* كتب - مندوب «الجزيرة»:
أشاد عدد من الشخصيات الإسلامية في الخارج بالجهود الضخمة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- لخدمة ملايين الحجاج والمعتمرين الذين يفدون إلى المملكة كل عام لأداء فريضة الحج.
وأثنوا في هذا الاستطلاع على ما تشهده هذه الجهود من تطور عاماً بعد عام، لاستعياب هذا العدد المتزايد من ضيوف الرحمن، وتأمين كل ما يلزمهم لأداد مناسكهم في جو من الأمن والراحة والسكينة.
في البداية يؤكد معالي د. أحمد هليل وزير الأوقاف والمقدسات بالمملكة الأردنية أن ما تبذله حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في خدمة ورعاية ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين كل عام يعد مفخرة لكل مسلم في جميع أنحاء العالم .. فما يحظى به حجاج بيت الله الحرام من رعاية واهتمام منذ وصولهم لأرض المملكة، وحتى مغادرتهم لها يحتاج إلى جهود جبارة لا يقدر عليها إلا من يقوم بها طاعة وقربى للخالق عز وجل، محتسباً الأجر والثواب منه يوم القيامة. ويضيف : ولنا أن نتخيل ما يحتاجه هذا العدد الكبير من الحجاج والذي يتجاوز ثلاثة ملايين من خدمات صحية وإرشادية وتوعوية ونقل ومواصلات واتصالات وإعاشة وغيرها من الخدمات لنعرف حجم الجهد المبذول ولا سيما في ظل اختلاف جنسيات ولغات وعادات وتقاليد واحتياجات الحجيج إلا أن الملاحظ أن هذه الخدمات تتطور وتتضاعف كماً وكيفاً لمزيد من الراحة والأمن والسلامة لكل حاج في جميع مناطق المشاعر المقدسة، وبلغة الأرقام لا نستطيع حصر تكاليف هذه الخدمات لكننا جميعاً نلمسها بوضوح ونشعر بها في كل مرحلة ومكان أثناء أداء المناسك، فالمرافق والمنشآت مجهزة على أعلى مستوى، والرعاية الصحية متوافرة، والجهود الدعوية والتوعوية وافرة، والخير مبذول لوجه الله تعالى وإكراماً لضيوفه من الحجاج. ويؤكد د. هليل أنه لا يشعر بهذه الخدمات والجهود إلا من عرف كيف كان الحج في الماضي وكيف كانت رحلة الحج بالغة المشقة ومحفوفة بالمخاطر، وكثير من الحجاج لقي ربه محرماً لعدم توافر الإسعافات الطبية اللازمة أو نتيجة لشدة الإرهاق، بعكس ما نراه الآن من حرص على راحة الحجاج، وتوفير كافة سبل الرعاية الصحية والأمن والسلامة، وهي نعمة نحمد الله عليها، ثم نشكرها لولاة الأمر بالمملكة، جزاهم الله عنها خير الجزاء.
الزحام عند الجمرات
من جانبه امتدح الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدكتور محمد الحبيب بن الخوجة جميع الخدمات التي توفرها المملكة لضيوف الرحمن، وقال: إن كل شيء متوفر وموجود لحجاج بيت الله الحرام، لأن المملكة بحفظ الله ورعايته الدائمة هي التي تهيئ - بتوفيق الله - أسباب النجاح والرضا للحجيج، فالحجيج أصبحوا الآن يشعرون بعاطفة خاصة نحو المملكة لأنهم يرونها ترعى توجهاتهم وتعمل على تحقيق ما يطلبونه من الراحة وحسن الأداء للمشاعر. وأضاف الدكتور محمد الحبيب: وفي المقابل يجب على ضيوف الرحمن الامتثال والالتزام بالأنظمة والتعليمات التي تعالج قضية الزحام الذي يحدث أثناء تأدية المناسك، ومراعاة الأحكام والقوانين التي أعدتها الدولة بالنسبة لرمي الجمار حتى يتجنبوا وقوع الحوادث التي تضر بهم وغيرهم من إخوانهم ضيوف الرحمن وللأسف فإن الناس لا يمتثلون لما يقال لهم، بل هم تعودوا على طريقة يريدون أن يسلكوها دائماً وهذا فيه ثورة على الطريقة البائدة التي لم تعد صالحة لأنها إذا صلحت بالنسبة لواحد لا تصلح بالنسبة للباقين.
تطور كبير ملحوظ
من جانبه يقول د. سعد الدين بن محمد الكبي مدير معهد الإمام البخاري بلبنان: كما أكرم الله نبيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام ببناء البيت وتطهيره والتأذين بالحج، فقد أكرم الله عدداً من أنبيائه بتجديد البيت وتطهيره وأكرم الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بوضع الحجر الأسود يوم أن جددت قريش بناء البيت: كما حظي عدد من الخلفاء والولاة عبر العصور بهذا الشرف العظيم، فكان عملهم ما بين مطهر ومجدد وموسع حتى كان ما قام ويقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود- وفقه الله لطاعته- بتوسعة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة حرسها الله والمدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام توسعة تثلج الصدر وتقر العيون وتكتب على جبين التاريخ المدح والشكر والثناء للمملكة العربية السعودية. ولاشك أن ما قامت به المملكة العربية السعودية من خدمة بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم ورعاية الحجاج والمعتمرين وتسهيل المناسك لهم بتذليل الطرقات وتجهيز الخيام وتأمين الغذاء والشراب والدواء وتأمين وسائل الأمن والسلامة للحجاج واستنفار جميع الطاقات بالمملكة لخدمة ضيوف الرحمن لعمل منظور ملحوظ لا ينكر عطاءه وتطوره وتقدمه ليغطي الأعداد المتزايدة إلا مكابر عاق جاحد للنعمة متنكر للمعروف. ويضيف د. الكبي: ولقد حدثنا آباؤنا وأجدادنا عن رحلة العمرة والحج في الماضي المحفوفة بالصعاب والمخاطر حيث كان الحاج يتزود بالماء إلى المشاعر لشربه وطهوره فضلاً عن الغذاء والدواء والخيام أما اليوم فقد أصبح الماء بارداً طوع الحاج وتحت طلبه يجده أينما كان في الحرمين «زمزم لما شرب له» وعلى طرقات منى وعرفة صنابير الماء البارد أما الغذاء فأعداد كبيرة من الشاحنات المثلجة توزع اللبن وأنواع العصائر على الحجاج في سبيل الله وبعض الهيئات الخيرية توزع وجبات الغذاء بلا مقابل وإن سألت عن الرمضاء في ظهيرة عرفة ومنى فقد تحولت إلى جو طيب لكثرة الأشجار والأنابيب الممتدة فيها ترش ذرات الماء لتلطيف الجو وترطيبه. والخيام مبردة وضد الحريق، وطرق المشاة مظللة والأنفاق الموصلة إلى الجمرات تحفظك من حر الشمس والخدمة في المسجدين لا تتوقف، فعلى الرغم من تزايد عدد الحجاج والمعتمرين وتكاثرهم في الوقت الواحد والمكان الواحد إلا أنك لا تشعر لهم بمخلفات تذكر في طعامهم وشرابهم رغم ما يتركه البعض من مخلفات في الساحات العامة إلا أنها سرعان ما تتلاشى لكثرة الخدمة وسرعتها واستمرارها بلا توقف ولا فتور.
خدمات دون استثناء
وفي السياق ذاته أكد مدير مركز الدعوة الإسلامية في البرازيل الشيخ أحمد الصيفي أن الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام تتزايد كل عام عن العام الذي قبله وقال: أكرمني الله بأن حججت ضيفاً، وحججت منفصلاً، فالحقيقة أن الله أكرمنا بهذا الحج المبارك لما أتيت إلى الحج، ودخلت عن طريق الحدود، كافة الخدمات من السكن والنقل وغير ذلك فقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بفضل كثير من الخير، وبهذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية التي نذرت نفسها لخدمة حجيج بيت الله الحرام فمن النواحي الصحية، ومن ناحية توفير الخدمات والنقل، وتسهيل الأمور حتى الطعام لمن يريد، والماء، كان والحمد لله ضمن المواصفات التي يمكن أن تقدمها الدول الراقية، بل أفضل هنا. وأضاف الشيخ الصيفي: وفي بيت الله الحرام ومنطقة المشاعر المقدسة ترى الناس متطوعة، ومتهافتة لخدمة الحجاج، وترى قوى الأمن والمراكز الصحية متوفرة فكافة الخدمات فوق ما يتصوره المرء، جميع الحجاج دون استثناء تقدم لهم الخدمات، ويحملون وينقلون وتهيأ لهم سبل الراحة والرعاية وينقلون إلى المشاعر وتقدم لهم كافة الوسائل وتكون الأمور ميسرة بدون أي متاعب. ولا يسعنا أمام كل هذه الجهود إلا أن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ هذا البلد ويحفظ القائمين عليه حكومة وشعباً، وأن يطيل عمر خادم الحرمين الشريفين لأن ما نلمسه لا يمكن أن يكون إلا من ناس تخشى الله، وتعمل لكسب الثواب والأجر من الله سبحانه، نسأل الله سبحانه وتعالى لهم الخير والثواب لما قدموه ويقدمونه من خدمات متطورة ومستمرة لضيوف الرحمن.
المنافع الكبرى
ويقول د. جمال المراكبي الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية في مصر إن عمارة المسجد الحرام من أشرف الأعمال التي يحبها الله عز وجل ويرضى عنها وعن القائمين بها، ففيها عز الدنيا والآخرة إن ابتغى القائم عليها وجه الله والدار الآخرة، وفيها الشرف وعلو القدر حتى كان أهل الجاهلية على شركهم وكفرهم يفخرون بها، ويحرصون عليها ويتوارثونها كابراً عن كابر، ويعدونها من مفاخرهم وبيان منازلهم عند الله ويفتخرون على المؤمنين، فقال الله عز وجل: {أّجّعّلًتٍمً سٌقّايّةّ الحّاجٌَ وعٌمّارّةّ المّسًجٌدٌ الحّرّامٌ كّمّنً آمّّنّ بٌاللَّهٌ والًيّوًمٌ الآخٌرٌ وجّاهّدّ فٌي سّبٌيلٌ اللَّهٌ لا يّسًتّوٍونّ عٌندّ اللَّهٌ واللَّهٍ لا يّهًدٌي القّوًمّ الظَّالٌمٌينّ><ر19ر>} ولا شك أن الكافرين ما كانوا لينفعوا بهذه الأعمال مع كفرهم وشركهم لأن الله تعالى لا يغفر للمشركين ويجعل عملهم هباء منثوراً: {إنَّ اللَّهّ لا يّغًفٌرٍ أّن يٍشًرّكّ بٌهٌ ويّغًفٌرٍ مّا دٍونّ ذّلٌكّ لٌمّن يّشّاءٍ ومّن يٍشًرٌكً بٌاللَّهٌ فّقّدً ضّلَّ ضّلالاْ بّعٌيدْا><116>}. أما أهل الإيمان الذين يقومون على عمارة المسجد الحرام وخدمة الحجيج يبتغون بذلك ما عند الله من الثواب فهم الذين حازوا الخير وفازوا بالسبق في الدنيا والآخرة. ولهذا وقف النبي صلى الله عليه وسلم على بئر زمزم والعباس بن عبدالمطلب يسقي الحجيج، فقال صلى الله عليه وسلم: اسقوا بني عبدالمطلب، فلولا أن ينازعكم الناس لسقيت معكم.
|