ها نحن على أبواب عشر ذي الحجة تلك العشر التي منَّ الله بها علينا وهي موسم من مواسم الخير التي فيها فضل عظيم فالعمل فيها يضاعف والمواسم الزمانية لهذه الأمة كثيرة ومنها هذه العشر وهذا فضل الله عليها فأعمار بنيها قصيرة مهما بلغت مقارنة بأعمار أبناء الأمم الأخرى لذا على المسلم ان يستغل هذه المواسم، وهذه العشر هي أيام العمل الصالح فيها له فضل عظيم، وقبل البدء في ذكر هذه الأعمال ثمة أمر أود ان أشير إليه وهو ان من أراد أن يضحي فعليه أن يمسك عن الأخذ من شعره وأظفاره قبل دخول هذه العشر ومن لم ينو الأضحية إلا بعد دخول العشر فقد قال أهل العلم إنه يمسك عن شعره وأظفاره منذ لحظة نيته في الأضحية وفي الإمساك عن الأخذ من الشعر ومن الأظفار قال صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد احدكم ان يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره) وفي رواية (فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره حتى يضحي) وعن فضل هذه العشر قال صلى الله عليه وسلم: (مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام -يعني أيام العشر- قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء).
ومن الأعمال التي تؤدى في هذه العشر صيامها ولا يخفى على أحد فضل صيام النافلة ففي الحديث القدسي: (الصوم لي وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي) كما قال صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً)، ومن الأعمال في هذه العشر عمل قد هجره كثير من الناس رغم سهولته إلا وهو التكبير والذكر لقوله تعالى: {وّيّذًكٍرٍوا اسًمّ اللَّهٌ فٌي أّيَّامُ مَّعًلٍومّاتُ} وقد فسرت بانها أيام العشر، وقد كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في العشر، فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، ومن صيغ التكبير في هذه العشر: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد. ويستحب رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والمساجد وغيرها كل وحده دون تكبير جماعي كما ذكر أهل العلم. ومن الأعمال في هذه العشر المباركة أداء الحج والعمرة، وهو أفضل ما يعمل فيها، ويدل على فضله عدة أحاديث منها قوله صلى الله عليه وسلم: (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) وغيره من الأحاديث الصحيحة ومن الأعمال أيضاً كثرة الأعمال الصالحة عموما من نوافل العبادات من صدقة وبر الوالدين وصلة الرحم، ومن أعمال هذه العشر الأضحية في يوم النحر وأيام التشريق، سنة أبينا ابراهيم عليه الصلاة والسلام حين فدى الله ولده بذبح عظيم، (وقد ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبّر ووضع رجله على صفاحهما) وهي شعيرة يتردد مع الأسف الشديد بعض من الناس في القيام بها رغم أنهم ينفقون طوال العام أموالاً طائلة في كماليات وإذا نوقشوا في ذلك برروا تركهم هذه الشعيرة بعدم القدرة المادية!!!!
الحديث عن هذه العشر وفضلها يطول لكنني رغبت ان أشير في هذه العجالة إلى فضلها مذكراً بموقف التجار في تنافسهم في تجارتهم الدنيوية أيام المواسم متسائلاً وأين تجار الآخرة من هذا الموسم العظيم؟؟؟!!!.
|