* جازان - متابعة
فقدت قرية حصامة المحازرة الجبلية النائية الواقعة في أعالي قمم جبال السراة بجازان باستشهاد علي بن عبده خلوفة محزري 36 عاماً وكيل رقيب بشرطة محافظة الحرث الذي وافاه أجله المحتوم شهيداً تحت عجلات سيارة كامري يقودها أحد المهربين العابثين بالأمن أثناء تأديته لواجبه في نقطة تفتيش تابعة لشرطة محافظة الحرث الواقعة قبالة قرية أم الشيخ على طريق محافظة الحرث بجازان، الفقيد عرف عنه تدينه والتزامه وانضباطه في عمله وبره لأهله وأسرته وصلته رحمه ومواظبته على صلاة الجماعة إلى جانب ما أثر عنه من أخلاق حميدة وسجايا كريمة ومناقب جمة وحرصه على أداء مهامه الوظيفية على الوجه التام والمطلوب، «الجزيرة» بدورها انتقلت إلى مسقط رأس الشهيد وكيل الرقيب علي بن عبده خلوفة محزري قرية حصامة المحازرة الجبلية النائية الواقعة على قمة جبال السراة بقطاع جازان الجنوبي والتابعة لمركز الخشل وكان خط سيرنا عبر طريق جبلي وعر وشاق بطول أربعين كيلو متراً استغرق ساعة كاملة لوصولنا إلى القرية التي بدت معزولة عن خدمات الكهرباء والمياه والطرق والهاتف وقد التقينا لدى وصولنا الى منزل الشهيد بأهله وأفراد أسرته وعدد من أقاربه وقد ارتسمت على محياهم علامات الحزن وخيمت أجواء الأسى في ديارهم .
تحدثنا في البداية الى أخيه الشقيق أحمد بن عبده خلوفة محزري الذي وصل لتوه من الرياض بعد علمه باستشهاد شقيقه حيث يعمل وكيل رقيب بمدينة التدريب بالأمن العام بالعاصمة الرياض حيث أوضح أن الشهيد يتيم الأب والأم حيث توفي كل من والدهما وأمهمها وهما في سن مبكرة مشيرا إلى ان الشهيد قد تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الجوه الابتدائية ولسوء أحوال الأسرة المادية وقلة الحيلة التحق الشهيد بالجيش منذ بلوغه وعمل في سلاح المشاة بالقوات البرية في تبوك ووصل إلى رتبة عريف ثم استقال وعاد الى جازان والتحق بشرطة منطقة جازان في 1/9/1413هـ بنفس رتبته التي كان عليها في الجيش وعمل في شرطة محافظة الحرث في جازان ورقي الى رتبة وكيل رقيب وكان مثالاً للانضباط والتدين مواظباً على صلاة الجماعة متصفا بخلق حسن محبوبا بين زملائه وأهله الى ان وافاه الاجل المحتوم شهيدا وهو يؤدي واجبه مساء امس الاول في نقطة تفتيش على طريق محافظة الحرث ودعا شقيقه الله ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.
من جهته أوضح عم الفقيد الأخ الشقيق لوالده المواطن احمد بن خلوفة محزري ان ابن اخيه استشهد وهو يدافع عن امن وطنه ومواطنيه وهو يعد بذلك شهيدا ومصدر فخر لكل أبنائه وذويه واهله.
من جانبه قال رحيم الفقيد جابر بن محمد محزري: ان الشهيد قد لاقى وجه ربه الكريم وهو يذود عن امن وطنه ومواطنيه مبينا ما عرف عنه من كريم الخصال وحميد السجايا وتضرع في ختام حديثه الى الله تعالى ان يتغمد الشهيد بواسع رحمته إنه سمع مجيب.
كما تحدث للجزيرة ابن عم الفقيد المواطن محمد بن علي محزري موضحاً أن الفقيد قد عرف عنه مواظبته على أداء الصلوات جماعة وتفقده لأحوال أقاربه وسؤاله عن صغيرهم وكبيرهم وحرصه على زيارة وصلة رحمه وجيرانه إلى ذلك اوضح مدير شرطة الحرث النقيب عثمان بن سراح المباركي ان الفقيد كان قمة في الانضباط والتدين والالتزام الاخلاقي.
هذا ويعول الشهيد زوجتين وستة أولاد ثلاثة ذكور وثلاثة إناث هم على التوالي: مليحة من مواليد 20/3/1411هـ وتدرس في الصف الثاني متوسط ومريم من مواليد 12/9/1413هـ وتدرس في الصف السادس ومحمد من مواليد 9/1/1419هـ وعيسى من مواليد 16/2/1421هـ وخالد من مواليد 13/5/1422هـ وآمنة من مواليد 26/7/1423هـ وتسكن الأسرة في بيت شعبي متهالك تنقصه أبسط الامكانات اللازمة لحياة كريمة.
|