* القريات جريد الجريد:
1369ه مرحلة انتقالية كبيرة لاهالي القريات تختص في اداء الركن الخامس من اركان الاسلام وهو حج البيت الحرام فقبل هذا التاريخ كان اهالي القريات يستعدون لاداء مناسك الحج من عيد الفطر مباشرة اذ كانت الرحلة تستغرق عدة اشهر ذهاباً وعودة على ظهور الجمال، لكن من هذا التاريخ كان لهم الحظ بتوفر وسيلة نقل كانت في وقتها تمثل نقلة نوعية كبيرة لهم حيث حضر لهم رجل قادم بسيارته لينقل الحجاج الى الاراضي المقدسة وهي اول سيارة للسيد محمد حبرم رحمه الله ولاتزال هذه السيارة حتى يومنا هذا موجودة اذ يحتفظ بها ابنه ابراهيم حبرم مراد الذي كان مرافقا لوالده في تلك الرحلة وتحدث لنا عنها بالتفصيل قائلاً:
كانت الرحلة في موسم حج 1369هـ وكنت وقتها شاباً مرافقاً لوالدي على شاحنته من نوع «دوج» موديل 1940م وهي من مخلفات الحرب العالمية ومازلت محتفظا بالسيارة حتى يومنا هذا كذكرى واعتزاز بها وكانت الرحلة متعبة جدا الا انها مقارنة بالسفر على ظهور الجمال كانت سريعة حيث استغرقت الرحلة من القريات وحتى المدينة المنورة 14 يوماً ومنها الى مكة المكرمة 3 ايام وكان خط السير من القريات الى «العيساوية» ثم «مغيرا» ثم «القليبة» ثم اخذنا يمينا باتجاه خط السكة الحديد الى جبل الاقرع حيث صارت السكه هي الدليل وكان الطريق وعرا جدا ثم الى «خور حمار ثم خشم نعجه ومزحم الناقة» وهي مناطق بريه تعرف بهذه الاسماء بعدها الى قرية الحجر ثم مدينة العلا ووادي هدية وكنا نحتاج في هذه المناطق لقطع مسافة كيلو متر واحد مايزيد على يوم كامل بسبب الرمال «وتغريز» السيارة فيها وفي اغلب الاحيان ننزل من السيارة ونسير بجانبها لنضع الاخشاب تحت عجلاتها وهذا كله في النهار اما في الليل فهو استراحة لنا حيث نتناول العشاء الذي تعده النسوة المرافقات في الرحلة ونتحدث قليلاً ثم ننام مبكرا، ومن الاسماء التي اذكرها معنا في تلك الرحلة: حمدان الحمد الجباب، سلامة الحصيني، عبدالهادي الفندي، دهام الدهام، خلف القازح، ابراهيم الناهض، سلمان وحمدان الطويري، فهد الجهيم، ملاوي وخطيب القرية شبلاق الجباب عليهم رحمة الله، وهذه الرحلة احدى صور المعاناة التي كان الاهالي يعانونها لاداء فريضة الحج وتأكيد لما ننعم به اليوم من وسائل نقل متقدمة وطرق معبده حتى اصبح اداء هذا النسك من السهولة بحيث يكون فترة غياب الحاج عن اهله لاتتجاوز الاسبوع وهذا كله بفضل من الله عز وجل.
|