان تقام به الشعائر الدينية بعد أن دمرت آليات الاحتلال مآذنه وهدمت جدرانه على ما فيه.. لقد بات المسجد الذي كان يؤمه المصلون مسرحاً للخراب.
ولم يكن مسجد التوحيد في رفح هو المسجد الوحيد الذي هدمته جرافات الاحتلال الإسرائيلي، بل كان المسجد الثالث، هذا ما قاله مدير الأوقاف في مدينة رفح (الشيخ محمد لافي) ل «الجزيرة»: إن قوات الإرهاب الصهيوني هدمت منذ اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة ثلاثة مساجد ترفع فيها اسم الله، وهي: (مسجد النور في حي البرازيل، ومسجد صلاح الدين في منطقة البراهمة، وأخيراً مسجد التوحيد في منطقة قشطة) وجميعها تقع بمحاذاة الشريط الحدودي الذي يعد بؤرة ساخنة للعمليات الاسرائيلية، التي أدت حتى الآن إلى تجريف (1400 منزل كلياً)، وما يزيد على (600 بصورة جزئية) في حين بات قرابة (10 آلاف مواطن) في عداد المشردين دون مأوى..
وقال مدير الأوقاف يوجد في مدينة رفح المنكوبة (التي قضى على أرضها 286 شهيداً وجرح من أبنائها 3100، غالبيتهم من الأطفال)، يوجد (70 مسجداً) يؤمها سكان المدينة البالغ عددهم (35 ألفاً) وهي موزعة في مناطق جغرافية متعددة.. ويقول لافي: لا يقتصر الأمر بالنسبة لمساجد المدينة على الهدم الكلي وإزالة المآذن ومنع صوت الأذان من الارتفاع، إذ إن رصاص القوات الاسرائيلية يحول دون وصول مئات المصلين إلى ما يزيد على (عشرة مساجد)، تقع قريبة من نقاط التماس في المدينة الحدودية، ما يعد مخالفة لكل الأعراف والقوانين الإنسانية والحقوق الإلهية لكل الديانات..
|