تمر على طلبتنا هذه الايام مرحلة حاسمة من ايام حياتهم الدراسية.. وفي هذه المرحلة يواجه شبابنا (شبح مخيف) و(بعبع رهيب) بالنسبة لهم فشبح الامتحان يلازم الطالب قبل شهرين من قدومه.. ويظل يتضاعف ويكبر في نفس الطالب حتى يمر بما يحمل من تفاؤل او عكس ذلك.. يمر مخلفا (عقد) قد تزول بفرحته بالنجاح أو لا تزول..
والذي يجعل الطالب يحمل (هم) هذا الامتحان ويراه كبير المعنى.. سيئ العاقبة بالنسبة له هو ما يصاحب قدومه من اضفاء (هالة رهيبة) من الاهمية الملبسة بالحذر والحيطة والدقة.. ان (هيبة الامتحان) تكمن في الاستعداد على المستوى العام له من رجال التربية والتعليم.. غير أن بعض (القيود) التي تطبق في الامتحانات بحزم وصرامة هي التي تجعل (الارتباك) صفة ملازمة لكل طالب مختبر.. وبالتالي (الفشل) مهما كانت ثقته.
ونحن اذا نظرنا الى بعض الدول التي قطعت اشواطاً كبيرة في مجال التعليم وجدناها قد بدأت تنظر الى (الامتحان) على أنه وسيلة صغيرة جدا لمقياس حياة الطالب الدراسية واتجهت الى تطبيق مجاراة الطالب في حياته الدراسية طوال العام.. من متابعة ومراقبة ومطالبة له ببحوث وتطبيقات هي اهم وأجدى من صفة التكريس التام للامتحان وعدم جعله المقياس الكامل لمدى اجتهاد الطالب في دروسه.كتب الأخ الاستاذ عبدالرحمن السدحان في مقالة أخيرة باحدى المجلات عن تلك المشكلة أورد منها ما نصه (هناك شباب يفضلون الموت على الفشل، وبعضهم فعلوا أو يفعلون.. ونحن لا نكتفي بهذا الحشو الذهني عن الامتحان.. بل نحيطه بطقوس غريبة نسميها الرقم السري و الكنترول والغرفة السرية و رقم الجلوس والمظاريف المغلقة بالشمع الاحمر الى آخر القائمة أن وجود مثل هذه الطقوس يعني ان هناك ازمة في الاخلاق وبعبارة اخرى فإن في اصرارنا على التمسك بهذه الطقوس انتزاعا للثقة من الاستاذ والطالب والانظمة المدرسية أليس هذا معناه اننا لا نثق في انفسنا ايضا كمجتمع انساني؟ ثم يردف الاستاذ السدحان.. انا لا أدعو الى الغاء الامتحان.. فربما كان شرا لابد منه ولكن اقول: اعيدوا الثقة انتهى.وعلى ذكر شبح الامتحان كتب ايضا الصحفي الكويتي الاستاذ باقر خريبط في مجلته (صوت الخليج) حول هذا الموضوع في عدد المجلة الاخير ما جملته: (ان مسألة الامتحانات بغيضة الى نفس كل طالب والى نفسي ايضا،
اعتقادا وايمانا بأن الامتحانات ليست المظهر الصادق الكامل لمعرفة حقيقة معلومات الطالب ان كانت المعلومات هي الاساس للنجاح) انتهى.
وبعد أنا عندما استشهد ببعض المواضيع لا أطالب بالغاء الامتحان أو اكسابه صفة (الفوضى والاهمال) ولكنني أضم صوتي الى صوت الاستاذين خريبط والسدحان باعطاء الثقة وبالنظر اولا بعين الاعتبار الى جهد الطالب في عامه الدراسي واعطائه على ذلك النصيب الاكبر من الدرجات التي تؤهله للنجاح أو للرسوب حتى نكسب بالتالي اهتماما دراسيا دائما طيلة العام الدراسي.عندما تكون هناك درجات تحسب للطالب على كل اهمال وغياب وتقصير في الدروس حتى يدرك الطالب مدى ما حصده من عامه الدراسي ومدى ما كان للمواظبة من مفعول كبير في نجاحه أو رسوبه.. أعان الله رجال التعليم وحقق أمل كل من سهر الليل من اجل الهدف.
|