في مثل هذا اليوم من عام 1971 انتهت وقائع مؤتمر الكومنويلث بسنغافورة بالتوصل إلى حل وسط بشأن صياغة مبادئ إعلان الكومنويلث. وقد تركزت المحادثات حول طلب بريطانيا بيع أسلحة إلى جنوب إفريقيا، بالرغم من قرار الأمم المتحدة بحظر بيع السلاح. لذلك فقد كانت هذه الفكرة محل اعتراض العديد من الدول الإفريقية. وقد جاءت مسودة المبادئ التي صاغتها زامبيا بمثابة محاولة لوضع بريطانيا أمام التزام أخلاقي لعدم المضي قدماً في إتمام هذه الصفقة، حيث هدفت إلى تجميع كلأعضاء المؤتمر تحت شعار عدم تقديم أي مساعدات للدول التي تمارس سياسة التفرقة العنصرية. ولكن الواقع أن كل ما فعلته المسودة الأخيرة والتي وافق عليها جميع أعضاء المؤتمر البالغ عددهم 31 عضواً هو التنديد بالتفرقة العنصرية وتبني وجهة نظر رئيس الوزراء البريطاني الذي يرى أن دول الكومنويلث يجب أن تكون مسئولة عن سياساتها الخاصة.
وتاكيداً لرأي رئيس الوزراء البريطاني، فقد نص إعلان المبادئ على أنه من حق الدول أن تتعاون مع الدول التي تمارس سياسات التفرقة، إذا كان هذا التعاون لايسهم في التفرقة العنصرية من وجهة نظرها. وبالرغم من توقيع زامبيا على الإعلان، إلا أن رئيسها قال: «لدينا القوة الكافية للرد على أي قوة تبيع السلاح لجنوب إفريقيا»،
وأضاف: «إنها البداية لصراع طويل»، حيث تعارض الدول الإفريقية بيع السلاح لجنوب إفريقيا وترى أن ذلك يقوي شوكة هذه الدول ويدعم سياستها في التمييز العنصري. كاد الخلاف حول هذا الموضوع يتسبب في انهيار مؤتمر الكومنويلث خاصة بعد انضمام استراليا وكندا إلى جانب بريطانيا. لولا الدور الكبير الذي لعبه رئيس الوزراء الكندي آنذاك «بيير ترودو«في إقناع الدول الإفريقية بالموافقة على الإعلان الذي أعيدت كتابته. يذكر أن بريطانيا كانت تستعد في ذلك الوقت لبيع سفن ومعدات حربية بحرية لجنوب إفريقيا وذلك لمساعدتها على صد أي عمل تقوم به القوات السوفييتية ضدها، والتي كانت تقبع بالقرب من سواحلها.
|