Friday 23rd January,200411439العددالجمعة 1 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الإعلام والطفل الإعلام والطفل
سلوى أبو مدين

مما لا شك فيه أن الإعلام الملتزم بالحق والمثل، بجميع وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة ليعنى بالطفل وينتقي له الأفضل والأحسن والأنسب.. من البرامج التي تتمشى مع تعاليم ديننا الإسلامي.. بعيداً عن الأفكار الهدامة التي يبثها الغرب، والتي هي بعيدة عن الإسلام وتشوه صورته إذا أشارت إليه!
وقد أقيمت منذ أيام قلائل في دولة البحرين ندوة عن كل ما يخص الطفل وكيفية تجنبه وسائل العنف، وقد أكدت الندوة التي شارك فيها العديد من الشخصيات من المملكة ودولة مصر وسوريا ودول الخليج على تقديم كل ما ينفع الطفل وينهض بتعليمه المجدي!
وقد ناقشت قضايا هامة تخص برامج الأطفال في الإذاعة والتلفزيون.. هذا وقد تحدث العديد من الأساتذة والمشاركين، بأن الفترة الأولى من حياة الطفل مهمة جداً في توجيه سلوكياته السليمة، وتشكيل أنماط حركته!
والسؤال الذي يمد عنقه؟
كيف نجنب أطفالنا مخاطر العنف الذي يحيط به.. ويمارسه بطريقته في الشارع والمدرسة مع أصدقائه .. وفي المنتزهات.. وربما أرى أن للتلفاز دوراً كبيراً في تنمية هذا السلوك وتوجيهه.. خاصة أنه يقضي الساعات الطوال أمامه.. فيتشرب منه بطريق المباشرة كلما يبثه ويوجه سلوكه.. بدليل البرامج المبرمجة التي تأتينا من الخارج، والاتجاه الغربي يغرس في النفوس معتقدات خاطئة بعيدة عن الإسلام.
والإعلام العربي كله هو المسؤول عن كل ما يأتينا من الخارج من برامج تبث للأطفال والغرض منها التسلية أو الترفيه. ولكن مع الأسف، فنتيجتها تسميم أفكار الطفل ومعتقداته التي نشأ عليها.. إذ ليس كل ما يصل إلينا يناسب حياتنا، وخصوصاً نحن نحيا في بيئة إسلامية.. بالإضافة إلى ما تغرسه فيهم من ميول عدوانية وغيرها من الأفكار الهدامة التي تصله من خلال هذه البرامج، ولا سيما التي ترسخ في ذاكرته وتظهر على هيئة أحلام مفزعة وكوابيس تقلقه طوال نومه. وهذا هو المغزى الخطير الذي ترمي إليه تلك البرامج التي تبث عبر الفضائيات. فينبغي أن نعنى ببرامج الطفل وتوجيهها الوجهة الصحيحة لتعود على أبنائنا بالنفع والفائدة المرجوة بعيداً عما يمس عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية، ونبذ كل ما يتعارض معها من سموم الغرب التي تفتك بالقيم وتبعدهم عن الطريق السليم.
وإنني أناشد وسائل الإعلام الإسلامية والعربية.. أن تضع رقابة مشددة على جميع برامج الأطفال التي تبث عبر شاشات التلفاز ووضع أنظمة وقوانين، حماية لهم.. وتقديم أعمال جيدة تغرس فيهم الإيمان وحب الخير باللغة العربية الفصحى «لغتنا الأم» لأنها القادرة على استخراج مكنون مشاعرنا وتصوير رؤيانا بصدق، فهي لغة أمتنا، وتقدم كل جديد يخاطب عقولهم ببرامج منبثقة من تاريخنا الإسلامي، فيه عن حياة الصحابة والسلف الصالح رضوان الله عليهم، لننشئ منهم رجالاً ونساء قادرين على تحمل عبء المسؤولية!
مرفأ
الإعلام العربي بوسائله المختلفة هو المرآة الصادقة والينبوع الذي ينهل منه الطفل حاجته المفيدة فمتى يتاح له ذلك..!؟


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved