* لماذا شرعت فريضة الحج وما الهدف من تجمع ملايين البشر في أماكن معينة وأوقات محددة؟
سليمان الدبيخي بريدة
أما مشروعية فريضة الحج فهي عبادة وعبادة لله سبحانه وتعالى، وقد أوجبها الله سبحانه وتعالى على عباده بقوله: {ولٌلَّهٌ عّلّى النَّاسٌ حٌجٍَ البّيًتٌ مّنٌ اسًتّطّاعّ إلّيًهٌ سّبٌيلاْ}، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا» فقام رجل وقال أكل عام يا رسول الله؟ فسكت فأعادها مرة أخرى فسكت ثم أعادها فقال صلى الله عليه وسلم «أما لو قلت نعم لوجبت، إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن أمر فانتهوا» ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال كذلك: «بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلاً». والحج إحدى العبادات التي تعبد الله سبحانه وتعالى عباده بأدائها تعظيماً وتقديساً وتذللاً وخشوعاً وخضوعاً لله سبحانه وتعالى، والحج هو في الواقع من العبادات المبنية على المجهود الجسدي وعلى بذل المال في سبيل تحصيله وهو عبادة تجمع بين الجهد وبين بذل المال، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في فضل «ذلك من حج ولم يفسق ولم يرفث رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
وأما الهدف من تجمع الآلاف أو مئات الألوف من المسلمين في هذه الأماكن المقدسة وفي مشاعر الحج، فذلك أن كل واحد منهم يريد أن يبرئ ذمته مما وجب عليه تجاه ربه من أداء فريضة الحج التي أوجبها الله سبحانه وتعالى عليه، وفي نفس الأمر لا شك ان هذا التجمع يجب ان يستفيد منه المسلمون فيما يتعلق بالنظر في أحوالهم وتوحيد كلمتهم وحل مشاكلهم والنظر فيما هم فيه من حال تقتضي منهم دراسة هذه الحال، فإن كانت حالاً سيئة وجب عليهم ان يتعاونوا في سبيل تحسينها وإن كانت حالاً حسنة وجب عليهم ان يتعاونوا في سبيل مضاعفة فضلها وخيرها. ولا شك ان الإسلام دين نصف ودين عدل ودين سماحة ودين وحدة كلمة، ودين أخوة، فقال سبحانه: {إنَّمّا المٍؤًمٌنٍونّ إخًوّةِ}، فلا شك ان هذا التجمع يجب على المسلمين ان يستفيدوا منه الاستفادة التي من شأنها ان تعود عليهم بالخير والعزة والرفعة ووحدة الكلمة وتقوية شأنهم حتى يرهبهم عدوهم، والله المستعان.
|