* خان يونس - رفح - بلال أبو دقة:
تشكّل الأبراج العسكرية الإسرائيلية «المنتشرة في كافة أرجاء قطاع غزة المحاصر، تلك الأبراج المشرفة على حدود المستوطنات اليهودية»، الهاجس الأكبر لدى المدنيين الفلسطينيين، خلال حركة تنقّلاتهم، وخطراً حقيقياً على حياة الكثير منهم، لاسيما الأطفال. تلك الأبراج تستخدمها عادة قوات الاحتلال الإسرائيلي في قنص وإطلاق النار على المواطنين العزل، الأمر الذي يؤدّي إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى بين صفوف المدنيين في منازلهم وفي الشوارع والأزقة القريبة من المستوطنات اليهودية.. فبعد ظهر يوم «الثلاثاء» استشهد مواطن فلسطيني بالقرب من منزله الواقع في منطقة «قيزان النجار» إلى الجنوب الشرقي من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقالت مصادر طبية في مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني ل «الجزيرة»: إن المواطن فضل النجار أدخل فسم الجراحة، ثم ما لبث أن استشهد جراء إصابته بعيار ناري في الصدر..
وقال شهود عيان في المنطقة المتاخمة لمستوطنة موراج اليهودية ل «الجزيرة»: إن قوات الاحتلال أطلقت نيرانها العشوائية والكثيفة باتجاه منازل المواطنين هناك، ما أدى إلى إصابة النجار، الذي هو من سكان تلك المنطقة.
يذكر أن منطقة قيزان النجار تلك شهدت في الآونة الأخيرة حملة تجريف واسعة النطاق طالت آلاف أشجار الزيتون والحمضيات المجاورة للمستوطنة اليهودية سابقة الذكر، وفي أغلب الأحيان يطلق الجنود المتمركزون على أبراج المراقبة المقامة على حدود المستوطنة نيرانهم العشوائية على المنازل القريبة.. ويقول المواطنون هناك ل«الجزيرة»: إنهم يعيشون وأطفالهم في حالة رغب وخوف شديدين.
سقط شاب فلسطيني مضرجاً بدمائه في باحة منزله
هذا وشهدت مدينة خان يونس قبل ثلاثة أيام حادثة مشابهة حيث سقط مواطن فلسطيني من عائلة أبو جويعد مضرجا بدمائه وفي باحة منزله في منطقة الشطر الغربي، حيث أطلق جنود الاحتلال نيرانهم العشوائية والكثيفة من أبراج المراقبة المقامة على مستوطنة «نفيه دكاليم» اليهودية، ويقول المواطنون هناك ل «الجزيرة»: إن حياتهم أصبحت جحيما لا تطاق، فالشاب عدنان أبو جويعد «26 عاماً» أصيب داخل منزله القريب من المستوطنة اللعينة، بعيار ناري في البطن ليستشهد بعد وقت قصير من إصابته القاتلة.
وتؤكد عائلة يعقوب التي يبعد منزلها عن المستوطنة مسافة لا تتعدى ثلاثمائة متر أنها نجت من رصاص جنود الاحتلال والمستوطنين الذي اخترق جدران منزلهم المتواضع قبل عدة أيام.
وشوهدت العديد من المنازل وهي خاوية، لقد رحل أهلها خشية على أطفالهم من رصاص جنود الاحتلال، ومن اعتداءات المستوطنين المتكررة.
اعتقال وحالة من الرعب والخوف بين الأطفال والنساء
وعلى صعيد متصل بالانتهاكات الإسرائيلية فقد اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر «الثلاثاء» أربعة مواطنين من منطقة الشوكة جنوب شرق مدينة رفح، ونقلتهم إلى جهة مجهولة.
وقال شهود عيان ل «الجزيرة»: إن ما يزيد عن ثلاثين دبابة وآلية عسكرية إسرائيلية، اقتحمت المنطقة تحت غطاء جوي من طائرات الأباتشي، وسط إطلاق نار كثيف تجاه منازل المواطنين وشنت حملة تفتيش ودهم واسعة لمنازل المواطنين هناك..، نشرت خلالهما حالة من الرعب والخوف بين الأطفال والنساء، كما ألحقت أضرارا بالغة بمحتويات بعض المنازل التي اقتحمتها وكذلك بالبنية التحتية في المنطقة المستهدفة.
|