في الكثير من الأحيان نجد أن زمناً يسبق الطموح وأن الطموح يقف إذا خانت الظروف، وأن الهدف لازدهار الشعوب ورقيها ينبع من صدق الإحساس بالمسؤولية وألا يخالط ذلك العمل أهداف خاصة.
حقيقية يجب أن نؤمن بها ونسلم بما فيها أن تتنازل كل كبرياء السلطة ونعطي السلطة الصدق في تحقيق الأهداف ونثق في القادة ونؤمن بأنهم أهل وأنهم يسعون لرقينا وتحقيق استقرارنا، وأن تؤمن بها وتقرها شعوب الخليج ونواة ذلك ما تم تشكيلها في اجتماعات سابقة لقمة الخليج حيث وجه القادة تعيين هيئة استشارية لدول الخليج وهذه الهيئة مرشحة من القادة، موكله إليها إنهاء الكثير من الأعمال فلن أدخل في تفاصيل عمل تلك الهيئة، ولكن يجب أن يكون في أجندتنا في المستقبل القريب أن يتم تطوير أو تحوير أو أن تكون تلك الهيئة نواة لمجلس شورى خليجي يتم انتخابه من تلك الشعوب، بما يتفق مع عاداتنا وتقاليدنا والتشريعات المتقاربة إلى حد ما بين دول الخليج، لن أتطرق إلى آليات الانتخاب فهي متعددة ومرضية سواء كانت نسباً متساوية أو حسب نسبة وتناسب إلى عدد السكان أو الكثير من المعايير التي لن يختلف عليها القادة، ولكن الأهم تكييف أكثر للعادات والتقاليد من خلال المناهج التعليمية وغيرها لكي يتحقق برلمان خليجي يضم نخبة من أبناء المنطقة توجه وتقر وتقترح مستقبل بلادنا وصالح شعوبنا، إن التجربة الأوربية هي خبر برهان أمام أعيننا، فيجب أن يدرس موضوع البرلمان الخليجي بين القادة الخليجيين، يكون مقره ورئيسه موازياً للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أو كيف ما يتفق عليه القادة، وأن مسألة الانتخاب والترشيح متروكة للتفاوض، ولعلى أرى أن الهيئة الاستشارية نواة ولادة ذلك المجلس الشورى- البرلماني- فأمن المنطقة واقتصادها وازدهارها سيتعزز تحقيقه بإرادة الشعوب- والبرلمان هو لسان تلك الشعوب أمام القادة والساسة، ويجب أن تكون هذه الخطوة سريعة لكي يساهم هذا المجلس في تشريع الكثير من القوانين الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية، فأمامنا عملة موحدة وأمامنا أمن واحد وكلنا نسعى إلى توحيد الهوية العربية الإسلامية من الثورة الرأسمالية الشرسة، هموم كثيرة يجب أن يناقشها مجلس الشورى او البرلمان الخليجي تعني أبناء هذه «البلدان»، إنها حقيقة جيرت إلى الخيال، فلا تدع الظروف تصارع الأقدار وأن نجتهد لكي نحقق ما يخدم الوطن الخليجي والمواطن الخليجي ويصبح ما جير إلى الخيال حقيقة وواقعاً ملموساً. «فكل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر».
|