بداية أؤكد هنا أنه لم يعد يعنيني لا هلال ولا نصر، ولا غيرهما.. ولم يعد يعنيني من الذي كسب ومن الذي خسر، ومن الذي استفاد ومن الذي لم يستفد.. ذلك انني نفضت يدي تماماً وإلى الأبد إن شاء الله من الخوض في أمور كثير سبّب لي الخوض فيها العديد من المتاعب المعنوية والنفسية، وأخشى أن تتجاوز الأمور حدود المتاعب إلى الايذاء.. لاسيما ان ثمة من الهموم والقضايا الهامة والعامة ما يغني عن الدوران في أفلاك ليس من ورائها سوى المتاعب والصداع، فضلاً عن الجلطات وأمراض القولون العصبي(؟!)
** المهم: ان من الأمور العامة التي استرعت انتباهي مؤخراً ما دار من جدل وأخذ ورد على خلفية قضية استبدال الدولي خليل جلال بزميله حديث الدولية علي المطلق لإدارة لقاء ديربي العاصمة (؟!).
** ولعل أكثر ما حرضني على تناول هذا الموضوع تحديداً يعود بالدرجة الأولى إلى سيل التبريرات التي تناوب رئيس اللجنة ونائبه على (رشّها) عبر وسائل الإعلام المقروء على طريقة «اللي على راسه بطحا؟!».
** فرئيس اللجنة يقول: لقد تم اختيار أربعة من الحكام على أساس ان يكلف أحدهم بإدارة ذلك اللقاء وكان من بينهم «معجب الدوسري» الموقوف بقرار رسمي «والحمدلله انه لم يزج باسم الموزان أو الدهام ضمن القائمة المختارة»(؟!!).
** ونائب الرئيس يقول في آخر تصريحاته بهذا الخصوص: ان اللجنة استخدمت خليل جلال (للتمويه) على الإعلام.. وقد نجحت أيما نجاح في خطتها - على حد قوله - أيضاً حمدنا الله على ان بين ظهرانينا من هم على هذا القدر من الدهاء والقدرة على التمويه، حتى إذا فكرنا يوما ما على غزو الفضاء فلن نجد مشكلة في توفير هذا النوع من الدهاة والمموهين (؟!).
** أما الراسخون في العلم وفي دهاليز الأمور فيقولون بغير ما جاء في كلام الرئيس ونائبه، ومعهم حيثياتهم المستوحاة والمستنبطة من التجارب (؟!!).
** والمفسرون يقولون ان وراء أكمة تلك الاحتياطات التبريرية ما وراءها.. وان مبادرات الرئيس ونائبه والمتمثلة في ذلك الخلط العجيب كانت لمجرد ذر الرماد في العيون فحسب (؟!).
** والأبرياء أمثالي يتساءلون: لماذا كل ذلك العدد من الحكام المرشحين.. مع ان المباراة دورية، ولا تستحق ذلك الكم من الاحتياطات والاستنفار.. ولماذا تم الزج باسم معجب ضمن الاسماء المرشحة (على لسان الرئيس).. وهل لذلك علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالارتباك الحاصل نتيجة لردود الأفعال الواسعة على عملية الاستبدال المفاجئة (؟!).
** وهناك من يتساءل ويقول: أليس بمقدور الذين قاموا باستبدال جلال بالمطلق في آخر لحظة، أن يستبدلوا حقيقة ما جرى بمبررات التمويه إلى آخر ما هنالك من تبريرات مضحكة.. لاسيما ان الموضوع لايستدعي القيام بعمليات تمويهية ولا هم يحزنون (؟!!).
** وبعيداً عن كون البديل نجح أم لم ينجح في أداء المهمة.. وبما ان اللجنة «ماهي ناقصة» مشكلات وبلاوي، فقد كان عليها درء الدخول في متاهة جديدة أخرى، وذلك بالعمل أو التعامل مع (قضية) تعيين الحكم المراد تكليفه وفق أحد أمرين:
- الأول: التنسيق مع الطرف القوي والفاعل في مثل تلك المواقف لتعيين الحكم المرغوب فيه من قبله بعيداً عن الأعين وكان الله بالسر عليماً (؟!).
- الثاني: الاصرار على فرض مرشحها والتمسك بموقفها منعاً للقيل والقال وكثرة السؤال وعدم تعريض البقية الباقية من هيبة اللجنة للأضرار.. أم انه لم يعد يضيرها على طريقة «من يهن يسهل الهوان عليه»؟!.
** للتأكيد والمعلومية: أنا لا أقصد من هذا الكلام الانتقاص من اللجنة بكافة فعالياتها.. وإنما أردت التنبيه إلى خطورة مثل الذي أقدمت عليه.. ذلك انها وضعت نفسها عن قصد أو عن غيرقصد في خضم دوامة لن تستطيع الخروج منها بسهولة، وستظل التساؤلات والتأويلات تلاحقها إلى ما شاء الله.. خصوصاً وانه لم يصدق تبريراتها الا من يريد ان يصدقها فقط وهم قلة قليلة جداً (؟!).
** وللتأكيد أكثر أقول: ان الكل يحلم بلجنة كاملة الأهلية لا تأخذها في الحق لومة لائم.. لجنة لا تهون على نفسها ولا على غيرها.. لجنة لها اعتباريتها التي لا تتنازل عنها مهما كانت الظروف والضغوطات.. إذ ان من المستحيل ايجاد دوري قوي ومحترم في ظل وجود لجنة لا تتمتع بنفس الصفات.
** هذا ما أردت قوله.. أرجو ان يؤخذ على محمل حسن النية.
قناتنا الرياضية..!!
** العارفون ببواطن الأمور كانوا يدركون يقيناً بأن قناتنا الرياضية لن تكون منافسة على المدى القريب والمتوسط.. وذلك عائد إلى الشح في الموارد وفي الاعتمادات، وحتى على صعيد الكوادر.
** فأكثر المتفائلين كانوا ومازالوا لايحلمون بأكثر من الحد المتوسط والمقبول من المتطلبات التي يفترض ان توفرها قياساً بما توفره مثيلاتها في دول الجوار.
** ولكن يبدو ان تلك الأحلام رغم تواضعها لن تتحقق إلا بعد جهد جهيد.. وبعد ان تستنفد وتستوفى جملة من الرغبات الخاصة (؟!).
** فبالإضافة إلى التقصير في مواكبة أحداث خليجي16 والذي تحدث عنه الجميع رغم انها كانت فرصة سانحة لاثبات الوجود.. هناك العديد من أوجه القصور الأخرى تتعلق بالتوجه العام الذي تمارسه وتفرضه الغالبية المسيطرة والنافذة ضمن كادر القناة على المشاهد وكأنها تابعة لإحدى الشركات الخاصة (؟!).
** أيضاً ثمة العديد من الملاحظات المهنية والتقنية الواضحة حول مظهر وأداء القناة، منها ماهو متعمد كما يبدو، ومنها ماهو نتيجة القناعة بالرضا عن الذات، وبالتالي الإحساس (الواهم) بتقبل المشاهد لكل ما يتم عرضه وفرضه على اعتبار ان ذلك المشاهد ما كان يحلم بمثل هذه النقلة الإعلامية، لذلك فهو يتقبلها على علاتها التي منها مثلاً «التقعّر» الزائد عن الحد الذي تمارسه عينة من مذيعيها الذين تم نفخهم بشكل مبالغ فيه (؟!).
** ولأن النظر جوهرة ثمينة ونعمة من أهم نعم الخالق على المخلوق.. لذلك لا أبالغ إذا قلت ان الأجهزة البدائية التي تستخدمها القناة مثل الكاميرات وغيرها من وسائط نقل الصورة للمشاهد تساهم مساهمة فعالة في التأثير على النظر، وذلك بفعل الصورة الباهتة المنقولة من مواقع الأحداث فضلا عن المسخ الذي طال الألوان الأساسية بحكم تقادم الأجهزة.
** انظر إلى لقطة رياضية حية من إحدى القنوات الرياضية المنتشرة حولنا ثم قارنها بلقطة مماثلة من قناتنا.. أو تأمل لوحة عرض البرامج الصامتة على شاشتنا قبل الافتتاح، تأمل الأرضية ذات اللون «الأصفر الباهت» ثم لاحظ ان الكتابة عليها بخط ولون لايختلف إلا لكونه من درجة صفراء مختلفة نوعاً ما.. ثم عرّج على قناة أرتريا لتكتشف ان معاناتنا لا تقتصر على التخلف في النواحي الانتمائية للأندية وإنما تتعداها إلى مسائل أخرى لها علاقة بتوظيف الألوان على حساب الذوق العام (؟!).
الله يرحم أيام الأبيض والأسود.
مثل شعبي
اللي هذا أوله ينعاف تاليه
|