سبع ساعات (ماطرات) حولت ميادين العاصمة وشوارعها إلى بحيرات!!
لقد ذكرتني تلك اللحظات في مدينة الرياض بمدينة (البندقية) الإيطالية التي لم أزرها قط ولكن قرأت وسمعت عنها وشاهدت عبر «الشاشة» وضع حال أهلها الدائم الذين يعتمدون في تنقلاتهم عبر شوارعها وأزقتها على (اللنشات) والمراكب المائية الصغيرة!!
أنا هنا أقول: لندع البندقية وحالها ونفكر في «رياضنا» وحالها الطارئة، فمن يصدق أن الحركة المرورية قد أصيبت بالشلل التام بعد أن غرقت الشوارع والأنفاق جراء هطول الأمطار لساعات قليلة!!
لقد دعوت ربي في تلك اللحظات أن تنزل علي ثروة من الأسماء أو أن يكون لي رصيد في أحد البنوك تتجاوز أرقامه (الأصفار) السبعة فقد فكرت في إنشاء مشروع أجزم أنه سيكون مربحاً وبنسبة مليار في المائة ويعد الأول من نوعه على مستوى العالم العربي ويخص أهالي مدينة الرياض لوحدهم أثناء نزول الأمطار التي تغافلنا بين لحظة وأخرى!!
إن هذا المشروع الذي سوف تجير براءة اكتشافه للعبدلله طبعاً يتمثل في إنشاء مصنع متخصص لصناعة مئات الآلاف من المراكب الشراعية الصغيرة لكي يستعين بها سكان الرياض إذا غرق «الدائري» كما حدث يوم السبت الماضي، كما غرقت كافة الشوارع والأحياء وتوقفت معظم السيارات في ذلك اليوم «إجبارياً» وتحول الجميع إلى حالة من الاستنفار في «دفدفة» السيارات الغارقة وانقاذ الناس الذين يبحثون عن النجاة من هول المياه الجارفة!!
إن هذه المشكلة المزمنة المتمثلة في أمطار العاصمة ستستمر لسنوات قادمة وهي التي قد عاصرناها لأكثر من عقدين والسبب يعود إلى سوء التخطيط في شبكة المجاري وتصريف السيول في طرقها وشوارعها!!
وما زلنا نأمل في حلها سريعاً ففي بريطانيا أو فرنسا مثلاً أو بعض الدول الآسيوية وحتى العربية تهطل الأمطار طوال الشتاء وعلى مدار الساعة ولا تجد أثراً لها في شوارعهم لأنهم خططوا قبل إنشاء الشوارع بإنشاء مواضع لتصريف مياه الأمطار المتوقعة وهذا ما جعلها لا تتأثر كما تتأثر شوارعنا!!
إنني هنا أطالب معالي وزير المياه والكهرباء ومعالي وزير النقل بالالتفات جيداً لفيضانات العاصمة المتكررة وسرعة علاجها لأننا بصراحة مللنا من هذه الأسطوانة كلما نزلت الأمطار وأصبحت تسبب لنا «كابوساً» مزعجاً وبصراحة تامة هي تعطلنا عن أعمالنا وتدمر سياراتنا وتهدد حياتنا بالخطر والموت غرقاً!!
|