وهذا الصوت الهادر المنساب إلى الأذن «عنوة» يثير عادة فضولي، بل إن هذا الصوت الذي يملأ القلب «طرباً» يرغمنا على التوقف عنده لحظات ليست قصيرة.
عبدالمجيد عبدالله ومنذ أن دخل ساحة الغناء خلال سنوات طويلة كوَّن لنفسه رصيداً من «الحب.. يكفيه مدى الحياة، وجماهيراً أفقية وطولية. وحين تتوقف عند صوت عبدالمجيد تجده «علامة» مسجلة لا يحملها صوت غيره وغير قابلة للتقليد.. إذاً فهو يختلف عن غيره بلاشك وحين أتحدث عن عبدالمجيد عبدالله كصوت أجدني في حيرة من أمري لأنني وبصراحة لا أستطيع أن «أختزل» التاريخ في مقال، ولكنني سأحاول أن أنثر جزءاً مما في «خاطري» حوله.. علَّ حديثي هذا يصل إلى ما أعنيه ولا يُفَسَّر كالعادة «خطأ»، ففي الفترة الأخيرة من تاريخ عبدالمجيد بدأ أبوعبدالله متباطئا في خطاه نحو المقدمة، وقد شارف على الوصول إليها، ربما كان ذلك «خطأ» في الحسابات، وربما لاعتبارات أخرى لا يعرفها سواه أحد، ولكن هذا لا يلغي تاريخه ولا يلغيه هو شخصياً من حساباتنا كأبرز فن في الوطن العربي، هذا التباطؤ بالمناسبة لم يكن «حكراً» على عبدالمجيد بعينه، ولكن جميع الفنانين يمرون بهذه المرحلة، ومن لم يمر بها سيمر بها حتماً مهما كانت همته في العمل وذكاؤه.
ولكن أن يستمر هذا التباطؤ لأكثر من مرة، فهذا يحتاج إلى وقفة صادقة من الفنان، وممن حوله وخاصة «الصادقين» وضعوا تحت الصادقين عشرة خطوط وعلامتي تعجب!!
وفناننا «الجميل» اعتبره صوتا فوق العادة وسفيراً سعودياً مشرفاً في أي محفل، وعلى خشبة أي مسرح. بل إنه فخر لنا حين ينجح، وخلال الأسبوعين الماضيين احتفل عبدالمجيد، ومعه احتفلت الساحة الفنية ومحبوه بشريطه الجديد «ليالينا» وللأسف لم يتسن لي الاستماع له «جيداً»، ولهذا لا أستطيع الحكم على الشريط من استماعي السطحي له الاَّ ان اغنية «ليالينا» استوقفتني كثيراً.. ورأيت عبدالمجيد «بأذني» يستعرض بصوته في كل مساحات الاغنية التي جاءت كلماتها ولحنها متناسبة مع روعة هذا الصوت المخملي، وكذا بعض الاغاني في الشريط التي لا تحضرني أسماؤها حالياً، وبالمناسبة، فقد وصلتني رسائل كثيرة واتصالات متعددة حول رأيي في الشريط، وكانت إجابتي واحدة وهي.. «بدري»
فالفنان الكبير لا تستطيع ان تحكم عليه من أول مرة أو ثانية، لأن عبدالمجيد ليست كفقاعة الصوت أو فلاش الكاميرا الذي يبهرك من أول وهلة، ثم شيء آخر أود أن أوضحه جيداً، وهو ان البعض من المتسلقين يعتقدون للأسف انني أقف حائطاً في وجه عبدالمجيد، وهم للأسف الشديد، وهذا «غباء» منهم وليس ذنبي أنهم لا يعلمون أن تفوق عبدالمجيد لن أستطيع الوقوف في وجهه ويعلم الله انني من اشد المعجبين بصوته، وهو يعلم ذلك جيداً، وأن كنا لا نلتقي في بعض الآراء حول بعض اختياراته التي أرى أنها لا تناسبه كصوت وتاريخ، وهو يرى عكس ذلك من وجهة نظره، وربما كانت صحيحة وكنت على خطأ..
عموماً..
هؤلاء الإخوة يحاولون «إرضاء» عبدالمجيد بالنيل مني شخصياً واتهامي بأشياء لا علم لي بها الاّ من خلال «خربشاتهم» باسلوب ركيك.. مكشوف.. باحثين بلا شك عن «مجد» على حسابي.. ولكن العاقل منكم وجميعكم، كذلك يعلم تمام العلم اننا نقف احتراما لعبد المجيد ولجماهيره، أما صحافة «حسب الله» فهم لا يمثلون رأيه، كما أكد لي عبدالمجيد «شخصياً»، وانما يحاولون الإساءة له بطرق أقوى «للهمجية» منها للواقع بعيدا عن المهنية سواء في الطرح أو الأسلوب والموهبة.
وللفنان عبدالمجيد عبدالله أهمس «بصدق».
أنت وحدك من يعرف قيمة صوتك حتى لو عرفناها نحن وأنت وحدك من يهدينا شيئاً من العذوبة في زحمة الشوائب..
أنت وحدك يا عبدالمجيد من يصل إلى القمة متى شاء..
ويفاجئنا بما لم يفاجئنا به غيره.
فقط فكر جيداً.. وستعلم اننا معك دائماً .
لحظة عزاء متجدد
هذه مقدمة إحدى اغاني الفنان حسين الجسمي مطابقة تماماً لحالتي بعد وفاة والدي رحمه الله الذي تركني وحيداً..
والله ما يسوى... أعيش الدنيا دونك
لا... ولا تسوى حياتي بهالوجود..
دامك انت اللي رحلت
وكيف باصبر عالبعاد..
وكيف بانثر هالورود؟
|