اطلعت على ما كتبته الأخت رقية الهويريني في زاويتها المنشورة وذلك في يوم السبت الموافق 25/11/1424هـ وكان عنوان مقالها مللنا الكسل!! وحقيقة لقد اعجبتني تلك العبارة الرائعة التي ختمت بها الأخت الفاضلة مقالها وهي: وبعد ألم يأن الأوان لنقول: حي على العمل فقد مللنا الكسل!!. فأقول وبالله التوفيق والسداد الاسلام دين العمل فقد حث عليه ورغب فيه والأصل في وجود الانسان العمل بعد العبادة فقد قال تعالى {وقٍلٌ اعًمّلٍوا فّسّيّرّى اللَّهٍ عّمّلّكٍمً ورّسٍولٍهٍ والًمٍؤًمٌنٍونّ} وفي هذه الآية دليل واضح على أهمية العمل، ويعتبر العمل مقياساً للتفاضل بين الناس وعلى أساس ذلك ينال كل إنسان جزاءه. قال تعالى: {هّلً تٍجًزّوًنّ إلاَّ مّا كٍنتٍمً تّعًمّلٍونّ} والحقيقة ان العمل من الأسس المهمة في بناء شخصية المسلم فهو يرى الحياة أخذاً وعطاء وعملاً وبناء، تأبى عليه شخصيته البطالة لأن العمل يقتل أكبر أعداء الانسان الملل والشر والفقر. والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي أسباب الملل؟ والاجابة عن هذا السؤال تكمن في النقاط التالية: أولاً: الذنوب والمعاصي لها دور كبير في شعور الانسان بالملل وضيق النفس، فقد قال تعالى: {ومّنً أّعًرّضّ عّن ذٌكًرٌي فّإنَّ لّهٍ مّعٌيشّةْ ضّنكْا ونّحًشٍرٍهٍ يّوًمّ القٌيّامّةٌ أّعًمّى"><124>}. ثانياً: الاستمرار على نهج واحد في العمل يؤدي إلى ملل دائم. ثالثاً: الفراغ القاتل في حياة الانسان أحد أسباب الملل.والشاعر عندما قال: لقد هاج عليك الفراغ شغلاً وأسباب البلاء من الفراغ رابعاً: من أسباب الملل عدم الاحساس بقيمته فهو أثمن شيء في هذه الدنيا، فالوقت كما قالوا هو الحياة وهو بلاشك أمانة في أعناقنا فالله خلقنا لعبادته وحده لا شريك له وهذا يتطلب أن تكون حياتنا كلها لله، كما قال سبحانه وتعالى في قوله: {قٍلً إنَّ صّلاتٌي ونٍسٍكٌي ومّحًيّايّ ومّمّاتٌي لٌلَّهٌ رّبٌَ العّالّمٌينّ><162>} {لا شّرٌيكّ لّهٍ وبٌذّلٌكّ أٍمٌرًتٍ وأّنّا أّوَّلٍ المٍسًلٌمٌينّ><163>} . وصدق والله من قال: إضاعة الوقت من علامات المقت. والإسلام لم يغفل عن علاج ظاهرة الملل فباب العبادات واسع يستطيع المسلم أن يغرف منها ما يناسبه فالكثير من العبادات فيها تجديد مثل الصلاة والصوم والذكر هذا من جانب الشعائر التعبدية، أما من ناحية المباحات فالشريعة الإسلامية تحث على الرياضة مثل ركوب الخيل والرمي والسباحة وغيرها من المباحات ولاشك ان علاج الملل راجع للإنسان نفسه. قال تعالى: {بّلٌ الإنسّانٍ عّلّى" نّفًسٌهٌ بّصٌيرّةِ><ر14ر> ولّوً أّلًقّى" مّعّاذٌيرّهٍ><ر15ر>} والتغيير والتجديد بدون أدنى شك يبدأ من عند الإنسان. قال تعالى: {إنَّ اللَّهّ لا يٍغّيٌَرٍ مّا بٌقّوًمُ حّتَّى" يٍغّيٌَرٍوا مّا بٌأّنفٍسٌهٌمً } ويجب على الإنسان أن يكسر الملل بالوسائل المشروعة التي تجدد الروح وتقوي نشاط الجسد وذلك بشرط عدم تعارضها مع عقيدتنا الإسلامية وتقاليدنا الأصيلة ومما يساعد على القضاء على الملل المحافظة على الأذكار والإكثار من تلاوة القرآن الكريم فإن لها دوراً كبيراً في طرد الملل من النفس. قال تعالى: {أّلا بٌذٌكًرٌ اللَّهٌ تّطًمّئٌنٍَ القٍلٍوبٍ><ر28ر> والإنسان الناجح في حياته هو من يستطيع التغيير والتجديد من شكل حياته العامة والخاصة وبالتالي يطرد الملل من نفسه بل لا يجد الملل اليه طريقاً ولا إلى نفسه سبيلاً.
وقفة تأمل
الكسل أُمٌ، ابنها الجوع وابنتها السرقة. محماس بن عايض بن رسل الدوسري 7492 الخرج 11942
|